2012/07/04

عندما تتهم النساء بالشعوذة.. تحضر السينما الغينية
عندما تتهم النساء بالشعوذة.. تحضر السينما الغينية

ميدل ايست أونلاين


عرض الفيلم الغيني "ساحرات غومباغا" للمخرجة يابا بدوي حالة مأساوية تعيشها نساء غينيات القيت عليهن مسؤولية كوارث وقعت في قراهن، فاتهمن بالسحر وتعرضن للتعذيب واضطررن إلى ترك عائلاتهن للعيش في ما يشبه الغيتو ومعسكرات عمل شاقة منهكة.

يعتبر هذا الفيلم من أكثر الافلام الافريقية غرابة من حيث ما ينقله عن المجتمع الغيني.

وقد عرض في المسابقة الرسمية للافلام القصيرة في الدورة الاولى من مهرجان الاقصر للسينما الافريقية الذي أنطلقت فعالياته الثلاثاء على أن يستمر تسعة ايام,

ويروي الفيلم قصص نساء اتهمن بالسحر وألقيت عليهن مسؤولية حدوث كارثة طبيعية مثلا او موت طفل او رجل. فيتعرضن للتعذيب بطريقة قاسية جدا من أقرب الناس إليهن وكذلك من غرباء، كي يعترفن بانهن ساحرات. وقد يتعرضن للقتل خلال عملية التعذيب.

وفي حال تمكنت امرأة من هؤلاء من الهروب او تم طردها من قريتها ومن مجتمعها، فهي مضطرة للجوء الى احد المعسكرات الخمس المشيدة على الاراضي الغينية.

فتصبح بذلك في حماية رجل قوي تسدد له المال حتى يقوم بذلك، كما تعمل في ارضه شبه مجانا بالإضافة إلى جمعها الحطب للتدفئة من غابات بعيدة.

في موازاة ذلك، يحرم ابناؤها من مرافقتها في حين تجبر على اخذ بناتها معها لان السحر يورث من الام الى ابنتها لكنه لا يورث الى الابناء.

وبعد فترة زمنية، اذا ارادت احداهن مغادرة المعسكر فانه يتوجب عليها دفع مبلغ اخر للرجل او الزعيم القائم على حمايتها في المعسكر.

وتهدد هؤلاء النساء اللواتي اتهمن باطلا بالقتل في حال عودتهن إلى قراهن وبلداتهن.

أما القانون الذي يعمل على نبذهن فلا يطبق على الرجال بمن فيهم هؤلاء الذين يمتهنون السحر، بحجة انهم يملكون منازلهم ولا يحق لأي كان أن بطردهم منها خلافا للمراة التي لا تمتلك المنزل الذي تعيش فيه.

وكانت المخرجة بدوي وهي بريطانية من اصل غيني قد تابعت دراستها في بريطانيا وفيما بعد قامت بالتدريس فيها وكذلك في جامايكا وعملت مراسلة لهيئة "بي بي سي" بالإضافة إلى كتابة القصة القصيرة والرواية.

وقبل بضعة سنوات زارت هذا المعسكر الذي تلقي الضوء عليه في فيلمها.

هناك، أجرت مقابلات مع عدد كبير من النساء اللواتي يعشن فيه وعادت بعد اربع سنوات لمتابعة ما حل بهؤلاء النسوة.

لكنها سرعان ما اكتشفت بأنها قد تتهم هي أيضا بالشعوذة خصوصا وأن الصفات تنطبق عليها.. فهي في منتصف العمر وغير متزوجة.

حين زارت المعسكر في العام 1994 كمراسلة صحافية، لم تكن تملك هاتفا نقالا كي تتصل بأسرتها، فشعرت بالمعاناة والخوف الشديد الذي تعيش فيه هؤلاء النساء.

وأكدت بدوي انها "لم تزر سوى هذا المعسكر الذي صورت فيه الفيلم. في أول زيارة لها كان المعسكر يضم نحو الف امراة، أما في زيارتها الثانية فكان العدد قد تجاوز ثلاثة الاف امرأة".

واوضحت انه "وبحسب ما علمت، يوجد خمسة معسكرات مشابهة. وقد يكون العدد اكبر إذا ما تم البحث في طول البلاد وعرضها عن مثل هذه المعسكرات".

وأعادت بدوي "أسباب هذه الظاهرة التي تعود إلى ما يزيد عن مئة عام، الى الحالة الاقتصادية والاجتماعية والجهل".

وأضافت أنه "ومنذ البدايات لجأ البشر إلى تحميل النساء اوزارا كثيرة تبرر عملية قتلهن وقمعهن، منذ اتهام حواء بإغواء آدم ودفعه إلى تناول التفاحة ومغادرته الجنة".

واعتبرت المخرجة ان "هذه الظاهرة غينية، لكن اتهام المراة والقاء اللوم عليها بشكل دائم أمر يسجل في كافة المجتمعات" بأشكال مختلفة.