2012/07/04

كارول سماحة: أصبحنا في عصر كيم كاردشيان السخيف ويقاس الفن بحجم "الأفخاذ" ومقاسات "الخصر"
كارول سماحة: أصبحنا في عصر كيم كاردشيان السخيف ويقاس الفن بحجم "الأفخاذ" ومقاسات "الخصر"


هدى قزي – مجلة الشبكة

رفضت، اعتذرت، قرأت فعادت عن قرارها. خاضت التجربة لتكتشف انها أمام تحدٍ وخطوة مجنونة قد تثبت حضورها كممثلة على الصعيد العربي. عانت، تحدّت، وقرّرت أن تخترق المجتمع وحدها، لتجد أن ما حققته أشبه بالمعجزة، والنجومية التي وصلت إليها على صعيد الغناء ما هي إلا عصارة جهدٍ وإيمان بأن حدودها السما...

بين 10 دولارات و3 مئة دولار لا فارق بالقيمة المادية فقط، إنما بالنسبة إلى النجمة كارول سماحة، قد يدل على فوارق في نفسيات بعض الفنانين الذين يعانون عقدة الـ"nouveaux riches" ويسعون الى إثبات أنفسهم في الفن من خلال أمور سخيفة وسطحية...

الشبكة: بداية، أبارك لك فوزك بـ"موركس دور" أفضل أغنية مصورة "خليك بحالك" التي تسلمها الفرنسي "تييري فيرن" مخرج العمل.

كارول: سعدت بالجائزة، وقد تسلمها تيري وزوجته اللذان وجِّهت إليهما الدعوة للمشاركة في الحفل وحضرا من فرنسا. لا أخفي أنني كنت أتوقع لهذا الفيديو كليب أن النجاح الكبير قبل طرحه، وحسب خبرتي المتواضعة، بت على دراية بما يمس الشعب العربي من موضوعات.

الشبكة: في حفل الموركس قالت زوجة فيرن، (وأعلم أنها صديقتك) عند استلام الجائزة، إنه عندما كنتما تخططان لفكرة أي عمل مصور أنت وزوجها، كانت تنظر إليكما بتعجب وتجد فيها جنوناً، في حين اتضح لها أنكما محقان في هذا الجنون.

كارول: (تضحك) نادين صديقتي منذ أيام الدراسة الجامعية، وهي من أهم العاملين في حقل الإنتاج في فرنسا، ولديها خبرة مهمة جداً في إنتاج الأعمال السينمائية والدعائية. فأنا وتييري فنانان ونحلم ونجنّ، في حين هي تسعى لإرجاعنا إلى أرض الواقع. وهذا الميزان في ما بيننا نحن الثلاثة يحقّق تلك النتائج الناجحة. مع خبرتي الحالية، "صرت جنّ بس أعمل توازن لجنوني".

الشبكة: من المعروف أنّ الفنانين المبدعين هم أكثر من في أعمالهم جنون...

كارول: أصبتِ. الفنّ يحتاج إلى نفحة من الجنون، ولكنّ الجنون الذي فيه حكمة لأنّ ثمة جنوناً قد يقود الفنان إلى الفشل والتهور في تصرفاته وما يدفع الناس إلى النفور منه. باختصار، الفن بحاجة إلى الجنون العاقل.

الشبكة: مسلسل "الشحرورة" هل يعتبر خطوة مجنونة؟

كارول: (ضاحكة) جدّاً. وكثر قالوا لي لست مضطرة إلى الدخول في هذه المغامرة، وبإمكانك أن تقدمي دور بطولة غير مقيّد. بمعنى أنه حر وليس مقيداً بشخصية معروفة. من أصعب الأدوار التمثيلية هي السيرة الذاتية، فكيف بالحري إذا كانت تتناول شخصية لا تزال على قيد الحياة، وتحديداً كالسيدة صباح! فالصبوحة، ما شاء الله، لها إطلالات إعلامية لا تحصى، وأرشيفها حافل ويملأ الإنترنت بكل مراحل حياتها والحقب التي عاشتها. ولا بد من أن تكون المقارنة قاسية بين الواقع والتمثيل. (تستدرك): قبولي المشروع بحد ذاته جنون، ولكن، كما تعلمين، لدي إرادة قوية وطموحي كبير وأحب دائماً أن أتحدى نفسي...

الشبكة: طموحك السما...

كارول: أجل طموحي السما، وعشقي للتمثيل يجعلني أستمتع بأداء دور مماثل. لا تتوقعي كم استمتع بالتمثيل، ولكن في المقابل أجد أنه أصعب مشروع وأكثره إرهاقاً قدمته في حياتي، فنحن نصوّر على نحو مكثف ومتواصل منذ ستة أشهر وعلى مدى 12 إلى 13 ساعة يومياً، ومعظم المشاهد هي ضمن تصوير خارجي، ما يتطلب عناء مضاعفاً، ناهيكِ بتقلبات الطقس والحرارة.

الشبكة: يمكننا اعتبار انك اليوم في مرحلة إجراء الامتحانات ونتائجك تصدر مع حلول شهر رمضان الكريم. هل تتوقعين أن تكوني من المتفوقين؟

كارول: شاهدت أكثر من حلقة صورناها وخضعت للمونتاج، وأضيفت إليها الموسيقى التصويرية. صدقاً، هذا المسلسل عموماً وليس تحديداً عن دوري فيه، هو إنتاجياً وكصورة وتقنية وإضاءة وأزياء ونصّ وكتابة ونوعية ممثلين وأدائهم... سيكون صورة مختلفة عن كل ما شاهدته من الدراما العربية ويقدم هدية جديدة ويشكل نقلة نوعية فيها، بصرف النظر عن الدور الذي سأؤديه، واترك الحكم عليه للمشاهد عند عرضه. كنت مصرّة على اختيار محمد يحيى لتنفيذ الموسيقى التصويرية الخاصة. هذا الملحن الذي تعاونت معه في ألبوماتي.

الشبكة: قلت إن مسلسل "الشحرورة" هو أصعب مشروع وأكثره إرهاقاً قمت به. هل قلت يوماً في نفسك ليتني لم أوافق عليه؟

كارول: رفضت بداية هذا الدور واعتذرت عن أدائه بعدما عرضه عليّ الاستاذ صادق الصباح، ولا سيما عندما شعرت بأن ما من وجه تشابه يجمعني بالصبوحة لا شكلاً ولا شخصية. (تستدرك) اعني بذلك أنها إذا كانت إنسانة طيبة، فأنا لست كذلك، إنما ما قصدته هو أنّ الصبوحة تحب مثلاً الحياة الاجتماعية الصاخبة، في حين أميل بشخصيتي إلى الخصوصية والهدوء. هي مثلاً تهتم كثيراً بالحياة الاجتماعية والمحيط الخارجي، في حين أميل إلى العائلة والأصدقاء المقرّبين والأهل...

الشبكة: ومن سمات السيدة صباح أنها تثق بالآخرين بسهولة...

كارول: بينما الأمر مختلف بالنسبة إليّ، فأنا لا أثق بالآخرين بسهولة... ولكن بعد إصرار المنتج. (مستطردة) وللمناسبة، أشكر للسيد صادق الصباح عناده لقبولي الدور، وهذا ما دفعني إلى إعادة النظر في قراري والعودة عنه، وخصوصاً بعدما قرأت خلاصة القصة وعشقتها بأحداثها الفنية، فوجدت أننا جميعنا قد نتشابه في وجعنا، وعندما نفشل في علاقة حب أو عندما لا يفهمنا الآخرون أو في وحدتنا احياناً، وثمة تشابه أيضاً في وضعنا كفنانات، فهي أيضاً صنعت نفسها بنفسها، وتلك حالي لأنني صنعت نفسي بنفسي ولم يدعمني أحد لا والدي ولا شقيقي ولا أي ممول. "ما بحياتو كان حدا ورايي". اعتبرت أنّ ما أُسند إليّ سيكون بمثابة مغامرة لإثبات نفسي كممثلة في العالم العربي، ومنذ سنوات وأنا انتظر فرصة مماثلة لإثبات نفسي كممثلة عربياً، لأنكم في لبنان تعرفون قدراتي في التمثيل. وبصراحة، هذا ما جعلني أقبل الدور. (تستدرك): هنالك منتجان في العالم العربي، كان بالإمكان أن أتفق وأتعاون معهما لأنهما فعلاً يهتمان بالفن كفن، هما أنطوان شويري (رحمه الله)، وصادق الصباح، وهما يتمتعان بالذكاء ويقدران الفن الحقيقي ويحبان لبنان.

الشبكة: اعتبر الفنان مروان خوري أنك تنجحين عندما تمثلين في أغانيك المصورة، وهذا ما كان الدافع وراء نجاح "خليك بحالك" لأنك كنت مغنية وممثلة في آن واحد، فوصل العمل إلى الناس، وطالبك بالاستمرار في هذا النهج.


كارول: وأذكر أيضاً أن الفنانة ماجدة الرومي اتصلت بي وهنأتني بالعمل وأعربت عن مدى إعجابها به، وطلبت مني ما طالبني به مروان، أي أن أجمع بين الغناء والتمثيل، وقالت إنّني الوحيدة التي اقوم بالمهمتين بالمستوى نفسه من الموهبة والاحتراف، وهذا ما نفتقده في العالم العربي... وألاحظ أنني مطالّبة بالموضوع من فنانين كثيرين ولا سيّما من أصحاب الذوق الرفيع. مع الإشارة إلى أنني لست نادمة على ما قدمته من قبل لأنني كنت بحاجة إلى إثبات نفسي كمطربة من خلال أغانيّ، وفضّلت بدايةً أن أفصل بين مجالي التمثيل والغناء. لأنه، كما تعلمين، بدأت سابقاً في المسرح الدرامي، وفي التلفزيون اللبناني، وقدمت أكثر من عملٍ، ولكي أنتقل إلى صورة المطربة، كان لا بد من أخذ استراحة من التمثيل في محاولة لحث الناس على نسيان صورتي كممثلة وأن يصدقوني كمطربة. أعتقد أن خياري كان صحيحاً وصائباً، وقصدت في "خليك بحالك" أن تكون عودة إلى الكليبات التي تتطلب تمثيلاً.

الشبكة: وفي المرحلة المقبلة سنشهد لك توقيعاً ككتابة أغانيك...

كارول: صحيح، وستكون معظم أغاني ألبومي المقبل من كلماتي. لا أفرض نفسي شاعرة، ولكن أشعر بأن لي رؤية خاصة عن الحياة أحب أن أوصلها من خلال أغانيّ...

الشبكة: كما لك رؤية مختلفة عن المرأة، وربما هي تلك التي ظهرت في "خليك بحالك"، وتمثل المرأة التي تثور عندما تتعرض للخيانة ولا ترضخ للواقع، بل قد ترمي المحبس في وجه زوجها.

كارول: عزة نفسي فوق كل اعتبار، وهي تغلب دائماً، بمعنى أنني لا أذلّ نفسي إذا كنت مغرمة. (تستدرك): علماً أنني أشعر بالألم، لأنني امرأة غنية عاطفياً وحساسة جداً ورومنسية خلافاً لما قد تظهر عليه شخصيتي فأبدو قوية جداً... من هذا المنطلق، وبما أنني كذلك وبهذه المواصفات، لا أسمح لأي شخص أن يمسّ كرامتي، ومتى غدر بي أدير له ظهري وأتركه وامشي في سبيلي رافضة ان أسامحه على خيانته، لأن الغدر، في رأيي، من أبشع الصفات في الحياة... لذلك أؤكد أن الفيديو كليب هذا يشبهني، وفي الأغاني المصورة المقبلة سأجمع التمثيل والغناء معاً، وأعمل على الموضوعات الإنسانية.

الشبكة: مهرجانات بعلبك، في رأيك، متى يحين الوقت لتقفي على مسرحها؟


كارول: وقفت سابقاً على خشبة مسرح بعلبك وفي مهرجانات جبيل من خلال مسرحيات غنائية قدمتها. أذكر أنني في بعلبك كنت مع فرقة كركلا في مسرحيتها الغنائية "إمارة من هالزمان"، وفي المرة الثانية وقفت في مسرحية "المتنبي"... لذلك تلك المهرجانات لم تعد هدفاً اضعه نصب عينيّ، إنما في بالي أهداف أخرى أودّ تحقيقها، علماً أنني لا أنكر مدى أهمية المشاركة في مهرجانات مماثلة... ومجرّد الوقوف في مهرجان بحجم "موازين" هو أمر مهم جداً لأنه مهرجان عالمي، و"جرش" أيضاً... (تستطرد): حتى لو أردت الوقوف في بعلبك أو جبيل لاحقاً، سيكون ذلك ضمن مشهدية استعراضية معيّنة بعيداً عن الكلاسيكية. هدفي أن اقدّم شكلاً جديداً للأغنية، وإن شاء الله بعد الانتهاء من مسلسل "الشحرورة" ستكون لي نقلة نوعية في مسيرتي، وثمة خطوات جديدة سأبدأ بتنفيذها، أفضّل التكتم عليها حالياً ريثما تكتمل.

الشبكة: المجد الذي يُحكى عنه وعاشه كبار الفنانين في الزمن الجميل. في رأيك، هل هو نفسه الذي يعيشه الفنانون اليوم أم اختلفت المعايير؟

كارول: بالطبع اختلفت المعايير، وللأسف، أصبحنا في عصر كيم كاردشيان السخيف، ويقاس الفن بحسب حجم الأفخاذ "ومين زندا أرفع من التاني"، وبمقاسات الخصر، وتحصل المقارنة بين "الفنانات"، علماً أنه لا يصح تسميتهن كذلك. فعندما ينصب اهتمام الإعلام الأميركي على مراقبة متى يسقط "مايوه" كيم كاردشيان عن صدرها، وهي امرأة فارغة لا يهمها إلا التسوّق، وملايين المعجبين يترقبون خطواتها على الإنترنت. شعرت وسط كل ذلك بأننا اصبحنا في عصر السخافة لا في عصر الموهبة. اليوم، للأسف، بتنا نشهد حتى فتيات لا يمتلكن الجمال ولا حتى الصوت ويخضن غمار الغناء. يكفي أن يكون خلفهن إعلام أو تمويل... أصبحنا في عصر استهلاكي سخيف. وللأسف، في عالمنا العربي دائماً نقلّد الخارج بطريقة غبية. ليتنا نقلّده بإنجازاته كالصعود الى القمر...

الشبكة: (أمازحها) على كل نحن حققنا هذا الإنجاز، إذ كما تعلمين فإن الكثير من الفنانين وصلوا إلى القمر...

كارول: أحسنتِ! (تضحك): تقصدين انهم يعيشون هذه الحالة! في رأيي، يتحمل الإعلام نسبة 70 إلى 80 في المئة من مسؤولية سخافة العصر، لأنكم قد تقدّرون اشخاصاً لا يستحقون أي تقدير. في انتظارنا مستقبلاً عصر أكثر سخافة من الذي نعيشه.

الشبكة: في حديثنا عن الصورة، لا يمكننا أن نتجاهل ايضاً أنك اهتممت بمظهرك الخارجي.

كارول: صحيح، لكن لم يكن هدفي بعد كل حفلٍ لي أن أعلن عن ماركة ثوبي وأزيائي، وإن كنت سافرت الى ايطاليا لأشتريه، وكم دفعت ثمنه... (وتبدو مستفزة): ما عم بفهم هالموضوع! ما تحصيل حاصل إنو الفنان يلبس "signé"، فلماذا التفاخر والمجاهرة بهذا الموضوع السخيف؟! (وتعلو وتيرة صوتها) يا عمي عيب! وهذا يدل على أن الفنان مش شبعان ومش شايف شي بحياتو وفجأة شاف الدني... الفنان الحقيقي لا وقت لديه لتخصيصه لموضوعات بهذه السخافة والسطحية... وثمة نفسيات مريضة لدى عدد من الفنانين أشبه بالـ"nouveaux riches" (تقصد من ينتقلون بسرعة من الفقر الى الثراء الفاحش)...

الشبكة: ربما في اعتقاد بعضهن انهن إذا ارتدين ماركة معينة قد تصبح "ماركة مسجلة فنياً"...

كارول: (وتثور مجدداً) ما فرقاني معي! شخصياً قد أرتدي بنطلون جينز بـ10 دولارات ويبدو عليّ رائعاً جداً، كما لا يبدو عليّ آخر اشتريته بـ300 دولار.

الشبكة: أويعقل ان تطلّي على المسرح بجينز قيمته 10 دولارات؟

كارول: لا فرق عندي، طالما أنه يليق بي. لا اخفي أنني قد أزور اسواقاً اوروبية، لكنني لا أجاهر بهذا الموضوع، "فتحصيل حاصل إنو الفنانة تصرف على تيابا"...

الشبكة: حنينك للزمن الجميل ربما هو الذي دفعك ايضاً لتختاري اغاني للعمالقة وتعيدي تسجيلها بصوتك، التي ستكون ضمن ألبوم يحمل عنوان "أغاني زمان"، ويتضمن أغاني لوردة وجورج وسوف وزكي ناصيف وعبد الحليم وغيرهم. بعضهم يرى في هذه الخطوة إما نوعاً من الادّخار أو عدم اقتناع بما يقدّم من ألحان أو... ما كان دافعك؟

كارول: لطالما كان حلمي منذ صغري وانا استمع إلى أغاني للعمالقة أن أغنّيها بصوتي. هذه الخطوة هي جزء من أحلام الصغار. كنت أغنّي للسيدة سلوى القطريب، وزكي ناصيف. وأسأل: هل إن باربره سترايسند وغيرها من الفنانين الأميركيين عندما أعادوا تسجيل أغاني قديمة بأصواتهم، ارادوا من ذلك الادّخار؟ أم لعدم إيجاد ما يقنعهم؟ بالطبع، لا هذا ولا ذاك هو السبب. وإنما لأن الأغاني القديمة يجب أن تحيا وتخلد ولا سيما في ذاكرة الجيل الجديد الذي قد تغيب عنه تلك الأعمال. تصوري مثلاً أن ثمة معجبين لي على الإنترنت في سن صغيرة يخالون أن أغنية "خدني معك" هي أغنية جديدة لي. مش حرام تموت هالأغاني وما يتعرف عليا الجيل الجديد! في رأيي، الفنان الذي يقوم بخطوة تجديد أغانٍ قديمة بصورة لائقة بصوته يجب أن يشكر عليها.

الشبكة: تقولين إنك تنتجين لنفسك لأنك فنانة لديها كرامة. هل يعني ذلك أن شركات الإنتاج اليوم اصبحت تمس كرامة الفنان عندما تتعاون معه؟

كارول: لمجرد أن يكون لديك طلب من شركتك وعليك أن تطارديها وتلاحقيها وتتصلي بها عشرات المرات لتلبي متوجباتها تجاهك، وهذا ما ألحظه من خلال الزملاء، وذلك في سبيل طرح عملك في الوقت المناسب. أولا تسمين ذلك ذلاً؟ بلى، بالنسبة إليّ هو ذل، وأنا أرفض أن أضع نفسي في موقفٍ مماثل وأنتظر دوري... لا أنفي أنني أتكبد مبالغ طائلة لإنتاج ألبوماتي من تعبي وحفلاتي، وهذا أمر مكلف. وأنا حالياً مطربة وممثلة ومنتجة، وهذا أمر شاق، لكن في ظل عدم وجود ظروف إنتاجية ملائمة، أفضّل أن أنتج اعمالي بنفسي ريثما يتحسن الوضع.

الشبكة: وعملاً بمبدأ "القرار لي"؟

كارول: لا لست كذلك، لطالما تمنيت أن اجد الشخص الذي القي همومي عليه، يتولى عنّي المسؤولية ويؤدي دور القائد وأنا أتبعه... لكن الله ارادني أن اتحمل مسؤولية نفسي بنفسي. حتى عندما كنت في سنتي الجامعية الأخيرة، توفي والدي، فاضطررت إلى العمل في المسرح الدرامي لأجني المال وأدفع قسط الجامعة. عانيت كثيراً، لذلك أقول بثقة صنعت نفسي بنفسي لأنها الحقيقة. صحيح أن أهلي كانوا من المشجعين للفن، لكن لم يكن لهم علاقة بي، ولم يكن باستطاعتهم مساعدتي مادياً، ولم يكن والدي مدير أعمالي... أنا بنت اخترقت المجتمع وحدي. (سائلة): "وين في شخص بالعالم صار مطرب بدون معاون أو شركة تبنتو"؟ أحياناً أنظر إلى نفسي وأقول: فعلاً، إن ما حققته ووصلت اليه أشبه بالمعجزة. (تستدرك): لا يمكنني ان انكر وجود اشخاص حولي، منهم على سبيل المثال ماريو مدير أعمالي على الصعيدين المعنوي والإداري، فهو ينظم أعمالي ويحسن توجيهها، فضلاً عن غيره ممن يحوطون بي... ولكن عندما نتحدث عن تعاون يتبادر إلى ذهننا الشق المادي كتمويل. وفي النهاية، هذا كان خياري، ولا سيما أن شخصيتي ليست بالسهلة، لي كرامتي وعزة نفسي، ولا يسعني ان "أمسّح جوخ" في سبيل الوصول، وأفضّل ان ابقى وحيدة على أن افعل ذلك.

الشبكة: قلت للشاب المصري "يا بو دم حامي" في أغنيتك المهداة لمصر... في رأيك، أي مقولة تصح للبناني؟

كارول: (وتفكر قبل أن تجيب) ربما ما أقوله قد يزعّل اللبنانيين... ومع ذلك سأقول: ليت اللبنانيين يتمتعون كالمصريين بروح الاتحاد، لأن في الاتحاد قوة... فاللبناني طموح جداً، وذكي جداً وناجح، لكن في المقابل ثمة غيرة سائدة بين اللبنانيين ما يضعف عملهم معاً كفريق عمل واحد. اللبناني قوي على الصعيد الفردي، لذلك لا يسعنا الاتفاق على قرار واحد، فالأنا لدى اللبناني عالية جداً.

الشبكة: ربما السبب أن لكل منا شخصيته الخاصة والقوية...

كارول: كل لبناني بدو يكون زعيم وقائد ورئيس في كل المجالات، وحتى في الفن.