2012/07/04

فراس دهني... مديرية الإنتاج في تجربة جديدة تنتظر النتائج
فراس دهني... مديرية الإنتاج في تجربة جديدة تنتظر النتائج

فراس دهني... مديرية الإنتاج في تجربة جديدة تنتظر النتائج أتيت إلى المديرية بضوء أخضر كبير جداً من السيد وزير الإعلام والمدير العام للهيئة. دائرة النصوص التي كانت دوماً في مرمى النيران؛ تقتني نصوصاً بملايين الليرات، ثم توضع في الأدراج. رأس المال العام ليس لعبة كي نصرفه بدون مسؤولية. مديرية الإنتاج ستعود لتكون أكبر منتج درامي في العام 2010. الأموال كانت موجودة سابقاً ولكن توظيف هذه الأموال لم يكن يتم بالشكل المناسب. ولدينا الآن مشروع مسلسلين مشتركين سيكونان مفاجأة جميلة وايجابية جداً. مادامت أجور العمل السوري على شاشاتنا السورية زهيدة و ضئيلة، فهي لا تشكل دعماً حقيقياً للدراما السورية. الحل في السنوات القليلة القادمة هو أن يكون لدينا مجموعة جديدة من القنوات الفضائية السورية الخاصة التي تقتني أعمالاً سورية وتدفع أجوراً جيدة لهذه الأعمال.   خاص بوسطة- فاديا أبو زيد توسَّم الجميع خيراً باستلام المخرج فراس دهني مهام إدارة مديرية الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لكن ولمعرفتنا بحجم التحديات القائمة في مكان يعاني تراكمات الفساد الإداري منذ سنوات، لم نتوقع له النجاح. إلا أن دهني خالف التوقعات واستطاع، خلال ما يقارب السنة، أن يحدث تغييراً في هيكلية إدارته آملاً أن تكون تجربته محاولة لإحياء مديرية الإنتاج في التلفزيون لتكون أكبر منتج لهذا العام بخمسة أعمال تلفزيونية يتوقع لها دهني المنافسة الحقيقية في هذا الموسم، ومشاريع أخرى طموحة.. بوسطة كان لها مع المخرج فراس دهني هذا اللقاء: من وقف وراء فراس دهني لتنفيذ هذه النقلة باعادة الهيكلة الإدارية؟ أتيت إلى المديرية بضوء أخضر كبير جداً من السيد وزير الإعلام والمدير العام للهيئة للنهوض بهذه المديرية حتى ولو كان الثمن غالياً. هذا الدعم هو تقدير كبير مثلما هو عبء ومسؤولية، انطلقنا بها بوجود تهديدات كانت تتعرض لها  مديرية الإنتاج من داخلها وخارجها أغرقتها في فشل تراكم في السنوات القليلة الماضية، فشل وصل إلى مرحلة اقتراح إغلاقها وتوفير رأس المال للدولة. طبعاً هذه الطريقة في التفكير كانت خاطئة مئة في المئة لأنه يجب على الدولة أن تبقى منتجة وراعية للإنتاج التلفزيوني الدرامي ولا بد أن يكون لها يد وحصة وأهداف من هذا الإنتاج. ماذا عن أهم الخطوات؟ بدأنا  العمل منذ منتصف الشهر السابع 2009 بتحليل واقع المديرية وما وصلت إليه. قمنا بتقييم الدوائر التابعة لنا، والعاملين في هذه الدوائر، وكيف يمكن أن نطور هؤلاء الأشخاص أو نستعيض عنهم. بدأنا من دائرة النصوص التي كانت دوماً في مرمى النيران؛ تقتني نصوصاً بملايين الليرات، ثم توضع في الأدراج ولا ترى النور، وبالتعاون مع المدير العام و إشرافه قررنا أن لا نقبل أي نص لا يتصف بمستوى متميز ولا يحصل على جيد جداً فما فوق. أعدنا تقييم قُراء النصوص، وانتقينا مجموعة من المتميزين من داخل و خارج الهيئة اذكر منهم: د. وليد إخلاصي، أ. محمد القجة، الفنان أسامة السيد يوسف، بالإضافة إلى مجموعة قراء من اللاذقية ومحافظات أخرى كلهم مشهود لهم بالمهنية والحرفية العالية أدباً وفكراً. كذلك الأمر بالنسبة لدائرة المخرجين كانت هناك عملية إعادة تقييم فلم تعد القصة مرتبطة بالدور، ولكن بما قدم المخرج، فإن كان جيداً سيحصل على فرصة كبيرة وإن لم يقدم الجيد فإنه لن يعطى فرصة لأن رأس المال العام ليس لعبة كي نصرفه بدون مسؤولية. هل لك أن تعطينا لمحة عن المشاريع التلفزيونية والسينمائية التي أنجزتها وتنجزها المديرية؟بدأنا في الشهر 7/12/ 2009، وانطلقنا بمسلسلين يسرني أن أقول إنهم لكاتبَين شابين هما رامي طويل، وخلدون قتلان، كدفعة أولى مع المخرجَين ثائر موسى ورضوان محاميد. و في أول شهر في 2010 انطلق فيلمان وثائقيان بمخرجَين شابين جداً، وهي تجربتهما الأولى في سورية، بعد أن درسا في الخارج، ونحن نحس بمسؤولية كبيرة تجاه جيل الشباب من أجل أن لا يمروا بنفس الذي مررنا به. فقد واجهنا حرماناً من العمل لسنوات عندما عدنا من الدراسة، حين كان يتقاسم الإنتاج عدد قليل من الأسماء في الهيئة، أنا شخصياً انتظرت ست سنوات من أجل أول فرصة وكان فيلماً قصيراً. هؤلاء الشباب أدخلناهم مباشرة إلى غمار العمل وشجعناهم أن يكتبوا أفكارهم بأنفسهم. أيضاً أعدنا انطلاقة الفيلم الوثائقي في مديرية الإنتاج وأنجزنا فيلمين، أعتقد أنهما سيكونان مفاجأة كبيرة جداً؛ "الحياة شعراً" عن شاعر سرياني اسمه أنطون لوشي من الحسكة وتجربته الحياتية، إخراج شاب نتوسم فيه الكثير من الخير هو طارق مصطفى، وفيلم آخر اسمه "ثائر نسيه التاريخ" وهو الثائر رمضان باشا شلاش من منطقة الدير، كتب له السيناريو ثلاثة شباب وأخرجه قيس الهجر، وهو من الشباب الذين درسوا في روسيا.. وسيكون لهما عرض خاص. كما لدينا فيلمان تلفزيونيان روائيان في الخطة، أحدهما نفذ والآخر قيد التنفيذ، وهي أفلام لم يعد لها منبر حقيقي في القنوات. الآن انطلقنا بتنفيذ القسم الثاني من الخطة ووضعنا ميزانيتين لعملين كبيرين؛ واحد بيئي عن قصص الكاتب زكريا تامر بعنوان "أقاصيص المسافر حارة الياقوت" إخراج خالد الخالد وهو عمل بيئي تجري أحداثه بين 1949 و1960، وعمل آخر تدور أحداثه في الثمانينيات وهو "زلزال" لكاتب شاب موهوب جداً، بسام جنيد، وسيبدأ تصوير المسلسلين قريباً. كما اقتنينا نصاً جميلاً جداً للشيخ حسن الحكيم، وهو أول نص على الإطلاق ينتج في مدينة حمص ويتناول البيئة الحمصية بتفاصيلها، تجري أحداثه بين  1968  و1970 بعد نكسة حزيران بكل ما فيها من ألوان التفاعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، إخراج محمد بدرخان وهو ابن تلك البيئة. وبدأ، نهاية العام الماضي، العمل في مسلسل "جزيرة المغامرات"، وعنوانه السابق "مغامرات مسعود" وهو عمل كرتون سيستمر العمل به لسنة كاملة، تأليف أحمد معروف وإخراج الكبير موفق قات بميزانية كبيرة، وهو باكورة إنتاج دائرة الرسوم المتحركة الموجودة منذ زمن والتي لم تكن مفعّلة. نحن نعقد آمالاً كبيرة جداً على هذه الأعمال لهذه السنة لأن مديرية الإنتاج ستعود لتكون أكبر منتج درامي في العام 2010. من أين أتت المديرية بالأموال؟         الأموال كانت موجودة سابقاً ولكن توظيف هذه الأموال لم يكن يتم بالشكل المناسب. قمنا بتحسين أجور الفنانين والفنيين وأصبحت منافسة للقطاع الخاص. الآن، وفي ظل تراجع الإنتاج الدرامي بشكل عام في القطاع الخاص هناك استعادة لدور الهيئة في تنشيط الإنتاج الدرامي لأنها مستمرة كداعم رئيسي للإنتاج الدرامي، والخطوة القادمة هي التشارك مع القطاع الخاص. لأصدقائنا في القطاع الخاص مرونة في عملية التسويق والترويج التي لا نملك، ولا جزءاً بسيط منها في الهيئة، لذلك نحن في حاجة إلى منافذ مرنة فعالة لتسويق هذا الإنتاج. أما الخطوة الجبارة الآن فهي تحويل هذه المديرية إلى مؤسسة اقتصادية مستقلة، وقد صدرت موافقة رئاسة مجلس الوزراء على ذلك ومشروع المرسوم قريب. ستكون الميزانية أكبر من التي لدينا الآن وتتيح تنفيذ أحلامنا الكبيرة ومنها أحلام إقليمية في الإنتاج المشترك مع تركيا. ولدينا الآن مشروع مسلسلين مشتركين سيكونان مفاجأة جميلة وايجابية جداً لكن في خطة 2011، فسورية وتركيا بلدان جاران، وهناك رغبة سياسية وشعبية بالتقارب. العمل الأول تجري أحداثه قبل مئة سنة أي عند بذور الخلاف الحقيقي، وهو محاولة لردم هذه الهوة في تلك الفترة، والثاني تجري أحداثه في الزمن المعاصر. هل هناك صعوبات إعلانية ملحوظة على الفضائية السورية؟ أعتقد أن هناك تنام للوعي الإعلاني بشكل عام في سورية، سيّما وأن مؤسسة الإعلان أصبحت مؤسسة اقتصادية يهمّها موضوع الربح والخسارة. لكنه موضوع شائك جداً، بمعنى أنه مادامت أجور العمل السوري على شاشاتنا السورية زهيدة و ضئيلة وأحياناً، للأسف، مضحكة، فهي لا تشكل دعماً حقيقياً للدراما السورية. يجب أن يكون هناك إعادة نظر في تعرفة الأعمال السورية حسب سوية العمل، حتى على قنواتنا الحكومية، من أجل النهوض بالإنتاج الدرامي، لكي يشعر المنتج نفسه بالأمان ويستمر بالإنتاج، وأعتقد أن الحل في السنوات القليلة القادمة هو أن يكون لدينا مجموعة جديدة من القنوات الفضائية السورية الخاصة التي تقتني أعمالاً سورية وتدفع أجوراً جيدة لهذه الأعمال، هكذا يتشكل الرافد الحقيقي للدراما السورية.