2013/05/29

عناوين أخبار الدراما.. أسماء ملفات من القصر العدلي!
عناوين أخبار الدراما.. أسماء ملفات من القصر العدلي!


لؤي ماجد سلمان – تشرين

يحاول بعض الصحفيين والقائمين على حملات الترويج الفنية جذب القارئ إلى آخر الأخبار الدرامية مستخدمين كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة «سحب، جر، شد بالشعر»

أو اختلاق أفكار وعناوين وهمية لا تمت للعمل الدرامي بصلة، وفي كثير من الأحيان يتم إسقاط أحداث العمل الدرامي على رأس النجوم، إذ تصل الجرأة عند بعضهم إلى تشويه السمعة بعدة كلمات عريضة زئبقية تكون عنواناً للخبر الصحفي، يمارس بها المحرر مهارته في اللعب على الكلمات والألفاظ، ولو استعرضنا بعض العناوين في الصحف «ميلاد يوسف يتورط في قضية فساد، محمد خير الجراح منتج تلفزيوني وحلاق، خلود عيسى تحلم بالزواج، هل تترك خلود عيسى التّمثيل من أجل الرّقص الشّرقي؟، صفاء سلطان متزوجة من رجل أعمال مصري، رولا الأبيض يمنعها من حولها من إتمام زواجها، جيهان عبد العظيم تاجرة شنطة حلبية».. نشاهد كيف تحول نجوم الدراما إلى مجرمين وأصحاب سوابق، راقصات، همهم الزواج وجمع المال بطرق غير مشروعة، كل ذلك من أجل تعريف الجمهور بآخر الأعمال الدرامية، حتى إن بعض المروجين يلجؤون إلى استجداء القارئ طالبين منه أن يتبعهم إلى بعض الروابط الالكترونية، والصفحات الافتراضية ليعرف سبب سفر الفنان الفلاني إلى دولة شقيقة أو غير شقيقة، أو يرمي قنابل خلبية غير أخلاقية لإثارة القارئ «بسام كوسا متأثر بخيانة زوجته» وفي موقع آخر نجد «الفنانة ديمة قندلفت تخون بسام كوسا» وكأن الخيانة باتت الطريقة الوحيدة للتعريف بالعمل الدرامي, الأسوأ من ذلك بعض المواقع الافتراضية التي تفتقد لأي مصداقية إعلامية وتقوم بسرقة العناوين من الصحف وجمعها على صفحاتها الالكترونية بشكل منفصل عن الخبر أو المادة الصحفية، فقط العناوين يقدمونها لمتابعيهم ليتمكنوا من الاطلاع على آخر الأخبار الفنية والسياسية من دون أن يضيعوا أوقاتهم الثمينة في وضع الخبر كاملاً أو تبيين ماهيته، من دون أي رقابة على صحة الخبر من حيث ارتباطه بالعنوان، أو إن كان هذا الخبر يخص عملاً درامياً أو خبراً واقعياً من الحياة، ويمكن الجزم بأن أغلب المجتمع العربي يكتفي بتصفح العناوين ويهمل كل ما يتعلق بالمادة الصحفية، لأن الخبر بالنسبة لهم عنوان فقط.

لا نستطيع أن ننكر ضرورة تقديم عناوين مثيرة تشد القارئ لمتابعة الخبر، لكن يجب علينا في الوقت ذاته أن نتذكر أن ما نكتبه بالخط العريض كعنوان، ما هو إلا فكرة كما يحتويه الخبر أو المقال الصحفي، وهو مدخل ضروري وأساس للمادة الصحفية، لاكتمال وظيفتها الترويجية والإعلانية، ومن الضروري حرصنا على الجانب الفكري والأخلاقي ليكون الدليل الذي نقدمه على الخبر الصحيح بالنسبة للقارئ غير المتابع على الأقل حين نخاطبه، ولا تكون دلالاته على الحياة الشخصية للبطل أو النجم، فيتحول في نظر العامة إلى مدان ومتهم من وراء الشخصية حتى يثبت العكس، مع علمنا بأن الكثير من القراء يكتفون بتصفح العناوين، ولاسيما أخبار الفنانين ومن بعدها يبدأ نقل وبث الشائعات بين الجمهور, ينبغي ألا نعتمد على العناوين المجانية المقتبسة من ملفات القضاء والقصر العدلي، ونحول بموجبها عنوان الخبر الدرامي إلى مفاهيم تغربه عن وظيفته الأساسية كعتبة للدخول إلى المادة الصحفية وتخلق الحافز عند القارئ ليتابعنا مرة ثانية بما يتناسب مع ثقافته الفكرية وقيم المجتمع الذي يعيشه، من دون أن نوقعه ونقع ضحية العناوين المستهلكة، والنمذجة البوليسية.