2012/07/04

في ظل الغائب... الكينغ... جنود الله..خطط غير واضحة والأسباب مبهمة.
في ظل الغائب... الكينغ... جنود الله..خطط غير واضحة والأسباب مبهمة.

غيث حمور - القنديل

على ما يبدو أن خطط المخرج السوري الكبير نجدت أنزور للموسم القادم لم تتضح حتى الآن، فالتقارير الصحفية منذ انتهاء الموسم المنصرم في مختلف الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية جاءت متناقضة وغير واضحة المعالم فيما يتعلق بخطط (أنزور).

جنود الله

البداية كانت مع إعلان (أنزور) أنه بصدد تحويل رواية (جنود الله) للكاتب السوري المرموق فوّاز حدّاد إلى مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، وأكّد في أكثر من مرة أنه بصدد الحصول على تمويل مالي كبير، وأنه سيستقدم ممثلين من هوليوود على مستوى عالٍ للمشاركة في العمل، هذا الإعلان قوبل بالعديد من التحاليل الصحفية المؤيدة والمعارضة للمشروع ولكن أنزور أكّد أنه لن يتخلى عن المشروع بغض النظر عن الظروف والانتقادات.

في ظل الغائب

مع اعتذار المخرجة رشا شربتجي عن إخراج مسلسل (في ظل الغائب) الذي يدور حول سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، أخذ اسم (أنزور) يطفو على السطح، في مهمة إخراج العمل، لتأتي التأكيدات مباشرة من مكتب المنتج والممثل (فراس إبراهيم) بالاتفاق مع أنزور على إخراج العمل، وبالمقابل استمرت التأكيدات من طرف أنزور على أن مشروع (جنود الله) قائم بعد انتهائه من (في ظل الغائب).

الكينغ

انطلق تصوير مسلسل (في ظل الغائب) قبل فترة قصيرة رغم الحادث المروع الذي تعرض له المنتج فراس إبراهيم والموسيقي مرسيل خليفة، ومع انطلاق التصوير، جاءت التقارير الصحفية مؤكدةً أن (أنزور) بصدد التحضير لمسلسل بعنوان (الكينغ) يدور حول مروجي المخدرات، وأن المؤلفة هي الدكتورة هالة دياب وبطولة العمل ستكون لمصطفى الخاني، ليجتمع الثلاثة مرة أخرى بعد مسلسل (ما ملكت أيمانكم) الذي قدّم في الموسم الماضي، هذا الإعلان وضع مصير (جنود الله) في حكم المنتهي.

ثلاثة أعمال!

خطط أنزرو مازالت غير واضحة، فالمسلسل الذي بدأ بتصويره (في ظل الغائب) يبقى اكتماله مرهوناً بشفاء الممثل (فراس إبراهيم) الممثل الرئيسي للعمل والذي سيجسد شخصية درويش، والذي أكّدت التقارير الطبية على أن عودته لن تكون قبل شهرين وهذا ما سيضع (أنزور) في مأزق كبير، فقد يحتاج لوقت طويل للانتهاء من تصوير العمل مما سيؤخر انطلاق تصوير العمل الآخر بغض النظر عن عنوانه إن كان (الكينغ) أو (جنود الله).

بين (الكينغ) و(جنود الله)

المشروع الثاني الذي سيوقع عليه أنزور في الموسم القادم مازال غير معروف حتى الآن، ففي ما يخص (جنود الله) لم يصدر أي تصريح من (أنزور) أو مكتبه حول تخليه عن المشروع أو الاستمرار به حتى لحظة كتابة هذه السطور، وعلى الجانب الآخر فإن مشروع (الكينغ) لم يبت به أيضاً فمازالت حتى الآن مجرد تقارير صحفية، وتأكيدات على اتفاقات مبدئية لم تتحول إلى عقود، فالممثل مصطفى الخاني أكّد لـ(القنديل) أنه وافق بشكل مبدأي على تقديم شخصية الكينغ فيما لم يوقع حتى الآن على عقد العمل، وبالمقابل أكّد الروائي عبد الناصر العايد المكلف بكتابة سيناريو (جنود الله) أكّد لـ(القنديل) أنه لن يستمر في المشروع وأنه لم يسمع أي شيء من أنزور أو مكتبه، وبناءً على ذلك يبدو أن المشروع الثاني لأنزور لم تتضح معالمه حتى الآن والأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.

جنود الله والظلم

تردد أنزور أو عدم استقراره على ما سيقدمه أوقع الظلم بشكل كبير على رواية (جنود الله) لفوّاز حدّاد، فالرواية المرشحة للفوز بجائزة البوكر كما يرى النقاد، حيث لاقت إعجابهم ومنهم من رآها في القائمة القصيرة للبوكر -قائمة الستة- ومنهم من رأى أنها المرشحة الأبرز للفوز بالجائزة، تعرضت لظلم كبير من قبل (أنزور) فإعلانه عن نيته تحويل الرواية إلى مسلسل لاقى استحسان الكثير من النقاد والمتابعين، ولكن مع تردده الحالي حجب الاستفادة من هذه الرواية من قبل الآخرين، حيث علمت (القنديل) أن مخرجاً آخر كان مهتماً بالرواية ويسعى للحصول عليها ولكنه تراجع بعد إعلان أنزور نيته إخراجها، وهو أمر يسجل على أنزور في حال كان الخبر الذي تناقلته بعض المنابر بتخليه عن الرواية صحيح، والتي أرجعت سبب هذا التخلي لعدم قدرته على الحصول على التمويل المناسب للرواية وهو أمر غير منطقي وغير مقبول، خاصة بما يملكه أنزور من إمكانيات من جهة، وبما يملكه من علاقات من جهة أخرى، ولتبنيه الرواية بشكل كبير من جهة ثالثة، فضلاً عن اقتران هذا المشروع بعمليه السابقين اللذين قدمهما عن الإرهاب والإسلام السياسي، وهما (الحور العين، ما ملكت أيمانكم) والذي اعتبره الكثيرون تكملة للثلاثية وتأكيداً على النهج الذي يتخذه أنزور.

أخيراً

لا شك أن أنزور مخرج مرموق وذو تاريخ كبير على مستوى الدراما السورية، وقدّم العديد من الأعمال الهامة منها (حور العين، سقف العالم، رجال الحسم، ما ملكت أيمانكم، ذاكرة الجسد) وغيرها الكثير من الأعمال الهامة، ولكن التردد الحالي والصمت الغريب الذي يأتي من مكتبه يدعو للتساؤل، هل يملك أنزور خطة واضحة؟، أم أنه يترك خططه للظروف؟، أم أن هناك أموراً أخرى خافية على المتابعين والنقاد تتحكم بخياراته؟