2012/07/04

فلاش سوري كتير .. دراما انترنت بانتظار التمويل
فلاش سوري كتير .. دراما انترنت بانتظار التمويل


روزالين الجندي - البعث


بعد ما يقارب الستة أشهر على انطلاقته تتابع أسرة فلاش سوري كتير مشروعها الرائد كأول دراما سورية على الانترنت، هذا المشروع الذي انطلقت فكرته بمبادرة من وليد سلمان سكرتير تحرير موقع بوسطة وبمساهمة إنتاجية من الموقع ذاته وبعض الممولين من آمنوا بالمشروع حيث تم إنجاز ما يقارب الخمس عشرة لوحة حتى الآن مدة الحلقة الواحدة  لا تتجاوز العشر دقائق، متاحة لمن يرغب بمشاهدتها على الانترنت من خلال موقع بوسطة، والفيس بوك، واليوتيوب، وفلاش سوري كتير هو من كتابة الصحفي والسيناريست الشاب علي وجيه، إخراج وسيم السيد، تمثيل كل من حسام جليلاتي ووئام اسماعيل كممثلين أساسيين، وبمشاركة بعض نجوم الدراما السورية.

يقول مؤلف العمل علي وجيه: إن «فلاش سوري كتير» موجه للناس بالدرجة الأولى، وهو مواكب للواقع السوري على شكل مواد مصورة قصيرة لا تتجاوز مدّتها 10 دقائق. من هنا، فإنّ "فلاش" تشير إلى التكثيف، وسوري للواقع السوري، و«كتير» لأنّنا متوجهون للمستوى الشعبي والناس العاديين بالدرجة الأولى".

والأفكار المطروحة في هذه اللوحات كما يقول وجيه ليست معدة للإتجار السياسي بل هي ذات توجه نقدي تطور نفسها مع تطور المشروع تدريجياً، ومع تطور ما يحدث في الشارع السوري نحاول من خلالها رصد انعكاس ما يحدث على الناس

والمشروع الذي بدأ بممثلين شابين هما حسام جليلاتي ووئام اسماعيل تطور بدءاً من الحلقة السابعة لينضم إليه ممثلون جدد منهم نجوم من الدراما السورية ومنهم شباب من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومعاهد التمثيل الخاصة، فالضيوف كما يقول وجيه "حتى الآن انضم إلينا كل من الفنانين : شادي مقرش، نسرين الحكيم، مازن عباس، علي صطوف، علي سكر، ناصر مرقبي، نسرين فندي، عزيز اسكندر وآخرين".

و«فلاش سوري كتير» رغم كونه التجربة الدرامية السورية الأولى على الانترنت إلاّ أن هناك تجارب عربية سبقته كتجربة " شنكبوت " يقول وجيه: "استفدنا من هذه التجربة من حيث المبدأ فقط، إذ يمكن للعمل الدرامي أن يستفيد من ميزات الانترنت من عرض وتلقي رد فعل الجمهور مباشرة وإتاحة المتابعة أمام كل العالم حسب الوقت المناسب لهم وإمكانية الحفظ والتداول وغيرها.

< كيف وجدتم أصداء هذه التجربة بعد مضي أشهر عديدة عليها؟.

<< الأصداء فاقت توقعاتنا بصراحة، وانتشار المشروع وشعبيته في تنامٍ مستمر. لدينا جمهور متابع من مختلف دول العالم بفضل الشبكة العالمية، وهذا رتّب علينا التزاماً بالتطور الفني والتقني، وفي كل لوحة نقدمها نحاول تقديم سوية فنية جيدة، ومن الأخبار الجيدة أنّ المشروع حفّز شباباً وجهات أخرى على تقديم مشاريع مماثلة، وهذا دليل إيجابي بالنسبة لنا.

< لماذا أبقيتم هذه التجربة رهينة الانترنت ولم تسعوا لعرضها على وسائل إعلامية مرئية ؟.

<< حاولنا ذلك.. فمنذ البداية سعينا للتواصل مع القنوات السورية (التلفزيون السوري –الدنيا) لنصطدم برفض رقابي للعرض ما زال مستمراً حتى الآن، نأمل أن يواكب الإعلام المحلي التغييرات الكبيرة الحاصلة في المجتمع السوري بنيوياً وفكرياً، وأن يستوعب الاختلاف والفن المختلف لنتمكن من العرض في النهاية.

< وبخصوص التمويل هل بدأت جهات إنتاجية مهمة تؤمن بضرورة المشاركة  في دعم هذا المشروع؟.

<< لا نخفي أنّنا ما زلنا نبحث عن دعم مادي للمشروع لكي يستمر، فالاعتماد على مساهمة موقع بوسطة الإنتاجية، وهو مشكور على شراكته في المشروع، والجهود الذاتية والتطوعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. نتأمل أن تلاقي جهودنا نتيجة ملموسة، وأن تتصدّى جهة ما لإنتاج هذه الفلاشات، أي أن نحصل على تمويل مستقر لضمان الاستمرار.

وسيم السيد مخرج فلاش سوري كتير قال: "المشروع مهم جداً بالنسبة لي لأنه يناقش انعكاسات الأحداث التي تشهدها البلاد على جميع أطياف الشعب السوري بعيداً عن التأطير أو النخبوية، وبعيداً عن الإتجار السياسي أو (التسخير من قبل طرف  ضد آخر).. هو للناس فقط. وهي التجربة الأولى لي على الانترنت، و أول مشروع للنت في سورية، لهذا الأمر كنا وما زلنا متحمسين  جداً لهذا المشروع الناجح الذي  استقطب الكثير من المشاهدين، وردات الفعل تؤكد ذلك، بالإضافة إلى المقالات والمواد الصحفية التي كُتبت، والمواقع الاكترونية التي تناولت الموضوع، إضافةً إلى انضمام نجوم سوريين راغبين بمشاركتنا هذا المشروع.

أما بشار سلمان مدير موقع بوسطة فقد قال إنهم ومنذ انطلاقة مشروعهم موقع بوسطة حاولوا الاستفادة من كل إمكانيات الفيديو عبر الشبكة العنكبوتية "إيقاناً منا بأهمية "النيو ميديا" أو الإعلام الجديد الذي يتجه إلى احتلال الموقع الأبرز في عصرنا الحالي،ومع انطلاق الأحداث المؤلمة التي تشهدها سورية، تبلورت فكرة فلاش سوري كتير".

وإذا كانت المهمة الأساسية في اللوحات هي الالتقاطة السريعة المناسبة، وعندما تتم الالتقاطة يتبقّى عملية تكثيفها ضمن الإطار البصري المناسب تتم بالاتفاق مع بقية الشركاء في المشروع لتغدو شخصيات فلاش سوري كتير شخصيات حياتية من لحم ودم كما يقول الفنان حسام جليلاتي: "ولأن مشروعنا يتحدث عن المرحلة الحالية، اعتمدنا في أداء معظم الشخصيات على الأداء الواقعي والحياتي بشكل أدق لتكون قريبة من الناس، وابتعدنا عن الشخصيات النمطية، لتمثل شخصياتنا جميع الشرائح في المجتمع من  النخبوي للشعبي".

في حين قال الفنان  وئام اسماعيل أنهم من خلال ما يقدمونه من شخصيات لا يسعون إلى استعراض قدراتهم التمثيلية بل يكون جل تركيزهم على إيصال الفكرة ومضمون اللوحة بالدرجة.

وبانتظار أن تتبلور هذه التجربة الجديدة والجريئة، بدخول شركات إنتاجية درامية على الخط سنبقى نتابع تطورات هذه التجربة الشبابية من خلال الشبكة العنكبوتية عبر الموقع الممول لهذا المشروع  "بوسطة" ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، واليوتيوب.