2012/07/04

فيلم القاهرون قَهَر سميرة توفيق وفهد بلان وقَهَر فاروق عجرمة
فيلم القاهرون قَهَر سميرة توفيق وفهد بلان وقَهَر فاروق عجرمة

فيلم القاهرون قَهَر سميرة توفيق وفهد بلان وقَهَر فاروق عجرمة والمنتج يشد شعره والخوف عليه من الذبحة القلبية   قبل عرض فيلم (القاهرون) في بيروت رجانا أبو عبد الله فواز موزع الفيلم المذكور لأنه موزعه، وقد دفع ما يزيد على الثلاثمائة ألف ليرة لتوزيعه، ولأن مهاجمته في هذه المجلة معناها القضاء عليه بتاتاَ.. فوعدناه بذلك لأنه عزيز علينا ولأنه موزع ذو أخلاق عالية وقد ضحى فعلاً في سبيل صناعة السينما اللبنانية ولكن حظه كان سيئاً لأنه تعامل مع سميرة توفيق ومعها النحس سيد المغربي فنحس سيد الاثنين معاً لتكبد أبو عبد الله الخسائر في الأفلام التي أنتجها لها وأقسم على ألا يتعامل معها حتى لو دفعت له هي أجراً عن الاشتراك بدورها... وقبل عرض الفيلم أيضاً رجتنا سميرة عدم مهاجمة الفيلم لأن فشله معناه فشل آخر حظ لها.. وبالرغم من أن سميرة تصرفت تصرفاً غير لائق معنا وتنكرت للثمانية عشرة عاماً التي ساعدناها خلالها مساعدة لولاها لما وصلت إلى ما وصلت إليه من شهرة.. بالرغم من كل ما فعلت وعدناها خيراً.. وعرض فيلم القاهرون في سينما دنيا ببيروت وهي من أفخم دور العرض.. ماذا كانت النتيجة؟ فشل مخيف لم يسبقه فشل أي فيلم سخيف من قبل.. بعد أقل من أسبوع طلب مدير السينما من منتج الفيلم السيد ادمون نحاس إبدال فيلم (القاهرون) بفيلم آخر بالرغم من أن المنتج مستأجر الصالة لثلاثة أسابيع.. وبالرغم من الدعاية الطنانة الرنانة التي قد سبقت الفيلم خاصة المقابلة التلفزيونية حيث قال فريد جبر بأن هذا الفيلم أضخم فيلم عربي.. بعد ثمانية أيام من عرض فيلم (القاهرون) ألصقت إعلانات على جدران العاصمة تقول أن فيلم (المماليك) سيحل محله.. ياللبهدلة.. يالشرشحة الأفلام اللبنانية... يالفشل سميرة توفيق وفهد بلان! يا... مدير!! ومع هذا ما زالت سميرة تطلب خمساً وعشرين ألف ليرة عن أجرها في الفيلم الواحد.. والمنتجون هربوا.. تفرقوا.. وبقيت سميرة وحدها.. وليس أصعب على الفنان من الفشل.. الفشل الذريع.. ليش أصعب عليه من أن يجد نفسه وقد تحول المعجبون والمعجبات به إلى غيره.. وقيل أن سيد المغربي النحس الذي ما زال ملاصقاً لسميرة.. وما زالت تحتضنه.. سيد فاوض أبو عبد الله فواز على أن ينتج فيلماً وتدخل سميرة معه شريكة، فأجابه أبو عبد الله: لقد شكرت الله لأنني تخلصت منكما فلماذا تريد أن تكبدني الزيادة في الخسائر؟! وكان من الطبيعي أن يرفض أبو عبد الله أي عرض مهما كان مغرياً. دلونا على فيلم اشتركت فيه سميرة توفيق ونجح؟ ليس هناك فيلم لها فيه قصة جيدة. أو حوار نظيف.. أو تمثيل ناجح.. أو إخراج يغطي على فشل الثلاثة الذين ذكرنا؟ ومع هذا تصر سميرة على التدخل في القصة والحوار والسيناريو والإخراج.. الغرور كان من الأسباب التي قضت على شهرة سميرة توفيق.. والتنكر للجميل من الأسباب الرئيسية أيضاَ.. وفيلم (القاهرون) عرض في سوريا فلاقى فشلاً أكثر من فشله في بيروت مع العلم أن الموزع استأجر السينما لمدة سبعة أسابيع.. ما رأي سميرة وفهد لو نذكر لهما القصة الكاملة في العدد القادم وننشر الغسيل على السطوح؟!

بعدما كان المنتجون يبحثون عن سميرة توفيق ويتسابقون للتعاقد معها اصبحت تبحث عنهم دون جدوى ..وتستغيث ولا من مجيب ..الدنيا دولاب يوم معك ويوم عليك ولكن سميرة لم تحسب أي حساب للأيام المظلمة التي أطلت عليها بشل مخيف..كما وإنها تنكرت للذين أوجدوا لها الشهرة..والآتي أصعب.
المضحك هو أن بينما كان مدير سينما دنيا يتصل بمنتج الفيلم «القاهرون» ويطلب إليه أن يستبدل الفيلم المذكور الفاشل بفيلم المماليك كان فهد بلان مجتمعاً بالموسيقار عبد الوهاب, ويقول له إن بطاقات فيلم القاهرون تباع بالسوق السوداء ظناً منه أن عبد الوهاب لا تصله الأخبار الصحيحة.

                                      مجلة السينما والعجائب نيسان 1966.