2012/07/04

علي الديك: المطربون اللبنانيون يدورون حولي...أعتبر نفسي فناناً عالمياً ولست محلياً بالحكمة ستعود سورية كما كانت وأفضل
علي الديك: المطربون اللبنانيون يدورون حولي...أعتبر نفسي فناناً عالمياً ولست محلياً بالحكمة ستعود سورية كما كانت وأفضل


ديما ديب- دارين صالح - الوطن السورية

دخل إلى قلوب الجماهير من خلال أغنية «الحاصودي» التي كانت بداية شهرته في الوسط الفني، بإطلالته المتميزة وحضوره اللطيف وصوته القوي والجميل، استطاع في زمن قياسي أن يجد لنفسه مكانةً على الساحة الفنية، حيث تقدم من آخر صفوف الأغنية الشعبية ليتصدر أعلى رقم لمبيعات أشرطة الكاسيت والسي دي في سورية.

علي الديك فنان سوري من مواليد «رأس البسيط» الواقعة على الساحل السوري، هو ابن لعائلة بسيطة، بدأت شهرته تنتشر في سورية والوطن العربي لتصل إلى البلدان الأجنبية بعد أغنية «الحاصودي»، وأبى ألا يخرج عن هذا اللون من الغناء. «الوطن» زارت الفنان علي الديك في منزله وكان الحوار التالي حيث تحدث فيه عن مسيرته الفنية المملوءة بالمغامرات الشيقة والمتعبة.

تحدثنا عن بداياتك الفنية قبل أغنية الحاصودي؟

بداياتي كانت من الريف الجميل، الذي تربيت فيه فعندما يسمع الجمهور هذه اللوحات الجميلة التي تعبر عن علي الديك التي أعتبرها قمة الرومانسية، فأنا ترعرعت بهذا الريف تحت ظل الصنوبر والجبال والخضار، وبيوت ضيعتنا التي لم يكن فيها أكثر من أحد عشر بيتاً يسكنهما الناس المحبون والطيبون والمصنوعة من الطين وهي قصة جميلة جداً فالبداية كانت من الضيعة البسيطة والانطلاقة من سندويشة شاورما فكنت أقف عند محل شاورما وإذ بأحدهم يقول لي لدينا حفلة وطنية في الشارع ومن هنا كانت الانطلاقة، كنت أغني بالحفلات ولكن ليس كثيراً فأغنية الحاصودي جاءت ثمرة بعد 180 أغنية لعلي الديك ولذلك أقول: إن اللـه سبحانه وتعالى إذا أعطى أدهش، ويجب على الإنسان أن يسعى ويجتهد فأعتبر نفسي شخصاً لا يعرف الملل وعندما غنيت بالشارع أحبني الناس ومن كثرة حبهم قررت الاستمرار وأن أقدم أغاني أكثر وعندها قررت أن أسجل أغاني خاصة بي، وقد قال الكثير من المطربين إن علي الديك صنع أغنية لأنه لم يكن في حفلاتنا إلا أغنية واحدة ألا وهي «شفتك يا جفلة» أما اليوم فهناك الكثير من الأغاني، حيث أعتبر الغناء موهبة ربانية، أي إنها منذ البداية تخلق مع الإنسان، الموهبة تولد مع الإنسان، بمعنى آخر موضوع الغناء موجود بالذات لا يمكن تعلمه، إضافة إلى الثقافة والتعليم فهما ينميان الموهبة ويزيدان من الخبرة ولكن منذ الصغر يجب أن يملك الشخص صوتاً جميلاً «ليس كل من أراد الغناء أصبح فناناً ومشهوراً» وأنا منذ عمر خمس سنوات صوتي جميل ومميز، كانت سهراتنا في الريف بسيطة جداً، نجتمع على العشاء في المنزل فيقول أحدهم غن يا فلان. تعتبر هذه السهرات قمة الروعة لأي إنسان ابن قرية مع البنفسج والسنديان والأنهار والبساطة وعذرية الطبيعة الرائعة والإنسان غير الملوث والصادق مع أرضه بعيداً عن ضوضاء المدينة ومنزلقات الحياة والتفافات الحياة القذرة، بدأنا مع كل شيء نظيف في القرية، القمر يطل في القرية غير طلته في المدينة. كما أنني كنت أستمتع بالمرحلة الابتدائية عندما غنيت بالطلائع ثم في الشبيبة وبعد ذلك انطلقت لأغني بالأعراس البسيطة.

من يكتب لك كلمات أغنياتك؟

تعاملت مع الكثير من الكتاب والملحنين ومنهم طالب شحرود وإياد إبراهيم ونواف حربا ونصر صادق ورامز خليل، علي ديوب، ثائر العلي، ماهر العلي، غسان حنة، عصام جنيد-، وإخوتي حسن وحسين وعمار أقوم بأخذ رأيهم والتشاور معهم قبل إطلاق الأغنية، إلى أن أتت أغنية الحاصودي التي لم أتوقع لها كل النجاح ولكنني كنت أتوقع الوصول والشهرة ولم أتوقع أن تكون شهرتي من خلال هذه الأغنية، حيث تم تسجيل أغنية الحاصودي بالطريقة البسيطة لتسجيل أغنياتي السابقة ومن دون أستديو.

هل كنت تتوقع النجومية وسرعة الانتشار التي وصلت إليها؟

الله يرزق كل إنسان على حسب نيته فأنا إنسان نيتي صافية جداً ولا أكره أحداً وأحب الخير لكل الناس فإن اللـه سيأخذ بيدي ولكن كان لدي أمل كبير في أني سأصل إلى هنا وكنت أحلم بأني لا أريد أن أبقى مطرباً لا يعرفه الناس وطموحي كبير، ولكنني بالمقابل لم أصل بسرعة كما يتوقع البعض، لقد تعبت كثيراً حتى استطعت أن أحقق هذا الحضور، لقد كنت أغني أمام أبناء الضيعة، وكنت أتلمس آفاقاً كبيرة أقرؤها في وجوههم، ووصلت إلى قلوب الناس وآذانهم دون إعلان ولا إعلام ولم يدعمني أحد بشكل مباشر.

بعد أغنية الحاصودي أصبح لعلي الديك مدرسة، ما رأيك بذلك؟


لقد صرح إيلي شويري للمطربين اللبنانيين أنكم تدورون حول نقطة واحدة وهي علي الديك وتقومون بتقليديه، عندما بدأت الغناء كانت ألحاني وكلمات أغنياتي غريبة على الناس أما اليوم فليس هناك مطرب إلا وغنى من أغنياتي.

الأغنية الشعبية لم يتقبلها كل الناس ونظروا إليها على أنها أغنية غير راقية، كيف تقبلها المطربون وبشكل خاص المطربون الكبار؟

لقد قام أكثر المطربين بغناء أغنية الحاصودي، لا أعتبر أغنياتي بلدية أو هي ليست على المستوى الراقي ولكن نحن لا نمتلك إعلاماً لذلك أنت لست على المستوى المطلوب ولكي تصبح على المستوى المطلوب يجب أن تظهر على شاشة التلفزيون وهكذا تصبح مطرباً مشهوراً، لقد قام الفنان عاصي الحلاني بغناء الحاصودي ومحمد أسكندر، حيث أتدخل بكل شيء بالكلمة واللحن ولكن الأغنية يجب أن أعيشها وأن أحبها وأضع نفسي بمكان المستمع وأرى أماكن الجمال فيها من حيث اللحن والأداء والكلمات وعملت مع الكثير من المؤلفين والملحنين.

كيف تقبل الجمهور لهجة الأغنية الفلكلورية الشعبية السورية؟


كان هناك صعوبة ولكن الناس أصبحوا اليوم يتداولون ويتحدثون باللهجة الجميلة نفسها التي تحمل صدقاً كبيراً، فأنا أخاطب في أغنياتي فئات المجتمع كافة، الفقير والمظلوم والذي ما زال يعيش تحت وطأة الحاجة والفقر، فأنا أداعب في داخلهم كل ما له علاقة بالماضي وبالأيام الصعبة، المطربون اليوم اعتادوا على خطاب ثابت وعلى طريقة معينة بالغناء أما أنا فلا أستطيع أن أفعل هذا، أحببت أن أكون قريباً من الناس وقد نجح هذا التوجه.

ما سبب استعانتك بممثلين في تقديم أغنياتك بطريقة الكليب؟


اليوم عندما تقدم كليباً فهو بحاجة إلى أناس تجسد حالته وهذه الحالة لا يستطيع إنسان عادي تجسيدها فلا بد من ممثل يوصل الصورة بشكلها الصحيح، وأنا أقدم شكري لهم لأنهم أناس كبار قدموا المساعدة، الفنان زهير عبد الكريم ورندة مرعشلي وباسم ياخور وحسن دكاك ونجاح حفيظ وهدى شعراوي وياسين بقوش وجمال العلي ومحمد خير جراح وأدهم مرشد وعصام عبه جي.

من هم أعداء علي الديك في الوسط الفني؟

ليس لدي أعداء في الوسط الفني جميعهم أصدقائي وإخوتي وتربطني بهم علاقة حميمية ولكن برأيي الفن في النهاية سيصل ولا أظن أن أحداً سيوقفه صديق أو عدو.

ما المشاكل والمعوقات التي تقف في وجه الأغنية السورية؟

ليس هناك شركة بسورية تتبنى الفنان ولا تتبنى أي موهبة، فأنا أنتج بمفردي وليس لدينا أحد يهتم بالغناء علماً أن الفن يعتبر موهبة راقية، فالغناء هو وسيلة يستطيع المطرب من خلاله إيصال رسالته إلى كل العالم فالمطرب أشبه بالحمام الزاجل للشعوب ولكن في سورية لا اهتمام بالغناء والمطربين، فيجب على المطرب أن يسعى ويعمل ولا يتوقف وألا ينتظر الإعلام.

كيف تقيم تجربتك مع الفنانة دومينيك ولورا خليل، فالمطرب يحب التعامل مع أسماء كبيرة لضمان نجاح أغنيته؟

ليس من الضروري أن تغني مع الكبار لكي تنجح الأغنية وبالمقابل أنا فنان عالمي ولست فناناً محلياً وجاءت فكرة الديو مع دومينيك الحوراني بعدما شاهدت أغنيتها «الخاشوقة» ودومينيك فنانة معروفة ولا تحتاج إلى فرصة جديدة للشهرة إضافة إلى أنها إنسانة راقية جداً وهي من أعز صديقاتي، لا خلاف بيني وبينها وديو الناطور فكرة وإشراف السيدة سوسن السيّد، إخراج أمير مصطفى نعمو، ومدير التصوير زياد خوري.

وحققت الأغنية النجاح الشاسع لأنني لم أخرج عن توبي وكل أغاني على الأرض «فلا تكن كالجبل إذا نظروا إليك من الأسفل للأعلى فسيرونك صغيراً وإذا نظرت إليهم من الأعلى للأسفل فستراهم صغاراً» فأحب أن أكون بمستوى الناس ولا أتعالى على أحد.

التقيت مع الفنانة لورا في أكثر من حفلة منها في المدينة الرياضية باللاذقية وقلعة حلب وهي تملك خامة صوتية رائعة وقررنا عمل أغنية مشتركة إضافة إلى أنها من الصديقات المقربات.

كلمة أخيرة للسوريين في ظل ما تتعرض له بلادهم في ظل هذه الأزمة؟

تذكروا بلدنا منذ عشرة أشهر كيف كنا نحب بعضنا كثيراً وتذكروا أغنيتي التي تحمل كلمات «تهنا يا شعب تهنا بمحبة وطنا أنجيل يعانق قرآن وطائفية ما عنا» هذه سورية التي أتمناها وبقدرة اللـه تعالى سورية خارجة من أزمتها وأطلب من اللـه أن يلهم المخربين إلى صراط المستقيم وأن يفرج الهم والكرب والغم عن هذا البلد بحق رافع السماء وباسط الأرض بحقك يا رب أن تفرج عن الأمة وتزيل الغيمة وتنصر شعبنا ويجب أن نحب بعضنا بعضاً ولا ندع أحداً يتدخل بشؤوننا الداخلية والخارجية وأن ينصر اللـه الرئيس بشار الأسد فبحكمته وبحكمة الجيش وحكمة الشعب ستعود سورية كما كانت وأفضل من قبل.