2013/05/29

عثمان جحى: خيال السيناريست أولاً ثم تأتي الوثيقة
عثمان جحى: خيال السيناريست أولاً ثم تأتي الوثيقة


بديع منير صنيج – تشرين

يمنح السيناريست «عثمان جحى» خياله الأولوية في كتابته للأعمال التاريخية، فرغم محافظته على صدق الأحداث التاريخية، إلا أنه يضع نصب عينيه زخرفات الخيال وما يمكن أن يضفيه على الأعمال التي يكتبها،

ولا يقف عند ذلك، فهو في تصديه لأعمال البيئة الشامية، يسعى لصياغة رؤية خاصة تضع الحدوتة في المقدمة، بينما تتراجع تفاصيل البيئة مفسحة المجال أمام قوة الحدث، وجاذبية الحبكة، وقدرة التشويق المحيط بهما لصوغ نصه الدرامي.


عن خصوصيته في الكتابة الدرامية ومشاريعه القادمة كان لتشرين الحوار الآتي:

كتابتك لمسلسل «رابعة العدوية.. العشق الإلهي» فيها ملامسة لجماليات أنثوية خاصة عبر الجمع بين الفكر المتصوف لتلك الأنثى، وبين جمالها المادي، كيف جمعت بين الجمالين في نصك؟

«رابعة العدوية» سلكت من الدروب أوحشها لكونها امرأة في مجتمع ذكوري، وهذا جعلها تتعرف على صنوف الرجال كلها، وساعدها بذلك جمال يبهر، وذكاء وقّاد، وعندما وصلت إلى لحظة الحقيقة الثابتة التي اعترفت بها بأن لا شيء يوازي محبة الله، كان جميع الرجال يطلبون ودَّها، ويحاولون دفع الثمن من أجل ذلك، لكنها آثرت عشق الله وجعلته فوق كل عشق، هذه الرؤية كانت بوصلتي في كتابتي الدرامية لهذا العمل، وأتمنى أن أكون قد وُفِّقت في ذلك.

ما هي مرجعياتك في الكتابة عن هذه الشخصية الإشكالية، ولاسيما في ظل ندرة المعلومات عن حياتها قبل التصوف؟

للحقيقة أخذ مني البحث عن حياة «رابعة» قبل التصوف وقتاً طويلاً، إذ اكتشفت أن ليس هناك معلومات عن حياتها قبل التصوف، لكني شكّلت فكرة واضحة عن حياة النساء والجواري في تلك الفترة، وأجريت التقاطعات الفكرية والزمنية، وخرجت بدراسة مستوفية الشروط سأصدرها في كتيب قريباً.

من يطغى على الآخر: الوثائق التي بين يديك عن حياة رابعة العدوية، أم خيال السيناريست؟ وكيف واءمت بين مَصْدَرَيْكَ الدراميين؟

كان هامش الخيال هو الطاغي على كتابتي، واستفدت من كل الهامش المتاح لي ككاتب، مستندا بذلك إلى إشارات تاريخية مهمة في السرد الدرامي للشخصية، وعملت مزجاً خاصاً بين الخيال والوثيقة، فهربت من التوثيق المباشر إلا في بعض الأحداث السياسية التي لا يمكن إغفالها أو خلطها حفاظاً على التاريخ.


ما الإضافة التي تتوقعها من خلال هذا المسلسل على مسلسلات السيرة التاريخية الأخرى؟

أترك هذا الحكم للجمهور والنقاد. لكنني سلكت طريقاً مغايراً في الطرح الدرامي وفي أسلوبية كتابة السيناريو أرجو أن يلاقي القبول.

انتهيت من كتابة مسلسل البيئة الشامية «الدومري» الذي تمزج فيه بين البيئة والتاريخ، كيف حققت هذه المعادلة؟ وما وجه الاختلاف عن مسلسلات البيئة الشامية الأخرى؟

بالفعل انتهينا أنا والكاتب «سليمان عبد العزيز» من كتابة «الدومري»، وهو خلطة بين التاريخ والبيئة الشامية، أرى أن الاختلاف الحقيقي عن مسلسلات البيئة الأخرى أن التاريخ كان بمنزلة خلفية درامية للعمل، والحكاية في المقدمة، أي أن التعويل كان على تقديم الشام بطريقة درامية جديدة لا تلغي التاريخ، وإنما تتشابك الخطوط الدرامية في مقدمته.

تتشارك مع السيناريست «سليمان عبد العزيز» في كتابة مسلسل «الزوال»، ومع الكاتبة «لبنى مشلح» في مسلسل «دامسكو»، عمّ يتحدَّث كل منهما؟

عمل «الزوال» يتناول الحياة السورية من وجهة نظر جديدة، ويدخل أماكن لم تدخلها الدراما من قبل، في حين أن مسلسل (دامسكو) يقدم صورة درامية عن إحدى المهن التي تنقرض في الشام وهي مهنة الموزاييك.

كيف تنظر إلى موضوع الكتابة المشتركة أو ما تسمى ورشة عصف الأفكار للكتابة الدرامية؟

برأيي أن الكتابة على طريقة الورشة مثمرة، وخاصة عندما تكون الشراكة مع كُتَّاب لهم فكرهم وتجربتهم الخاصة؛ بالحياة والكتابة على حد سواء.. فالكتابة المشتركة، كما أنظر إليها، هي عمل له مردوده الغني درامياً، ولاسيما إذا كان أفراد الورشة مختلفين في الآراء، ما يثري الموضوع المراد معالجته عبر صفحات السيناريو، أما إن كانت الورشة تهدف إلى إنجاز أسرع للعمل، فأنا لا أتفق مع هذه الطريقة وأعتقد أنها تؤدي إلى إضعاف النص المكتوب.