2014/08/14

مهيار خضور وحلا رجب في مشهد من العمل
مهيار خضور وحلا رجب في مشهد من العمل

 

روز سليمان – السفير

 

 

عاد فريق عمل «عناية مشددة» قبل أيام قليلة إلى دمشق من طرطوس، بعدما أنهى التصوير في المدينة الساحلية ومرفئها، كأمكنة بديلة لأحداث من المفترض أنّها تدور في بيروت واللاذقية. أنجز الفريق حتى الآن تصوير نصف مشاهد المسلسل الذي كتبه علي وجيه ويامن الحجلي، ويتولّى إخراجه أحمد ابراهيم أحمد، وتنتجه «قبنض للإنتاج والتوزيع الفني». وكانت عمليّات التصوير قد انطلقت مع بداية رمضان الماضي، في منطقة بساتين كيوان الواقعة خلف مستشفى المواساة في دمشق، ليكون جاهزاً للعرض مع بداية العام 2015.

تتنقل كاميرا المخرج أحمد ابراهيم أحمد في العاصمة السوريّة، بين أكثر من خمسة مواقع تصوير خارجية في اليوم الواحد. أماكن التصوير محدودة تبعاً للظروف الأمنية، ويعدّ اللجوء إلى أماكن بديلة حلاً إخراجياً، خصوصاً أن العمل يضمّ مواقع تصوير خارجية أكثر من الداخلية، وبعض تلك المواقع من الصعب التصوير فيها بسبب الظروف الأمنيّة.

يقول المخرج لـ«السفير» إنّ العمل ينتمي إلى النوع الاجتماعي المعاصر، ويرصد «هموم المواطن السوري في ظلّ التحولات الاقتصادية والاجتماعية الحادّة التي تشهدها البلاد، من دون تبني وجهة نظر أيّ طرف من الأطراف، سواء الموالاة أو المعارضة». يعبّر أحمد عن تأييده للعرض خارج رمضان، «الهروب من العرض الموسمي، يساعد العمل الدرامي على تحقيق نسب مشاهدة أوفر، ونحاول من خلال إنجاز «عناية مشدّدة» للعرض خارج رمضان، تكريس هذا التوجّه».

يقدّم المسلسل قراءة للبنى الآخذة في التغيّر بشكل حادّ في المجتمع السوري. تدور أحداثه في العام 2013 وبداية العام 2014، «من خلال حكايات اجتماعيّة، وعلاقات متشابكة، وقصص حبّ تمرّ بتحديات مختلفة». يقول مؤلّف العمل علي وجيه: «يتناول العمل حكايات تحدث كلّ يوم، وتنطلق من صلب الواقع المعاش. فكلّ تفصيل تشهده سوريا اليوم، يستدعي التناول والنقاش: وجع الناس الكبير، التغيّرات الطارئة في علاقات الحبّ، والعلاقات بين الأهل والأبناء والإخوة، والروابط بين الأصدقاء...».

استغرقت كتابة النصّ عشرة أشهر، ويصف وجيه العمل بـ«المشروع الثلاثي»، إذ أنّ المخرج أحمد ابراهيم أحمد رافق الكاتبين خلال مراحل كتابة السيناريو. «وجود المخرج أثناء الكتابة يضيف خيارات وأفق أوسع إضافة إلى وجهة نظر فنية مختلفة».

لا تركّز حبكة العمل على المسار الميداني للأحداث في سوريا فحسب، بل تظهر تحوّلات المسار النفسي لدى جميع السوريين، من خلال الاعتماد على البطولة الجماعية. يؤدّي عباس النوري دور «أبو معتصم»، وهو موظَّف فاسد في مصلحة النفوس وربّ أسرة. وقد بدأ الممثل السوري تصوير مشاهده في العمل، بالتزامن مع مشاهده في مسلسل «شهر زمان»، بعدما أنهى مشاهده في الجزء السابع من باب الحارة.

في البطولة أيضاً، يلعب مهيار خضور دور «زكوان»، وهو زعيم عصابة تخطّط لعمليات قتل وخطف. يقول خضور الذي يؤدي شخصية جديدة عليه من ناحية الشكل والمضمون: «زكوان شخصية سلبية بالمطلق ودموية أيضاً، ويشبه نماذج كثيرة طفت على السطح، خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عمر الأزمة». من جهته، يلعب أيمن رضا دور «صبحي»، وهو عازف عود ومغنٍّ، في حين يؤدّي سليم صبري دور كمال، رجل أعمال فاسد وتاجر أزمة من العيار الثقيل. يشارك في البطولة أيضاً يامن الحجلي، وفادي صبيح، ورامز الأسود، وأمانة والي، وعلي كريم، ومحمد قنوع، ومهنّد قطيش، وغادة بشّور، ونزار أبو حجر، وعهد ديب، وحلا رجب، ووسيم قزق، ومحمد الأحمد، وريم زينو، إلى جانب خرّيجي الدفعة الأخيرة من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية.

وبانتظار أن يخرج «عناية مشددة» إلى العرض، يبقى السوريون بانتظار الخروج من غرف العناية المشدّدة التي يقبعون فيها منذ ثلاث سنوات.