2012/07/04

عبدالفتاح مزين«زاهي أفندي» سيعود في «عزام» الدراما السورية جادة ولاتقدم أعمالاً مجانية
عبدالفتاح مزين«زاهي أفندي» سيعود في «عزام» الدراما السورية جادة ولاتقدم أعمالاً مجانية


مِلده شويكاني - البعث

دخل عبد الفتاح مزين عوالم الفن منذ الطفولة والتزم بالمسرح القومي ثم انطلق إلى السينما ومنها إلى الإذاعة والتلفزيون، عُرف بكاركتر خاص يجمع بين اللون الاجتماعي الممتزج بملامح كوميدية، تميّز بصوته المعبّر عن التهكم والسخرية، شارك في أهم الأعمال الاجتماعية ووقف أمام كاميرا كبار المخرجين المصريين والسوريين وارتبط بأذهان الناس بشخصية «زاهي أفندي» في مسلسل «أبو كامل» إخراج علاء الدين كوكش.

تيلي دراما استضافت عبد الفتاح مزين ليتحدث عن الدراما بين الماضي والحاضر.

كوّنت في شبابي فرقة مسرحية صغيرة، تقدم أعمالاً للسجناء في قلعة دمشق كل أسبوع،  ثم طلبني الفنان عبد اللطيف فتحي لألتزم بالمسرح القومي، وفي تلك الفترة: «شجعني الفنان أسعد فضة وكان آنذاك مدير المسارح ورشحني لأدوار رئيسية» ومن خشبة المسرح الصغيرة انطلقت إلى عالم السينما الواسع، إذ شاركت بثلاثة وعشرين فيلماً سينمائياً مصرياً ومشتركاً لاسيما في زمن الوحدة بين مصر وسورية، وفي السبعينيات وقفت أمام كاميرا فيصل الياسري في حمام الهنا، ومن هنا بدأت علاقتي مع الدراما التلفزيونية التي استمرت حتى الآن، وحققت من خلالها الكثير من النجاحات، فجسدت أدواراً في (وجهاً لوجه-دائرة النار- الدغري- اختفاء رجل- هجرة القلوب إلى القلوب- أبو البنات..) ولعل العمل الأهم في حياتي كان زاهي أفندي في مسلسل (أبو كامل) وخلال هذه السنوات شهدت الدراما تطوراً كبيراً طال مختلف المناحي، وأرى أن أكثر ما يميز دراما الماضي هو ارتباط الفنان بمهنته بصدق وحب، إذ لم تكن تتوافر المغريات المادية والمعنوية الموجودة الآن، وكان التصميم على النجاح هو الهدف الذي نسعى إليه ضمن المنافسة الشريفة، كما: لم نبغِ الحصول على المال والشهرة السريعة، واعتمد الفنان آنذاك على الموهبة كعنصر أساسي. الملفت للانتباه كانت الأعمال تسبق ببروفات مدة شهرين تقريباً، ثم يبدأ التصوير مما يتيح للممثل مساحة كبيرة للتواصل مع المخرج وبقية الممثلين،  ومن ناحية ثانية عدم وجود التقنيات والمونتاج آنذاك شكّل عبئاً على الممثل فكنّا نعمل دون انقطاع من البداية إلى النهاية وإذا أخطأ أحد يُعاد التصوير مرة ثانيةً، أما فيما يتعلق بالمشَاهِد فكانت في استديوهات داخلية نعمل مع ثلاث كاميرات وننتقل من غرفة إلى أخرى، الآن التصوير الخارجي أكسب الدراما مصداقيةً وقرباً من المشاهد وسرّع العمل الدرامي، ومنح الممثل مساحة من الحرية في التعامل مع الكاميرات. الأمر الإيجابي الآن هو اعتماد الدراما على أسس أكاديمية، فأغلب الفنانين من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وهذا مفيد جداً لتطور الدراما واختصار للجهد، ولكن في الوقت ذاته نرى أن هناك نوعاً من استسهال العمل الفني من قبل البعض وأصبح هدف الفنان جلب المال والشهرة السريعة.

ثم ينتقل مزين للحديث عن رؤيته للدراما الحالية فيقول : هناك  تراجع على الصعيد العربي والسوري رغم نجاحات الدراما السورية.

فكل ما نراه اليوم مجموعة أعمال اعتباطية نجحت بمحض المصادفة وسبب ذلك عدم وجود آيديولوجية للمنتجين.

أعمال موسم 2011 ستكون جيدة وتلقى صدىً  وستشغل المحطات الفضائية رغم أنها ستخرج كما يخرج المارد من القمقم نتيجة الأوضاع السياسية ولأن المشاهد السوري لا يتحلى بمزاج هادئ يتيح له المتابعة الدقيقة، لأنه مشغول بهموم البلد والأزمة الحالية، وأؤكد بأنه من الضروري أن تتوجه الدراما نحو الطرح السياسي غير المباشر في ظل الأزمة الحالية، كي يجد المشاهد متنفساً له في الدراما.

وفي جانب آخر تطرق مزين إلى علاقة الجمهور السوري بفنه، فيقول: من المعروف أن المشاهد السوري يحرص على متابعة الأعمال السورية ثم يتابع بقية الدرامات، إيماناً منه بجدية الدراما السورية، التي لا تقدم أعمالاً مجانية خاصةً الكوميدية التي تتسم بالسخرية السوداء، والدراما السورية ستبقى الأولى رغم اعتماد بعض المحطات الخليجة على أعمالها.

في الختام قال مزين سأتواصل مع جمهوري في موسم 2011 من خلال «رجال العزّ» إخراج علاء الدين كوكش بكاركتر يشبه إلى حد ما كاركتر «زاهي أفندي» في (أبو كامل) إذ أجسد دور رئيس المخفر (عزام)، شخصية لها أبعاد سلبية جبان، ومتسلط كما يقولون في العامية (عوايني).وفيه ملامح كوميدية وهو الدور الوحيد الطريف في العمل.

وعلى صعيد الأعمال العربية أشارك في مسلسل شجرة الدر إخراج محمد عزيزية بعد رمضان، وانتهيت مؤخراً من التحضير لمجموعة أفلام تلفزيونية ذات طابع اجتماعي تعالج الإدمان وتعاطي المخدرات وتتناول كل أطياف المجتمع، كتب السيناريو هاني السعدي وتتم الآن مباحثات مع المنتجين.

وعلى صعيد الدراما الإذاعية أتابع في «آفاق مسرحية» و«محكمة الضمير» ومسلسلات درامية وسهرات إذاعية، وأؤكد بأنني «ما زلت أشعر بالخوف حينما اقترب من الميكروفون لأنني أوصل من خلال الكلمة المشهد التصويري وأعبّر بإحساسي عن الشخصية، وأرى بأن الدراما الإذاعية حظيت بتطور تقني كبير ولكن لاننسى تاريخها العريق من خلال أعلام خسرناهم مثل (أبو فهمي- أبو كامل -تيسير السعدي).

وعن جديده في عالم الإذاعة يضيف:سأقدم (دويتو) يُبث يومياً قبل الإفطار في رمضان ويتعلق بومضة اجتماعية ساخرة مدتها خمس دقائق .

وفي نهاية حوارنا مع مزين تطرق إلى تجربته لعام 2010 التي اقتصرت على حارة الياقوت (محلي) وسقوط الخلافة (عربي) ووصفها بالمتواضعة وليست بمستوى طموحه وتاريخه الفني الذي يؤهله للتواصل مع جمهوره بأدوار رئيسية ذات مساحة كبيرة، ويعزو ذلك إلى وجود إشكالية ما عند المخرجين، وهذا يقودنا إلى سؤال نوجهه لهم: أين عبد الفتاح مزين في خارطتكم؟؟