2012/07/04

في  أول  عرض  عالمي  لفيلم  (الأميرة والضفدع)..دار الأوبرا تحتضن  الأطفال  فاقدي الرعاية الأسرية وذوي الإعاقات
في أول عرض عالمي لفيلم (الأميرة والضفدع)..دار الأوبرا تحتضن الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وذوي الإعاقات

دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الأربعاء 16 كانون الأول 2009
فاتنة شامي
برعاية الهيئة السورية لشؤون الأسرة وبالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون ومؤسسة آمال وشركة إعمار أتيح لـ نحو ألف طفل وطفلة من ذوي الاعاقة والأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وغيرهم من أطفال سورية مشاهدة فيلم (الأميرة والضفدع) في أول عرض عالمي له على مسرح دار الأوبرا في دمشق. «الأميرة الضفدعة» رواية شهيرة للكاتب ا.د بيكر المقتبسة عن قصة الأخوين غريم «الأمير الضفدع» التي تدور أحداثها عن الأمير الذي حولته الساحرة إلى ضفدع وينتظر الأميرة لتقبيله حتى يعود لصورته الإنسانية مرة أخرى، أما «الأميرة والضفدع» لموسم العطلة فهي معالجة جديدة لقصة الأخوين غريم وبرؤية والت ديزني تنقلب الحكاية ويقع الأمير تحت سحر مشعوذ يحوله إلى ضفدع.. يعتقد الأمير أن عليه تقبيل أميرة حسناء (كما الرواية) لإزالة السحر لكن الأمور لاتسير حسب اعتقاده. ‏ الرؤية الجديدة

 

يبدأ الفيلم بخلفية صاخبة من موسيقا الجاز ونرى الصغيرة تيانا مع والديها تتمنى أمنية من نجمة السماء ووالدها يذكرها بأن الأمنيات لاتتحقق إلا بالعمل، تكبر الفتاة وتعمل كنادلة وطاهية في أحد المطاعم وهي تحلم باليوم الذي تحقق فيه أمنيتها بأن يصبح لها مطعمها الخاص، وما إن يصل حلمها إلى التحقق يتم اقناعها بأن تقبل ضفدعاً، هو في حقيقة الأمر أمير، لكن السحر ينقلب عليها وتتحول هي الأخرى إلى ضفدعة ليبدأا معاً رحلة مغامرات وتشويق مليئة بالضحك والموسيقا في البحث عن وسيلة للتخلص من تلك اللعنة والعودة بشراً من جديد، وتسير الأحداث بالصعود إلى أقصى درجات المرح والخيال (الأميرة تيانا والأمير نافين) في مغامرة مثيرة قاصدين العرابة الطيبة ماما أودي لتعيدهما بشراً بمساعدة مجموعة مرحة من الأصدقاء. ‏ الأحداث.. ‏ بدئ العمل في آذار 2007 حيث عادت شركة ديزني لاند فيه إلى الأعمال ثنائية الأبعاد الكلاسيكية متجاهلة تقنيات الكومبيوتر التي كادت تمحو ذكرى هذا الفن الجميل مع شخصية جديدة تضاف لقائمة أميرات ديزني تدور أحداث الفيلم في عشرينيات القرن الماضي في مقاطعة نيو أور لينز الأمريكية، الفيلم دعم معنوي من الشركة للمقاطعة التي ضربها إعصار شهير إضافة إلى أن منتجي الفيلم اختاروا أن تقع الأحداث في منطقة معروفة بماضيها الملون وتاريخها الموسيقي العميق كونها منبع موسيقا الجاز في أمريكا. ‏ الشخصيات ‏ «تيانا» أميرة أفرو أمريكية تحمل خصائص السيدات الأمريكيات شخصيتها قوية ومستقلة، وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ ديزني التي تقدم فيها أميرة من أصل افريقي في بطولة فيلم رسوم متحركة.. شخصية مرسومة باليد تذكرنا بشخصيات ديزني الكلاسيكية منها: «ياسمين العربية، ومولان الآسيوية الصينية، وبوكاها نتوس الفتاة الهندية، سنو وايت، سندريلا..» ‏ أما البطل فهو «نافين» الأمير المسحور ثم المشعوذ الذي يحاول مع ظله نشر الظلام والشر قدر الإمكان والعرّابة الطيبة التي تبلغ من العمر 200 عام وهي كفيفة لكنها تملك الكثير من الحكمة والمعرفة مع ثعبانها الوفي جوجو، اليراعة المضيئة التي تبحث عن الجانب المشرق في الحياة، لويس التمساح ذو القلب الطيب عازف الجاز، البارون وابنته المدللة شارلوت.. ‏ الرسالة ‏ من خلال حديث العرافة الطيبة للأميرة تيانا «ليس مهما ما وراء الجلد بل ماهو داخل الجلد» يقدم الفيلم رسالة واضحة، أيضاً عبر اتخاذه لبعض الشخصيات السمراء من أصل إفريقي أبطالاً للفيلم، كما يطرح الكثير من القيم المؤثرة مثل أهمية العمل الجاد لتحقيق الأحلام والآمال، تأكيد معنى الصداقة، وأن الارادة والتصميم يصنعان المستحيل.. ‏ أهمية الفيلم ‏ مايشكل أهمية الفيلم ليس فقط عودة الرسم اليدوي وإنما تقديمه لأول مرة أميرة افريقية سمراء البشرة لتصبح رسمياً فرداً جديداً ضمن مجموعة أميرات ديزني، رشح الفيلم ثمانية ترشيحات في مهرجان آنى السنوي، يجمع الفيلم القدرات الإخراجية المتميزة لكل من جون ماسكر ورون كليمنتس اللذين قاما بإخراج فيلم «حورية البحر»، أما الأغاني والموسيقا التصويرية من تأليف راندي نيومان الحائز على الأوسكار وهي تتنوع بين موسيقا الجاز والبلوز والجوسيل، وأغنيات الفيلم منوعة في موضوعاتها منها: الأغنية المنفردة التي تغنيها البطلة متحدثة عن أحلامها، والأغنية المسرحية الخاصة بالشرير تحتوي على حوار غنائي، والأغنية المرحة التي تجمع شخصيات الفيلم في جو احتفالي مرح، الأغنية الظريفة للساحرة الطيبة حيث اعتمد الجو الغنائي على الثقافة الموسيقية لمقاطعة أورلينز... ‏ أوبرا دمشق ‏ قبيل الفيلم تحدثت د. انصاف الحمد رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة لـ «تشرين» مبينة أن أهمية هذا العرض تأتي كونه العرض الأول في دار أوبرا دمشق بكل رمزيتها ومكانتها في انتظار عالمي لعرضه في صالات السينما وإتاحة الفرصة لكل الأطفال الذين لا تتاح لهم إمكانية المشاهدة السينمائية، ويعانون صعوبات من ارتياد دور السينما كالأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وذوي الإعاقات بحيث تبقى ذكرى دائمة مميزة في حياتهم. وحول أهمية السينما للأطفال أكدت د. الحمد أن السينما توسع أفق وخيال الطفل، وتنمي مقدراته الإبداعية بما تتضمنه من عناصر جذب وتشويق للصورة والصوت والألوان وعناصر الفرجة إضافة إلى أهمية الحضور إلى دار السينما ورؤية الشاشة الكبيرة. ‏ ‏