2012/07/04

فرحان بلبل: الكاتب المسرحي ناقد مهجوس بالإصلاح الاجتماعي
فرحان بلبل: الكاتب المسرحي ناقد مهجوس بالإصلاح الاجتماعي

خمس الحواس - البيان

ما هي الموضوعات التي تشغل كتّاب المسرح الإماراتي؟ سؤال طرحه الكاتب المسرحي السوري فرحان بلبل على الكتّاب العشرة المشاركين في ورشة تقنيات التأليف المسرحي التي تتواصل هذه الأيام في مكتبة الشارقة، بتنظيم إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة. وذلك قبل أن يستطرد ويقول: «لا أعرف ما هي الموضوعات التي تؤرقكم هنا، لكن كتّاب المسرح العربي في معظمهم يكتبون الموضوعات ذاتها منذ الستينات».

اختلافات

وأكد صاحب كتاب «النص المسرحي بين الكلمة والفعل»، أن هناك اختلافات في أحوال البلاد العربية، فما يحصل هنا يختلف عما يحصل في الشام أو مصر أو المغرب، وقال: (قد نتشابه في بعض الظروف، لكن هنالك قضايا وإشكاليات قد تكون في بلد ولا تكون في آخر إلا أن المسرح العربي عجز عن تبيان ذلك دائماً). وتناول بلبل الكيفية التي تعاني منها بعض البلدان العربية في ما يتعلق بهجرة شبابها وانعدام فرص العمل، بينما لا يعكس مسرحها ذلك وإنما ينصرف إلى موضوعات أخرى لا صلة لها بواقع المواطن وهمومه، مع أن المسرح مرآة المجتمع وعلى خشبته نناقش همومنا ومشاكلنا ونبحث سبل حلولها على حد تعبير بلبل.

وجهات نظر متخصصة

وأما إجابات الكتّاب المشاركين في الورشة، فقد جاءت متنوعة، فبالنسبة للكاتب عبد الله صالح، ثمة موضوعات عامة يشترك الجميع في تناولها ولكن الاختلاف يبرز في الأسلوب. ويمثّل صالح بقضية الإرهاب وطريقته في تناولها عبر نصه «الثالث» الذي عُرض في الدورة الأخيرة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية. ويميل الكاتب محسن سليمان إلى فكرة ان المسرح العربي يعيد انتاج موضوعاته غالباً وتجارب قليلة نجحت في تفادي هذا الإشكال. اما الكاتبة شريفة فداج فترجع السبب إلى ان ثمة موضوعات تطفو فجأة على السطح، لأسباب مختلفة وتغري الكتّاب بمعالجتها في نصوصهم.

من المهم ان يعرف الكاتب مجتمعه وان يضع يده على الجرح، هذا ما يقوله مشرف الورشة بلبل، لافتاً إلى اهمية ان ينفتح الكاتب المسرحي على المعارف الاخرى، وألا ينغلق على ما يمكّنه من المعرفة التقنية بالكتابة المسرحية، ويسأل مرة أخرى: «لكن هل بمقدور الكاتب المسرحي العربي تناول ما شاء من موضوعات أم أن ثمة إكراهات رقابية تتحكم في خياراته؟» ويجيب محسن سليمان في هذا الصدد: «لا توجد رقابة على المسرح الاماراتي بالمفهوم المعروف في الدول العربية الأخرى، ولكن هناك تقاليد ومجموعة اعراف وعدة أمور متفق عليها وكلنا نعرفها...».

لكن ما الذي تفعله لجنة إجازة النصوص؟ يشارك الكاتب جمعة علي في الحوار ويقول إنها تنظر إلى الناحية الفنية للنصوص أكثر من الناحية الفكرية. وتنبّه الكاتبة منى التاجر إلى «الرقابة الذاتية»، وكيف تتحكم في توجهات الكتّاب. يذكر أن هذا النقاش الدائر في الورشة، والتي تختتم يوم الاربعاء المقبل، وما يزال مستمراً، وأن محوره المقبل سيكون بناء الشخصية في المسرح وصياغة الحوار بين التقصد والثرثرة واستخدام اللغة بين العامية والفصحى وغير ذلك مما يخص القالب الفني للعمل المسرحي.