2012/07/07

عامر العلي: المسرح لحظي والسينما حلم الممثل
عامر العلي: المسرح لحظي والسينما حلم الممثل


شادي نصير – دار الخليج

يعبر الممثل الشاب عامر العلي عن رؤيته الفنية من خلال بحثه الدائم عن تفاصيل دقيقة لا تلفت الشخص في الحياة العادية، يبني عليها عالمه التمثيلي فتخرج شخصياته من عباءة التقليد وتكون ذات وقع على المشاهد نفسه وعلى نظرته للأمور .

يقدم في أدواره شخصيات سلبية، ويدافع عنها بجرأة جاعلاً لها نقاط إيجابية تحسب لها، ويخاف تقديمها العديد من الممثلين، فيخلق لها المبررات التي تقنع المشاهدين والممثلين على حد سواء ويعطيها الأمل في التطور .

شارك في العديد من المسلسلات التي لها وقعها مثل “هولاكو” و”الزيزفون” و”قاع المدينة” و”ملح الحياة” وانتهى من تصوير مسلسل “أرواح عارية” مع المخرج الليث حجو، إضافة إلى مسلسل “الفاروق” مع المخرج حاتم علي، وغيره الكثير . . .، وشارك سينمائياً في فيلم “الموت حباً” مع المخرج حسام حمود، التقته “الخليج” وكان معه الحوار التالي:

كان هدفك دراسة الإخراج . . لكنك دخلت للمعهد العالي للفنون المسرحية، كيف كانت هذه النقلة؟

كانت رغبتي أن أدرس الإخراج، وأن أكون مخرجاً، ولكن لعدم وجود معهد أو كلية لتدريس الإخراج، ارتأيت أن أدخل التمثيل لأن من خلاله أيضاً أستطيع أن أعبر عن ذاتي لأنني أحب أن أعيش شخصيات عدة، بما أن أحلامي الكثيرة والشخصيات التي أريد أن أعيشها لا تستطيع الحياة أن تقدمها لي لذلك بدأت البحث، واستخلصت أن التمثيل يعطيني شخصيات عدة أستطيع أن أعيشها بصدق وحقيقية وكأنها أنا نفسي .

لفترة طويلة بقي السائد بأنك ممثل جديد أو وجه جديد، مع أنك قدمت عدداً كبيراً من الأدوار التي لها وقعها وبصمتها الخاصة؟ ما السبب في ذلك؟

هدفي دائماً البحث عن الدور المميز الذي يسجل لي في المستقبل، ورغم صغر مساحة الدور الذي أقبله في العموم فإنني أبحث فيه عن النوعية وعن الطرح الذي يحمله للمشاهد، فلا يهمني عدد المشاهد بقدر ما يهمني ما يحمله الدور من رؤى وإيقاع حياتي مهم .

فكل ما قدمته له ميزة خاصة تختلف عن أدائي للدور الذي قبل وتختلف عن الدور الذي سيأتي بعده، لأن ما أسعى إليه هو أن يتذكرني الناس ولو بعد حين، وهذا ما أراه اليوم . . لأن المسالة بالنسبة إلي ليست تألقاً بل هو تقديم ما يخصني وما يهمني كفرد في المرتبة الأولى، وممثل بالمرتبة الثانية .

لكل من الممثلين آلياته الخاصة . . من أين تأتي بالأفكار التي تزودها للشخصية التي تقدمها؟

لا بد للممثل من أن تكون لديه نظرة ثاقبة، يبحث من خلالها عن تفاصيل لا تهم الناس العاديين، ويستطيع من خلالها أن ينشأ إسقاطات تتحول إلى هدف حقيقي، فكل تفصيل مهما صغر هو تفصيل مهم في حياة الناس، ويسهم بشكل أو بآخر ببلورة ورؤية عامة للمجتمع .

ربما يلفتني في شخص ما لكنته أو نظراته أو ربما تسريحة شعره أو ذقنه أو رد فعله حول أبسط الأمور أو أعقدها، إضافة إلى أن الكتاب هو أهم منهل استقي منه تفاصيل شخصياتي وحياتهم التي أخلقها في أي عمل أقدمه .

يقال إنك متمرد دائماً في أدائك للشخصيات التي تلعبها، هل يساهم ذلك في خلق توتر بينك وبين المخرج “قائد العمل”؟

من عادتي أنني لا أقوم بأي عمل مهما كان الإغراء كبيراً إذا لم أقتنع به، وإذا لم يكن هناك انسجام ولو بالحدود الدنيا بين وجهة نظري للشخصية ووجهة نظر المخرج، فلا بد من تقريب وجهات النظر، والمخرج بما أنه ربان السفينة، وهو الذي يحمل أعباء العمل على كاهله فلا بد أن أبحث في وجهات نظره المقدمة، وأرى أنه هو من يضبط انفعالات الممثل التي تجنح أحياناً، نحن عالم مجنون وبعيد عن الواقعية لأن الفنان  بطبعه  شخص منفلت، إضافة إلى أنني لو وافقت على رؤية المخرج لا بد من أن ألبس رؤيته طريقتي الخاصة في الأداء لأعيش داخل عالمها .

هل تحب الشخصيات التي تؤديها بالمطلق ولو كانت شخصية غير إيجابية؟

لا أقوم بأداء أية شخصية ما لم أحب تفاصيلها ودواخلها، وعالمها الخفي، أبحث دائماً في عالمها قبل أداء الشخصية وبعدها، لذلك أدافع عن شخصياتي في المجتمع حتى وإن كانت شخصيات سلبية، وأرى أنه لا يوجد سلبية بالمطلق أبداً في أي شخصية في الحياة .

قلت في أحد حواراتك إن الدراما عمرها قصير والمسرح لحظي والسينما هي الديمومة للممثل، كيف هذا؟

السينما هي حلم أي ممثل مهما كان عمره، وأرى أن الممثل الذي لا يدخل إلى عالم السينما يبقى مفتقداً للحلم الجميل، وأنا مصر على مقولتي إن “الدراما عمرها قصير، والمسرح لحظي، والسينما هي الديمومة”، أعظم الأعمال التلفزيونية وأهم المسرحيات انتهت بعد فترة من عرضها وانطباع الناس زال مع الوقت، لكن السينما لا تزال هي الأكثر متعة وهي الأكثر متابعة، ولو مضى على الفيلم سنوات وسنوات، للأسف في سورية السينما قليلة ومقلة في عطائها، فقد كان لي شرف المشاركة بالعديد من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة مثل “حسيبة” و”الموت حباً” .

تقنيات التلفزيون والمسرح مختلفة عن تقنيات السينما، فالممثل يتعلم التكنيك من خلال العمل في التلفزيون والمسرح مع الوقت، ويوصله إلى الجمهور بطرق عديدة، وربما بعدة لقطات للمشهد الواحد، ولكن السينما عالم مختلف فيكفي إيماءة صغيرة لتعبر عن حدث مطول يحتاج لساعات تلفزيونية عديدة .

هل ترى انتقال الممثلين بين الدول هو حاجة أم إفقار للدراما السورية؟

لا أرى أي ضير من تبادل الخبرات، فهو أمر لا بد منه لتطوير العمل الإبداعي سواء بين سورية ومصر أو بين سورية ودول المغرب العربي أو حتى الخليج، فلكل منا عالمه ومكنوناته ومن خلال التواصل يخرج شيء مختلف ومميز .