2013/05/29

«عمر».. كتابة التاريخ بلغة بصرية ترقى لمصاف العالمية
«عمر».. كتابة التاريخ بلغة بصرية ترقى لمصاف العالمية


أوس داوود يعقوب – تشرين

يندرج مسلسل (عمر) ضمن لائحة المسلسلات التاريخية الكبرى، لا على الصعيد العربي فقط وإنما العالمي ولقد أحدث هذا المشروع الدرامي العملاق والمبهر على مستوى الكتابة والصورة والأداء التمثيلي والديكور والملابس والموسيقا التصويرية، لغطاً شديداً وتبايناً في الرؤى بين النقاد والجمهور على حدٍ سواء، بل إن الاختلاف تعدى الشارع ليصل للمؤسسات الدينية فكان هناك من حرّم وهناك من التزم الصمت, كذلك انقسم العلماء والباحثون التاريخيون والنقاد الفنيون بين مؤيد ومعارض للأحداث والشخصيات، وطريقة الإخراج والتقنيات وغيرها كما سبق عرض المسلسل «تسونامي» رفض على شبكات التواصل الاجتماعي.

وبعد سجال حامٍ بين مؤيّد ومعارض، ظهرت شخصيات الخلفاء الراشدين مجسّدة بالصوت على الشاشة، في خطوة هي الأولى من نوعها في الدراما التلفزيونيّة العربيّة, بعد أن كان الاقتراب من هذه المناطق مختوماً بالشمع الأحمر.

ولا شك في أن سهام النقد التي وجهت قبل عرض المسلسل كانت في مصلحته، فالتف قطاع عريض من الجمهور العربي حوله، ربما بمبدأ الممنوع مرغوب، حيث أفتى الأزهر وبعض الشيوخ في السابق بتحريم ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدرامية، بحجّة أنّه مخالف للشريعة الإسلامية، التي تمنع تجسيد أهل البيت والخلفاء الراشدين، واقترابه كثيراً من مجموعة من الشخصيات والرموز التي كانت حتى اليوم خارج الحضور الدرامي الفاعل بسبب ذهنية المنع والتحريم. وهذا يذكرنا بما لاقاه فيلم «الرسالة» للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، الذي منع بثه في الكثير من المحطات التلفزيونية العربية سنوات طوال, ومسلسل (عمر) بالذات نال كماً كبيراً من الانتقادات، وصلت إلى دعاوى قضائية في الكويت ومصر، ولكن جهة الإنتاج لم تعيرا بالاً للانتقادات، وصممت على إنتاج المسلسل وعرضه رغم ما أشعل من جدل قبل عرضه. ورغم أهمية العمل فإن الكثير من النقاد ابتعدوا عن تناول لغة المسلسل الفنية، وجعلها هامشية، على حساب ما عدّوه قضيتهم الأساسية والمتمثلة بفكرة التجسيد، وهذا ما حاولنا ههنا الابتعاد عنه، والتركيز على أهمية وقيمة المنجز البصري، وتناول ماله وما عليه.

دراما تاريخية تخاطب الحاضر..

يعد مسلسل (عمر) الأضخم إنتاجياً بين الأعمال العربية, حيث بلغت الكُلفة نحو (30 مليون دولار)، وقد تناسبت الكلفة الإنتاجية مع متطلبات العمل، الذي حظي بأكثر من (300) يوم من التصوير والمونتاج، واستغرق من الدكتور وليد سيف في البحث والكتابة (600) يوم تقريباً. وفيه ابتعد  مؤلفه الأديب الفلسطيني الدكتور وليد سيف عن الروايات التاريخية المشكوك في صحتها، ونأى بنفسه عن هجمات أقلام أخرى، بالاستعانة بهيئة من كبار العلماء، لمراجعة وتدقيق النص تاريخياً، ذلك أن مقاربة هذه الشخصية تشبه السَّيْر في حقل ألغام, وإن مجرد تجسيد هذه الشخصيات هو إنجاز ثوري كبير غير مسبوق. ولقد أنصف الثنائي الاستثنائي الذي توافر بحاتم علي مخرجاً ووليد سيف كاتباً هيبة الخلفاء الراشدين والصحابة درامياً بعد أن كان صناع الأعمال الفنية يكتفون بظهورهم من خلال الأقوال فقط.

ويرصد المتابع للعمل منذ الحلقة الأولى وحتى نهايته كيف اجتهد د. (سيف) أحد أمهر كتاب الدراما التاريخية، في إعداد السيناريو والحوار بشكل جيد ولائق، مع عدم إغفال أن الإعداد التأسيسي للديكور والتصميم والملابس وتفاصيل الحقبة التاريخية تم أخذها بالحسبان، إضافة إلى أنه كانت هناك جودة في مراعاة اختيار الممثلين بحسب الأدوار المطلوبة منهم.

إن المعروف لدى أهل المهنة أنه في الأعمال التاريخية يواجه الكاتب تحدياً لكي يصل إلى سوية سليمة ومتوازنة، وهذا بالفعل ما أخذ به كاتب روائع الدراما التاريخية الدكتور وليد سيف، الذي عمل على الموازنة بين المقتضيات الدرامية من جهة والأمانة التاريخية من جهة أخرى، وهذا مطلب ليس بسهلٍ على الإطلاق، خصوصاً إذا  أخذنا بالحسبان كم الحساسيات المذهبية والسياسية الكامنة وراء تناول مثل هذه الشخصيات المحورية والرئيسة في تاريخنا العربي الإسلامي.

والدراما التاريخية، كما يقول د.(سيف)، تنطلق من التاريخ، لكنها ليست سجلاًّ تاريخياً. وهي تنطلق من خصوصية الزمان والمكان للحدث التاريخي، لتتجاوز ذلك إلى الأفق الإنساني وصولاً إلى الحاضر, الدراما التاريخية تخاطب في الحقيقة الحاضر, انطلاقاً من هذه الرؤية الواعية بدا سيناريو (عمر) محكم الحبكة معتمداً على اللغة العربية الفصحى فضلاً عن الصورة التي نقلت للمشاهدين مكة المكرمة قبل الإسلام

أما الحوار فينساب ببلاغة كلامية مميزة تشعر وأنت تستمع لها أنك أمام درس من دروس اللغة العربية التي حاصرتها لغة «الجرائد» التي تملأ الشاشات والأعمال الدرامية الكثيرة.

ولقد قدم المسلسل منذ حلقاته الأولى عرضاً فنياً مميزاً للمجتمع المكي، كذلك قدم الشخصيات عموماً والصحابة منهم تحديداً بشكل متوازن وبشري يستطيع أن يستوعبه المتلقي بشكل منطقي.

مشهدية بصرية غنية بمفرداتها ..


حافظ المخرج حاتم علي، على إبهاره ولاسيما في الأعمال التاريخية، وكان إخراجه لهذا العمل بصورة عامة مهنياً وفي غاية الاحتراف، وهو ما أهل العمل للانتقال بالدراما التاريخية تحديداً والعربية عموماً إلى مصاف العالمية.

ذلك أن صاحب «ربيع قرطبة»، امتلك حلولاً إخراجية حيوية أبلغ ما فيها شموليتها واتساعها لحركة المجاميع، كما للقطات الحوارية المباشرة بين ممثلي العمل الرئيسيين. ففي مشاهد (عمر) كلّها ثمة اتساق يحقق تصاعداً درامياً يأخذ المشاهد معه إلى متابعة «سرديات» المسلسل، على نحو لا يشبه تجربة درامية سابقة, ناهيك بما شهدناه من نقلة نوعية من ناحية الإنتاج واستخدام التقنيات والتأثيرات الصوتية.

ولقد وضع الإنتاج في اختبار صعب للرغبة في إخراج صورة غنية بمفرداتها، ولذلك كان التصوير بين سورية التي تم فيها بناء استوديوهات خاصة بالعمل، والمغرب التي بني في صحرائها ديكور الكعبة, والأهم في عمل الثنائي (سيف وعلي) هو في تركيزهما على التفاصيل الفنية التي يعدها صنّاع الدراما فنوناً «تكميلية»، ولاسيما ما يتعلق منها بالملابس والديكورات وملحقاتها من الإكسسوارات وغيرها مما يماثلها, هذه في حالة الدراما التاريخية مهمة جداً، إذ بوجودها في شكل مناسب للمضمون الدرامي تحقق للعمل صدقيته التاريخية، وتضع المشاهد في قلب «المناخ» الاجتماعي التاريخي الذي لا مجال للتهاون في صدقية تعبيريته.

كذلك نجح صاحب «ملوك الطوائف» في اعتماده على مشهدية تكون وفية وأمينة لذلك العصر. حتى إنّه استعان بالفيلة المدرّبة بغية تجسيد معارك المسلمين مع الفرس الذين استعانوا بالفيلة التي لعبت يومها دوراً كبيراً في معارك القادسية والجسر.

ولقد أولى (علي) أهمية بالغة للمعارك في هذا العمل الرائد، فكان إخراج المعارك الحربية من أهم ركائز المسلسل، آخذاً في الحسبان ما تحتاجه هذه المعارك من كوادر ومجموعات كبيرة بشرية، ومن إمكانات تقنية عالية.

ووصولاً لنتائج ترضي طموح وتطلعات (علي) فقد شاركت في العمل مجموعة من الكفاءات الفنية في الإخراج على رأسهم مخرج المعارك الحربية شادي أبو العيون السود الذي يعيش في فرنسا، وهو من قام بتنفيذ تصوير الأجزاء الحربية الخاصة بالمعارك، وهي (20) معركة مدة عرضها أكثر من (150) دقيقة من مجمل مدة عرض المسلسل.

ويمتلك (شادي) خبرة كبيرة تمتد (12) عاماً حول مؤثرات الصورة أو فن «الغرافيك» وتوظيفها في السينما من خلال عمله مع شركات فرنسية كبرى شاركت بأهم الأفلام الهوليوودية مثل: «آفاتار»، و«ماتريكس»، و«هاري باتر»، و«الإسكندر المقدوني» للمخرج الكبير اوليفر ستون وغيرها من الأفلام.

وقد سبق للمخرج (شادي أبو العيون السود) العمل في مسلسل «القعقاع» للمثنى صبح و«أبواب الغيم» لحاتم علي، ولكنه يرى أن تجربته في مسلسل (عمر) متطورة جداً من حيث إخراج المعارك عن العملين السابقين.

وفي مقابلة أجرتها معه الزميلة هدى الزين يقول (شادي): «موضوع المعارك له أهمية كبيرة في مسلسل (عمر) حيث تم تصوير عشرين معركة حربية في مدة مئة يوم تقريباً، وتشغل المعارك ساعتين ونصف الساعة من حجم العمل وتحتاج لحكمة وحذر وحنكة لأن أيام التصوير قليلة ومحددة مسبقا نظراً لتكلفتها العالية, إضافة لمشاركة عدد كبير من الممثلين (25 ممثلاً), وجزء منهم غير مؤهل جسدياً لهذه المشاهد. يضيف شادي: «اليوم نعوض المجاميع الهائلة من الكومبارس بالاستعانة بفن «الغرافيك» لأن استخدام عدد كبير من الكومبارس بأعداد كبيرة مكلف جداً ويشكل عبئاً مادياً على جهة الإنتاج, إضافة إلى صعوبة التحكم بهذا العدد الكبير من الكومبارس, وثمة اليوم فلسفة جديدة في العمل هي الاعتماد على «الغرافيك»، والكمبيوتر يساعد على تكرار الجموع الكبيرة وتصميمها من الصفر حتى تتوافق مع المشهد الكامل مع وضع مئات الألوف من الكومبارس الافتراضي الذي نحققه بالكمبيوتر» مبيناً أنه «استعان كثيراً بالخبرات الفرنسية في مجال «الغرافيك» وتصوير المعارك الحربية».

سامر إسماعيل وأسعد خليفة (اثنان في واحد)!..


النجاح الذي حصده صاحب «صلاح الدين»، لم يخلُ من الأخطاء، لعل من أبرزها – حسب النقاد الفنيين، «دبلجته» صوت الممثل سامر إسماعيل، الذي جسد شخصية (عمر)، والذي دخل تاريخ الفن العربي، كأول من جسّد شخصية ثاني الخلفاء الراشدين، واستبداله بصوت الفنان الأردني أسعد خليفة، لنجد أمامنا (اثنين في واحد). سامر إسماعيل وأسعد خليفة يتعاونان على تجسيد شخصية (الفاروق)، بشكل أثر سلباً في أداء الشخصية، ووضعها في موقف محرج من حيث اختلاف الانفعال، فلا يمكن أن يتوافق الصوت التقني المسجل على آلة تسجيل مع انفعالات حية مباشرة، ولا يمكن أن يتطابقا مهما كانت الأحوال، ما جعل شخصية (عمر) فنياً شخصية «ميكانيكية» تتحرك بنمط واحد، وتتكلم بطبقة صوت واحدة لا تتغير بتغير المواقف التي تمر بها الشخصية. فعندما نقارن انفعال وصوت الشخصيات التي مع وحول شخصية (عمر) نجدها أكثر حيوية في الكلام والانفعال وتطابقه مع لغة الجسد، ما يكشف بسهولة ارتباك سامر إسماعيل وهو يجسد الشخصية, حيث إنه ملزم بمتابعة صوت أسعد خليفة «المدبلج» وتوظيف الجسد والإيماءات والشفتين بحسبما سجله مسبقاً الفنان الأردني، الأمر الذي أوجد انزياحاً في الشخصية باتجاه الصوت «المدبلج» باعتباره القائد الذي على سامر إسماعيل أن يلحق به في كل شيء في حركاته وسكناته، وسبق أن صرح أسعد خليفة وبين أنه لم يكن راضياً عن فكرة «الدبلجة» كونها تجربة غير مطروقة مسبقاً ويخشى من آثارها السلبية على الشخصية.

أما تبرير اللجوء لـ«الدبلجة»، فقد كان أساسه أن الفنان سامر إسماعيل لا يتمتع بصوت جهوري يتناسب مع ما في الذاكرة والمعلومات التاريخية عن الخليفة الثاني للمسلمين الذي كان قويّ الصوت والبدن وكان يهابه الناس في الجاهلية والإسلام, وكان لا بد من الاستعانة بصوت قويّ مع بقاء الممثل الذي قدم اجتهاده أداء بحسب رؤية المخرج حاتم علي. ومما ذكره (خليفة) عن إحساسه وهو يؤدي بصوته ما يراه على الشريط الدرامي، في تصريحٍ إعلامي له: «لقد انتصرتُ لشخصية (عمر) من خلال المسلسل ومنحتها ـ الشخصية الدرامية- هيبتها المطلوبة، ولكني لم أشعر بالشخصية التي يؤديها الممثل سامر إسماعيل، وكان يفتقد وجهه للتعبير عن الموقف وما ينقله عن الشخصية «العُمرية», وبرأيي إن الشخصية ليست صوتاً ولا جسداً فقط بل الاثنين معاً.. وبالنسبة لي فقد كانت مشاركتي وتسجيل صوتي على صورة الممثل صعبة وقاسية استغرقت مني جهداً كبيراً». وانتقد (خليفة) أداء الممثل سامر إسماعيل - المتخرج حديثاً من المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية - واصفاً إياه بالضعف وهو الأمر الذي صعبت مهمته في «الدبلجة»، لمحاولته محاكاة تعابير الممثل وانفعالاته التي وصفها أيضاً بالضعف.

خلاصة القول: إن الثنائي وليد سيف وحاتم علي يعطيان دروساً درامية في فن الدراما التاريخية، و قدّما لنا صورة بليغة عن رؤيتهما للدراما التاريخية التلفزيونية، فنحن لم نرَ عبث الكفار وأشكالهم النمطية التي صدرها لنا معظم مخرجي الدراما التاريخية، لم نرَ أداء مسرحياً مفتعلاً أو جامداً من الممثلين الذين أجاد حاتم علي تحريكهم وتوظيفهم، فكانت النتيجة المحصلة النهائية عملاً شكّل علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية عموماً، وأعلن عن دخول العرب عصراً جديداً في إنتاج الأعمال الفنية بأسلوب متطور نصاً وتصويراً وإخراجاً وتمثيلاً، إضافة إلى المؤثرات البصرية التي أسهمت في إكمال الفكرة وتقريبها من الواقع.

ولقد أكدت نسب المشاهدة الكبيرة أن العمل لقي استحسان النقاد والعامة، ولقي القبول منهم، وهو الأمر الذي سيفتح الشهية لأعمال أخرى بالحجم نفسه والجودة نفسها  والجدلية نفسها لتعرض على الشاشات قريباً، فواضح جداً أن الجميع متعطش لذلك وأن القدرة الإنتاجية تحققت وأن هناك آراء فقهية توافق على ذلك وليس هناك إجماع بالمطلق على تحريم هذا النوع من الأعمال, وسيسجل لصناع الدراما التاريخية والدينية العربية عامة والسورية خاصة، كسر «تابو» تجسيد الخلفاء الراشدين في أعمال تلفزيونية أو سينمائية، والذي رفض سنوات طويلة، وكذلك التطور الفني المدهش على صعيد بناء المشاهد والديكورات وتصميم المناظر, والإتقان في مسائل الإضاءة والتصوير وحركة الكاميرا, والتناغم في الجوانب الفنية والتقنية، من «غرافيك ومونتاج وميكساج».

كوكبة من الفنانين السوريين

جمع مسلسل «عمر» حشداً من الممثلين السوريين، منهم: الفنانة القديرة  منى واصف، وسامر إسماعيل، وغسّان مسعود، وسامر عمران، وفايز أبو دان، ثم المغربيان حسن النجمي، ومحمد مفتاح، والعراقي جواد الشكرجي، والتونسي فتحي الهداوي، والجزائري غانم زرلي، والكويتي فيصل العميري، والقطري غازي حسين، والمصريّة الفت عمر وغيرهم

وتولى تصميم ديكورات المسلسل المبدع السوري ناصر جليلي، مبدع الديكورات المتميزة في الدراما السورية, أما الموسيقا التصويرية فقد أبدعها الموسيقار الإيراني ( فهير أتاكوغلو)، وتولى تصميم الملابس المصمم الإيراني (أزار محمّدي).

وقد حصل المسلسل على نسبة مشاهدة عالية رغم دعوات المقاطعة, وقامت مجموعة (أم بي سي) بعرض الحلقات على موقع - شاهد نت - مترجمة للغة الإنكليزية, إضافة إلى إطلاقها تطبيقاً تابعاً للمسلسل يعرض الكثير من المعلومات التاريخية في حياة الصحابي رضي الله عنه والتي لم يتطرق لها العمل.

وقد تم عرض المسلسل مترجماً أو مدبلجاً، إلى اللغات الانكليزية والفارسية والتركية والاندونيسية.