2012/07/04

عاصي الحلاني: أنا أكبر من أن أكون سياسياً
عاصي الحلاني: أنا أكبر من أن أكون سياسياً

المعتصم بالله حمدي – دار الخليج

انتهى المطرب عاصي الحلاني من تصوير أغنيته الجديدة “شو ما صار” تحت إدارة المخرج عادل سرحان في منطقتي الجميزة وفاريا، وشاركته في الكليب العارضة كريستين، وقد استغرق التصوير يومين، وبلغت ميزانية الكليب 80 ألف دولار .

الملحن بودي نعوم أكد أن “عاصي الحلاني يمثّل جيل الشباب بكل معانيه الجميلة، وعندما نسمعه يغني نشعر بكثير من الحيوية والسعادة، وعندما يعجب بلحن تتملكه حالة من الفرح لأنه يعرف أنه سيوصل الأغنية كما يتخيلها، خصوصاً عندما يضيف إليها شخصية صوته ونبرته الواثقة” .

الشاعر طوني أبي كرم، أعرب عن سعادته بأن يغني له عاصي أغنية جديدة وقال: أتمنى أن تكون هذه الأغنية هدية لجمهور عاصي في وقت نحتاج فيه إلى بعض الفرح ونستعيد ثقتنا بالشباب، فهم الأفضل بكل تأكيد ويستطيعون النهوض بمستقبلنا .

من جهته قال عاصي الحلاني: لقد طلبت من صديقي الملحن بودي نعوم أن يلحن لي أغنية بلونه ونكهته الخاصة، لأن تعاوني معه سابقاً حقق الكثير من النجاح لدى الشباب، وأعتقد أن أغنية “بحبك وبغار” ما زالت حاضرة في كل حفلاتي وأنا أحب روح بودي نعوم ملحناً وموزعاً موسيقياً لأنها تجعلني أغنيها بروح شبابية جميلة فيها الكثير من التفاؤل .

وعن سر إصراره على التعاون مع مجموعة معينة من الفنانين أوضح الحلاني أن “التفاهم بين مجموعة معينة وارد جداً وإذا رجعنا لأيام عبدالحليم حافظ فسنجد هذه التجربة موجودة، وقد كرر تعاونه مع بليغ حمدي ومع الموجي وعمل مع عبدالوهاب أيضاً في إحدى الفترات . . فهذا طبيعي لأنه في بعض الأحيان يحدث انسجام فيما بين مطرب وملحن، أو مخرج أو مؤلف ويتكرر التعاون بينهما بسبب نجاحهما، كما تربطني صداقة بمن أتعاون معهم، إلا أن ذلك لا يأتي على حساب العمل وجميع من عمل معي قدم لي أعمالاً تقنعني .

وعن علاقته بتلحين الأغاني وكتابتها قال عاصي: أقوم عادة بتلحين بعض الأغاني التي تعجبني وأشعر أن بداخلي رغبة لتلحينها، لكنني لا أريد أن يكون الألبوم كله من ألحاني، لأنني أحب التنويع دائماً، فأنا أفضل أن يتضمن أغنيات لملحنين آخرين، وبالنسبة لمجال كتابة الأغاني، قمت بكتابة أغنيتين في بداية مشواري الفني، أي منذ نحو سبعة عشر عاماً إلا أنني لم أكرر المحاولة لأنني لا أعد نفسي شاعراً وكانت الأغنيتان عبارة عن خواطر وليست أشعاراً، إلا أنني أستطيع تركيب بعض الجمل والارتجال على المسرح فأنا والحمد لله أمتلك بديهة حاضرة .

عاصي يرفض الابتذال والتعري في أغنياته المصورة، لأنه يرى أن هذه الطريقة لا تصلح مع من يمتلك الموهبة الغنائية الحقيقية، ولكنها تستخدم من قبل “أشباه المطربين والمطربات” للترويج لأنفسهم والبحث عن نجومية زائفة .

وحول مكانة الأصوات الجديدة التي قد تكون منافساً له ولغيره من المطربين، أكد عاصي أن هناك أصواتاً جميلة تترك بصمة وأخرى تزول، فلا أحد يمكنه أن ينكر مكانة الكبار مثل جورج وسوف وملحم بركات وكاظم الساهر ونجوى كرم وهاني شاكر وآخرين، وغير صحيح أن الفن العربي في مأزق، لكن المشكلة أن هناك من “لا يحمله رأسه” ويظن نفسه وصل إلى القمة لمجرد أنه قدم عدة أغانٍ جيدة وهو لا يكون عمره في الفن أكثر من عامين ورصيده “أغنيتين ضاربتين” .

وأوضح عاصي أنه حرص مؤخراً في مهرجان الدوحة على تحية شهداء ثورتي كل من تونس ومصر، كما حيّا بلده لبنان والجمهور الأردني والقطري والجزائري، وطبعاً القطاع العريض من جمهوره اللبناني .

ونظراً للجماهيرية التي حققها، حرص كثير من المنظمين على استقطابه للمشاركة في أكثر من حفلة ومهرجان غنائي في عدد من الدول، مثل مصر وتونس وسوريا ولندن وباريس والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الحفلات الصيفية، ولنجوميته هذه فإنه يؤكد أنه يسعى دائماً لتقديم كل ما يرضي جمهوره، إضافة إلى إحياء العديد من الحفلات الخيرية متبرعاً بأجره، لأن صوته عليه زكاة يقدمها من خلال مثل هذه الحفلات، ومن أجل ذلك هو مستعد لإحياء حفلات لشباب الثورة في مختلف البلدان العربية .

وانتقد عاصي الفنانين الذين ليس لهم مواقف وطنية أو أن مواقفهم مائعة غير محددة، مؤكداً أن الفنان لا يمكن أن يكون حيادياً ومن لا موقف له ويعبّر عنه تسقطه الجماهير من حساباتها .

وكشف الحلاني عن طموحه دخول عالم التمثيل، حيث أكد أنه تلقى أكثر من عرض لبطولة مسلسلات تلفزيونية، كان آخرها عرض لمسلسل سيعرض في رمضان المقبل، لكنه اضطر للاعتذار عنه بسبب طول فترة التصوير التي قد تتعارض مع عمله الغنائي .

وأشار الحلاني إلى أنه عرض عليه عدد من الأعمال السينمائية في لبنان ومصر، لكنه يتمهل حتى يختار الوقت والموضوع المناسب الذي يخوض فيه هذه التجربة .

ورداً على سؤال حول إمكانية غنائه تتر أحد الأعمال الدرامية المصرية أجاب: كل شيء وارد بالطبع، وهناك مسلسلات وأفلام مصرية كثيرة أتابعها وتحوز إعجابي، وأنا ضد النظرة العنصرية الضيقة في الفن العربي ومع الانفتاح وكسر الحواجز بين الشعوب العربية، وأتمنى أن يكون الفن دائماً بعيداً عن السياسة لأنه رسالة حب وسلام، ولو عرض عليّ غناء تتر مسلسل مصري واقتنعت بالفكرة فسأقبل على الفور .

من ناحية أخرى رفض المغني اللبناني طرح اسمه ضمن المتنافسين على أي من الجوائز المشبوهة لأنه لا يحترمها، ومن العيب أن يزج باسم فنان مثله له اسمه وتاريخه وأعماله التي يحترمها الجمهور ويحبها في جوائز تباع لمن يدفع أكثر .

ونفى الحلاني أن يكون قد هجر الهوارة واللون الشعبي الذي اشتهر به في بداياته، مؤكداً أنه يحب التنويع والغناء بألوان مختلفة، وقال: أنا ابن مدرسة وديع الصافي وفيروز وصباح الذين غنوا بمختلف الألوان الكلاسيكي منها والشبابي، فلا يمكن أن أتهم بأني عزفت عن غناء اللون الذي أسهم في شهرتي خلال بداياتي .

وعن تغيير “اللوك” الذي يطل به من حين لآخر، أكد أنه لا يأبه للانتقادات التي تعرض لها بهذا الصدد، فليس من العيب أن يستهدف الشباب والشابات الصغار الذين يحبون رؤيته في مظهر قريب منهم ومن محيطهم .

وفي سؤال عن طموحه وتطلعاته السياسية، أجاب عاصي: أنا أكبر من أن أكون سياسياً، فأنا أرى نفسي أرقى من أن أعمل في هذا المجال الذي يكثر فيه الخداع والتنازلات .

وحول رؤيته للخلافات التي شهدتها الساحة الفنية في الفترة الأخيرة بين بعض الفنانين، أوضح أن الخلافات أمر شائع حدوثه دون أن تصل حدتها إلى تبادل الشتائم، مما يلوث الفن وهو أمر لا يمكن قبوله .

وأكد أنه يسعى دوماً لتقديم الأفضل، مضيفاً أن شعور الفنان بأنه قد وصل إلى القمة يعني اعتزاله الفن، وهو ما يتنافى مع طبيعته الشغوفة بتقديم الجديد للجماهير العربية المحبة لفنه .

وأوضح الحلاني أنه عاشق للدبكة وهي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الشام وعند بعض الشعوب الأوروبية، وتمثّل التراث الفلكلوري لتلك البلدان، وتشارك غالباً في المهرجانات واحتفالات الأعراس .

وأشار عاصي إلى أن العالمية التي يسعى إليها المطربون في الوقت الراهن ما هي إلا أكذوبة وتمنى أن نخرج منها، فمن الصعب جداً على أي فنان عربي أن يصل إلى العالمية، وحتى الآن لا يوجد فنان عربي وصل إلى العالمية، موضحا أنه سعيد بنجوميته العربية ويرى نفسه عالمياً بجمهوره العربي وعندما يسافر إلى دول العالم يجد جمهور الجاليات العربية هناك متواصلاً معه بشكل مميز، وهذا يكفيه