2013/05/29

غياب الكبار وفرص الشباب في الدراما
غياب الكبار وفرص الشباب في الدراما


سلوى عباس – البعث

غياب الكبار يتيح فرصة ذهبية لشباب الدراما السورية، هكذا تتناقل الأخبار حول غياب عدد من نجوم الدراما  السورية عن الساحة الدرامية وتفضيلهم "مبدئياً" –وأضع الكثير من الخطوط الحمراء تحت هذه الكلمة"- الإقامة خارج البلاد بسبب الأوضاع المتوترة التي تعيشها سورية، ومن المؤسف أن يكون هذا حال من يطلقون على أنفسهم لقب نجوم، لأن هذا اللقب حصلوا عليه لأنهم سوريون، وإذا كانوا الآن يعملون في الدراما العربية فإن النجومية التي منحتهم إياها الدراما السورية هي جواز مشاركتهم في أي عمل درامي عربي، وحسب صنّاع الدراما السوريين فإن غياب من يسمّون مجازاً "كبار الدراما السورية" سوف يتيح فرصاً كثيرة ونوعية لوجوه شابة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في الأعمال الجديدة التي ستنتج للعام 2013، إلى جانب من تبقّى من الفنانين المعروفين الذين رفضوا مغادرة البلاد معتبرين بقاءهم فيها واجباً وطنياً يشكّل دعماً لدراما بلادهم.

وإذا كانت الاستعاضة عمّن يعتبرونهم نجوم الصف الأول بالوجوه الشابة، حيث إنه كما رشح من أخبار تم  استبدال الفنان الشاب جوان خضر بالفنان تيم حسن، واستبدال الفنانة الشابة زينة بارافي بالفنانة نسرين طافش في مسلسل "ياسمين عتيق"، بعد اعتذار طافش وتيم عن أداء أدوار البطولة لانشغالهما وسفرهما خارج البلاد... فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: في حال لم يغب هؤلاء "الأبطال" هل كان الفنانون الشباب سيبقون  تائهين دون حصولهم على فرصة عمل؟!.. علماً أننا كثيراً ما نسمع من المخرجين والمنتجين سعيهم لرفد الدراما السورية بدماء جديدة، وتبنيهم للوجوه الجديدة الذين قد يتمتعون بموهبة ويمتلكون أدوات لاتقل عن موهبة النجوم.

الأمر الآخر الذي يؤسف له هو التصريحات التي يدلي بها النجوم السوريون الجاحدون، الذين أثبتوا بتخلّيهم عن انتمائهم الوطني أنهم مجرد مؤدين لما يكتب على الورق بعيداً عن الإيمان بما يقدمون، وهذا يعني عدم مصداقيتهم وإيمانهم برسالة الدراما، فمن المعيب مايطلقه البعض من تصريحات تسيء لهم وحدهم، لأنه ومن دون وجودهم في سورية التي منحتهم هذا الوجود لن يستطيعوا تحقيقه في مكان آخر، وغياب كل من تركوا سورية لن يؤثر لا على الدراما السورية ولا على سورية، فليستفيقوا من أحلامهم المزيفة، ويعودوا إلى رشدهم، ويبتعدوا عن بطرهم، لأنهم بجحودهم هذا سيدفعون وحدهم الثمن، ولن يكون لهم موطئ قدم في وطن تخلوا عنه في محنته، وليهنؤوا في موطنهم الجديد، لكن عليهم ألا ينسوا المثل القائل: "من ترك داره قلّ مقداره" وفهمكم كفاية..!!.