2015/05/24

فايز قزق
فايز قزق

بوسطة- علي المحمد

رأى المسرحي السوريّ فايز قزق بأنه يجب التأسيس لمرحلة ثقافية جديدة في سوريا بديلاً  عن تلك التي انهارت منذ زمن بعيد، وسبب هذا الانهيار من وجهة نظر قزق هو "غياب وزارة ثقافة متطورة في سوريا على مستوى طريقة العمل" فـ: "ليس هناك قانون يبنى عليه قواعد عمل تحكم أنشطة الوزارة في مختلف المرافق والمؤسسات التابعة لها". بل "هناك أماكن تحوّل فيها الفساد مع الزمن إلى قانون لا يعنيه العقل أو المسرح السوري".

تصريحات فايز قزق لـ"بوسطة" جاءت خلال زيارتنا لموقع تصوير المسلسل الشامي "الخان" والذي يلعب فيه أحد الأدوار الرئيسية، حيث رفض الإجابة عن أي سؤال حول مشاريعه التلفزيونية، وفضل أن يكون الحديث باتجاه آخر، أقرب ما يكون لـ "فشة خلق" عن الوضع الثقافي في البلاد والذي حمل مسؤولية تردّيه ووانهياره لـ وزارة الثقافة السورية ومسؤوليها المتعاقبين.

ولكن أليس هناك ما يفعله فايز قزق وأبناء الوسط الثقافي في سوريا حيال ذلك؟ يجيب: " كنت أقاوم ذلك الفساد قبل الأزمة، لكن اليوم بات الأمر لا يعنيني وأنا أتابعه بذات المعايير والمقاييس للتعامل المادي والمعنوي الذي تقابلنا به وزارة الثقافة"

يستدرك قزق قائلاً "ربما كان مطلوباً من هذه الوزارة أن يكون مرتّب الفنان والفنانة لحظة تخرجه، نفس الأجر الذي يأخذه في التلفزيون وهذا الأمر كان متاحاً منذ الخمسينيات والستينيات لتمكننا من حماية الأوطان من الجنون".

ويلفت نجم "رسائل شفهية" أنّ حديثه عن الوضع الثقافي المتردّي في سوريا ينسحب على جميع الدول العربية فـ "خريطة الوطن العربي تهدّمت عن طريق وزارات ومجالس الثقافة في الدول العربية التي كان همّها أن تحوّل الجماهير إلى الأقنية التلفزيونية بما تبثه من برامج رياضية ودينية وبرامج التهاوشات السياسية".

تلك الوزارات برأي فايز قزق لا تتعدى أن تكون "مزاراع يستفيد منها البعض هنا وهناك وكل همها أن يسجن العرب في سجن ضخم  من المحيط المختل إلى الخليج المحتل".

بعيداً عن المؤسسات الرسمية ماذا عن مشروعك الفنيّ الخاص؟ : يجيب قزق: "لدي ألف مشروع ومشروع وأحتاج مع حياتي المهنية إلى ثلاثة حيوات حتى أنفذ جزءاً ضئيلاً منها، ومع ذلك لا أستطيع فعل أي شيء أمام حقيقة أنّ الفاسدين هم الغالبون".

وهنا يتندر صاحب "النفق" حول المسرحية التي قدمها في (2005) وقيل وقتها أنها سوداوية وتبالغ في التشاؤم وإذا بها تتجسد في الوضع السوري اليوم ويضحك قائلاً :"طلع النفق بحرستا".

 نحاول مجدداً استدراج المخرج المسرحي إلى حديث الدراما ومعرفة تفاصيل أكثر (عن شخصية "أبو راشد" صاحب الخان، إطلالته بعملين شاميين لهذا الموسم \يشارك بـ "صدر الباز"\، دوره في "العراب"،و مشاريعه المقبلة)

إلا أن النجم السوري يتجاهل سؤالنا مجدداً ويسألنا ما إذا كنا مقتنعين بما يقدمه، مشيراً إلى دوره في "باب الحارة" ويضيف قائلاً : "هذه آفة"، يقصد الأعمال التلفزيونية؛ التي يرفض أن نسميها  "دراما" فـ "هذا المصطلح مسروق، الدراما هو معنى ينشأ من التقاء الإنسان بالإنسان على خشبة المسرح والمعنى قديم ومعروف منذ أيام الإغريق".