2012/07/04

فراس دهني: أجور الفنانين وجهل المنتجين يهددان الدراما السورية
فراس دهني: أجور الفنانين وجهل المنتجين يهددان الدراما السورية


سانا

اعتبر المخرج فراس دهني مدير مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني أن الوظيفة الأساسية لهذه المؤسسة منذ إنشائها العام الماضي هي حماية الدراما السورية ودعمها وذلك عبر وضع نوع من القواعد الإيجابية وتطوير القوانين التي تخدم إنتاج العمل الدرامي وتسويقه وتصب أيضا في مصلحة الممثلين والفنيين وخاصة شريحة الشباب منهم.

ولفت دهني الذي تسلم مهامه مؤخراً إلى أن الأعوام الماضية شهدت تطوراً للدراما السورية ولكنها لم تشهد تطورا في القوانين على صعيد التسويق والتداول ونوعية العلاقات داخل الدراما السورية التي هي في النهاية سفير سوري يحمل رسائل اقتصادية واجتماعية وسياسية للخارج.

ووجد دهني أن هذا التراجع يعود إلى وجود عوامل داخلية وخارجية فالداخلية تتمثل في وجود منتجين جدد ليس لديهم هم حقيقي تجاه الدراما وهؤلاء هم أكثر من يمكن أن يؤذي الدراما السورية ولو دون قصد أحيانا بسبب قلة المعرفة بأهمية هذه الدراما.

والعامل الداخلي الآخر بنظره هو ارتفاع أجور بعض النجوم بشكل مخيف جدا مقابل انخفاض أجور آخرين من الصف الثاني والثالث ما يخلق خللا أساسيا في البنية الاجتماعية للدراما السورية حيث تتجه بذلك إلى ما كنا ننتقده في الدراما المصرية وهي دراما البطل الواحد فالأعمال بذلك لا تحتمل أن يكون هناك خمسة نجوم صف أول فتتجه شركة الإنتاج للقول إنها بحاجة إلى نجم واحد لا أكثر.

وحول العوامل الخارجية دعا المخرج دهني إلى عدم الارتهان لرأس المال الخارجي وقال يجب أن تكون هناك جهات سورية قوية وفاعلة تنتج أو تتولى عملية الإنتاج بشكل مباشر أو مشترك مع جهات عربية أو عالمية وهذه هي الوظيفة الأساسية في حماية الدراما السورية التي تقوم بها المؤسسة.

وبين دهني أن من أهم الوظائف للمؤسسة أيضا تنشيط الوسط الفني كاملا من خلال تشغيل كوادر عديدة من الفنيين الذين هم أيضا على سوية عالية في الوسط الفني العربي فكل من يشارك في العملية الفنية من كتاب ومخرجين وفنيين وكومبارس وتشكيليين بحاجة إلى الدعم الذي يكون من خلال دعم الدراما.

وأشار مدير مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى أهمية دور المؤسسة في دعم الجيل الجديد من الشباب والشابات الراغبين بالدخول إلى هذا المعترك الدرامي والوثائقي فقال: كنا مقصرين في الفترة الماضية تجاه الفيلم الوثائقي أي تجاه أنفسنا لأن الفيلم الوثائقي يعكس حياتنا بشكل حقيقي وواقعي رغم وجود كوادر ترغب بأن تقدم شيئا جديدا في هذا الخصوص وسنتجه بشكل قوي جداً لدعم التوجه الشاب نحو الفيلم الوثائقي.

وأضاف: هناك رغبة من قبل المؤسسة لتنويع أشكال الإنتاج كي لا نحصر الإنتاج بالمؤسسة وكي يكون مصطلح دعم الدراما السورية مصطلحا حقيقيا وليس مصطلحا وهمياً بمعنى أن هناك شركات موجودة لديها كوادرها ولديها تقنياتها وعندما نقوم بإنتاج مشترك معهم نكون قد ساهمنا بتفعيل عملهم وبالتالي يتم دعم الشركات والحفاظ عليها فالغرض من الإنتاج المشترك أو تولي المنتج المنفذ ليس توظيف مال المؤسسة أو إخراجه ووضعه في أيادي آخرين فقط بل تحقيق وظيفة الدعم للشركة وكوادرها وتشغيل جميع أنواع الشركات الفاعلة في الحركة الدرامية السورية ما يخلق حراكا بين شركات الإنتاج لتحقيق الأفضل.

وبين دهني أن هناك توجها كبيرا من أجل دعم الإنتاج الدرامي بالحد الأقصى على عكس ما كان يشاع وحاليا تم إنتاج عملين دراميين هما /سوق الورق/ و/ملح الحياة/ وهما عملان مهمان وخطوة إيجابية في الدراما السورية.

وتوقع المخرج أنه بإمكان المؤسسة أن تنتج عشرة أعمال كبيرة في السنة ولكن من أولوياتها دعم المشاريع الصغيرة وليس الكبيرة فقط من خلال إنتاج أفلام تلفزيونية أو وثائقية لتشكل حراكا لدى جيل الشباب.

وشرح مدير مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني أن المسلسلات التي تنتجها المؤسسة ليست للموسم الرمضاني بل ستتم مواجهة حالة كسر روتين القنوات خاصة بأسلوب الأفلام التلفزيونية وهذا الكسر إيجابي للمحطة والمتفرج الذي بات بحاجة إلى نمط جديد مختلف عن ثلاثين حلقة في أوقات محددة.

وعن عرض الأعمال التي تنتجها المؤسسة قال دهني: نحن نعلم أن القنوات السورية معدودة على أصابع اليد الواحدة وبالتالي إن كنا سنحدد إنتاجنا فقط بقنواتنا فهذا يعني أننا لن نستطيع أن نرد جزءا بسيطاً من رأس المال المستثمر بالدراما فنحن مؤسسة اقتصادية ومسؤولة عن الربح والخسارة.

وأضاف: نحن لا نريد أن نعرض فقط في سورية بل أن ننطلق للمشاهد العربي أينما كان وهنا يأتي دور التسويق وهي مهمة شاقة ولكنها ممكنة وكلما انتشرنا في الوطن العربي انتشرت الطريقة السورية في الحياة والتفكير والتفاعل الاجتماعي.

وقال.. هناك تجارب جديدة نقوم بها في محاولة لملامسة الهم اليومي والحدث الآني وهي تجربة ستلقى العرض في شهر رمضان القادم لافتا إلى أن ما يحصل في سورية سينعكس في العمل الدرامي ولكن من الواجب التأني في رؤية وتحليل هذه الأحداث كي لا يكون رد الفعل متفرعا وسلبيا على المدى البعيد ولكي يتم تناول ما تحت القشرة وليس فقط القشرة بشكلها الخارجي.

وأشار المخرج إلى أن أساس عمل أي مؤسسة إنتاج درامي هي النصوص وما ستقوم به المؤسسة هو استقطاب أكبر عدد من شرائح الكتاب والتوجه لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع فمن الممكن إنتاج السيت كوم/ المسلسلات التي تصور في مكان واحد وتحمل طابعا كوميديا/ والأعمال الكوميدية والاجتماعية الجدية والتاريخية والفانتازيا وغيرها فيكون التوجه نحو جمهور الأطفال والمراهقين والشباب والكبار.

وحول الشق الإذاعي من عمل المؤسسة قال دهني: بدأنا بالتخطيط لمجموعة أعمال إذاعية فالمؤسسة لها مجموعة كبيرة من الامتدادات والتشعبات في توجه الإنتاج أي أن هناك طموحاً كبيراً يكمن خلف المؤسسة.

واختتم دهني بالقول: هذه المؤسسة ما زالت وليدة وما نفعله الآن هو تحويلها إلى خلية من النحل فيشعر كل عنصر هنا بأنه مسؤول عن التقدم بالعمل إلى الأمام كي تكون هي مثالاً إيجابياً للمؤسسات الحديثة.

يذكر أن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي أحدثت بالمرسوم رقم 16 لعام 2010 وتهدف إلى دعم الإنتاج الدرامي بما يخدم القضايا الوطنية والقومية والإنسانية وتشجيع المواهب الفنية الإبداعية في مجال الدراما ورعايتها والاستفادة منها والاهتمام بالإنتاج المحلي من أدب وفن وفكر عن طريق المعالجة الدرامية لمختلف الجوانب الحياتية السورية والعربية.