2015/03/28

كرم الشعراني
كرم الشعراني

الوطن - وسام حمود

يبهرك على خشبة المسرح، ويبدع على الشاشة الصغيرة، فنان شاب شامل يذهلك في كل أدواره، يعطي الشخصية التي يقدمها من روحه حتى تظن أنك أمام صاحب الحكاية بكل تفاصيلها، أثبت وجوده ببراعة على الساحة الفنية بزمن قصير من خلال موهبته التي كرسته لدى الجمهور، حين تلتقيه تشعر بأن بينك وبينه صداقة قديمة متواضع طيب ابتسامته تفتح طريقاً لفتح حوار عميق..

النجم كرم الشعراني، والحوار التالي مع الوطن.
 
لمحة عن كرم الشعراني وكيف كانت البداية؟
كرم الشعراني من مواليد مدينة السلمية.. تولد 1986 خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2011 البداية بالدراما كانت بعمل ساعات الجمر (الولادة من الخاصرة2) للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي وبقعة ضوء9 للمخرج عامر فهد. وفي السينما كانت من خلال فيلم (صديقي الأخير) للمخرج جود سعيد. أما في المسرح فمن خلال العرض المسرحي (هاملت) للمخرج عروة العربي.
 
بدأت في أدوار صغيرة هل الخريج مضطر للقبول بما يقدم له في بداية طريقه؟
الأدوار الصغيرة شيء ومضطر للقبول فيها شيء آخر. بدأت بأدوار صغيرة نعم ولكنها كانت تحتاج إلى ممثل للقيام بها ولم تكن أدواراً تمر مرور الكرام تحتاج لشخص يتقن الحفظ فقط... ففي (ساعات الجمر) شخصية (زياد) على الرغم من صغر مساحتها إلا أنها حققت وقعاً كبيراً لدى الشارع والعمل كان في عام 2011 ومازالت الشخصية لليوم تذكر أمامي ويقال لي (مو أنت بياع الغاز أو صبي السوبر ماركت بالولادة).. أما بقعة ضوء فالكل يعرف أنه ليس في العمل دور صغير ودور كبير.. إنما هي مقدرة ممثل على عمل شيء في مشهد أو مشهدين في اللوحة.. فكبار النجوم في سورية نراهم يظهرون بمشهد واحد خلال اللوحة..
اما مضطر.. فلا ليس الخريج مضطراً للقبول بأدوار صغيرة (خالية من أي قيمة فنية).
 
ما التغيير الذي يكتشفه الفنان في نفسه وموهبته بعد تقديمه لأكثر من عمل؟
الممثل مع مرور الزمن وتنوع الأعمال والشخصيات التي يؤديها يكتشف ما هو جديد في نفسه وفي طريقة عمله ناهيك عن الخبرة التي تتراكم مع تراكم الأعمال... وبالنهاية خبرة التعامل مع الكاميرا شيء جداً مهم بالنسبة للممثل وامتلاكه لهذه الخبرة تعطيه ثقة أكبر وراحة في تأدية عمله.
 
على أي أساس تنتقي أدوارك، وهل للمخرج تأثير في خيارات عملك؟
كما قلت لك في جواب سابق.. أوافق على الأدوار التي لها قيمة فنية ولها بصمتها في العمل. وأحياناً أوافق على أدوار مكونة من (70) أو (80) مشهداً ولكن أراهن على ثلاثة أو أربعة مشاهد سيكون لها إثر كبير في العمل والباقي أحاول قدر الإمكان عمل شيء يميز الدور أو الشخصية.
أما عن المخرج فدائما يكون الحرص على التعامل مع مخرج يحترم عمله ويحترم فنه ويعرف ماذا يريد... ففي هذه الأيام وللأسف الإخراج تحول إلى مهنة مستباحة كما التمثيل أيضاً.... فكل شخص يملك القليل من المال يقرر مساءً أن يصبح مخرجاً فيستيقظ على بدأ التصوير.. ولكن بالنهاية ليست كل من نعت نفسه بمخرج هو مخرج.
 
ما واجب نقابة الفنانين تجاه الممثلين الشباب الجدد؟
واجبها بكل بساطة هو تأمين فرص عمل لهم ليستطيعوا إظهار ما يملكون من مقدرة وأن تساعدهم على أن يعرفوا من القائمين على الدراما وأن تحميهم من تسلط وجشع بعض شركات الإنتاج وأن تشعرهم بالأمان لأن الأمان أهم شيء بالنسبة للمثل لتأدية عمله.
 
هل نقابة الفنانين تقوم بواجبها على أكمل وجه، وما المطلوب منها؟
أنا خريج عام 2011 وانتسبت لنقابة الفنانين عام 2014 بسبب تقصير مني وليس لأي شيء آخر.
ما قبل فترة انتسابي لم أكن أعرف إن كانت تقوم بواجبها أم لا ولكن كل ما كنت أعرفه عن النقابة أنه في نهاية كل عمل يخصم من أجري بالعمل مبلغ لنقابة الفنانين وكان يزداد هذا المبلغ عملاً بعد عمل.
أما الآن فنفس الموضوع مازال ولكن أرى أشياء إيجابية.. إن كان على مستوى التأمين الصحي أو المشايع الموضوعة والمقرر تنفيذها لضمان حقوق الأعضاء وفي المجالات كافة «وإن شاء الله كلو يكون قول وفعل».
أما عن المطلوب منها فذكرت لك ما هو مطلوب في جواب سابق.. بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون هناك لجنة مختصة و«محلفة» تكون مسؤوليتها انتقاء الأعمال الصالحة للعرض وانتقاء النصوص وممارسة الرقابة عليها بشكل احترافي ويواكب ما نعيشه هذه الأيام.
 
لك تجارب في السينما ماذا عن السينما وغيابها؟
في السينما كان لي ثلاث تجارب من خلال ثلاثة أفلام طويلة وهي «صديقي الأخير» و«بانتظار الخريف» و«مطر حمص» وجميعها للمخرج جود سعيد.
السينما هي هوية شعب وثقافة بلد وما يملكه من إرث حضاري وبالتالي إن لم تكن السينما لدينا موجودة وعلى مستوى عالٍ فلن نملك أي شيء ندافع به عن أنفسنا في قادم الأيام والأعوام.
أما عن غيابها.. فحقيقة المؤسسة تقوم بإنتاج عدد بسيط من الأفلام بمساعدة بعض الشركات الخاصة ويجب أن يكون هذا العدد أكبر بكثير ولكن هذا العدد الأكبر يحتاج إلى دور للعرض أكثر بكثير مما لدينا الآن... فأين دور السينما أولاً.
 
سينما دعم الشباب مستمرة في محاولة ولادة سينما سورية، هل هذا المشروع كاف للنهوض بالسينما السورية؟
تظاهرة سينما الشباب هي فكرة ومشروع مهم جداً وضخم بحد ذاته للنهوض بالسينما ولكن للأسف من بين كل الأفلام التي استطعت مشاهدتها لم أر سوى القليل القليل من الأفلام التي تملك لمعة فنية سينمائية.. فإما هناك مشكلة على مستوى النص أو المخرج أو مشاكل إنتاجية.... ويجب حل هذه المشاكل ليكسب هذا المشروع أهميته.
 
هناك من يقول إن المسرح يحتضر، ما السبب وهل للتلفزيون يد في هذا الاحتضار؟
بكل صراحة وشفافية.... المسرح اليوم يذكرني ببعض مناطق بلدنا الغالي التي تحتاج إلى «إعادة إعمار»، فإن صح القول إنه يحتضر فليس التلفزيون هو السبب المباشر.
فهناك الكثير من الفنانين لديهم هاجس وعشق ووله بالمسرح ولكن عندما لا يوفر لهم المسرح أقل الشروط والحوافز التي تؤمن لهم العيش بطريقة مقبولة فمن الطبيعي أن يتجهوا إلى التلفزيون فليس من المعقول أن تكون المكافأة على عمل مسرحي أنجز على مدى ثلاثة أشهر أو شهرين كافية فقط لدفع أجار منزل الممثل.. فمن الطبيعي حينها أن نقول على المسرح السلام.
 
 كيف ترى واقع الدراما السورية في الوقت الراهن؟
الدراما السورية حالياً أراوغ إن قلت إنها في حالة جيدة جداً.. فهي تعاني من عدة مصاعب تواجهها بحكم ما نمر به من ظروف.. ولكن أيضاً هناك مشكلة من بعض القائمين على الدراما وهي السماح لبعض الأعمال أن تنجز وتعرض على الشاشة وهي لا تستحق لما فيها من رداءة أفكار وسوء وسطحية في الطرح.. فعندما نمنع هذه الأعمال من الظهور ونحافظ على القدر الباقي من الأعمال المنتجة ذات المستوى العالي سيكون الوضع أفضل حالاً بكثير... بالإضافة إلى مشاكل مواقع التصوير وقلتها الشديدة ناهيك عن مشاكل الشركات المنتجة التي لاتنتهي وعدم توافر النص الجيد «وخليها لله».
بعد كل هذه المشاكل وبالمقارنة مع ما يتم إنتاجه من أعمال ذات مستوى جيد فالدراما السورية «ما بينخاف عليها».
 
 هل الأعمال المشتركة عربياً أثرت في الدراما السورية، أم إنها عززت من وجود الممثل السوري؟
الأعمال المشتركة هي شيء جيد وأتمنى أن نتعاون في بقية الأمور كما نتعاون الآن بالدراما.
 
 ولكن سؤال يحيرني كثيراً «لماذا كثرت هذه الأعمال في الآونة الأخيرة جداً»؟؟؟
إما أنها تعزز من حضور الممثل السوري فهذه معادلة خاطئة... والعكس هو صحيح فعندما يحضر الممثل السوري في هذه الأعمال فإنها تكتسب أهميتها ومستواها العالي مع كامل احترامي للفنانين العرب.. ولكن البصمة التي يملكها الممثل السوري لا يملكها أي فنان عربي آخر والدليل أنه البطل المطلق لكل عمل مشترك هو بطل سوري.
ومن ناحية تأثيرها على الدراما... فهي لا تؤثر وحدها ولا يكون لها أي فاعلية ولكن المشاكل التي ذكرتها أعلاه هي السبب في تراجع الدراما لدينا نوعاً ما.
 
 ما جديد كرم الشعراني للموسم القادم؟
انتهيت مؤخراً من تصوير ثلاثة أعمال وهي: «عناية مشددة» للصديقين علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج الأستاذ أحمد إبراهيم أحمد، «صرخة روح» خماسية (جوازة أهل) للكاتبة عنود الخالد والمخرج تامر إسحاق، «دامسكو» عن قصة لسليمان عبد العزيز وسيناريو وحوار عثمان جحا والمخرج الأستاذ سامي الجنادي. وحالياً يتم الكلام عن أكثر من مشروع في الأفق ولكن لاشيء رسمياً.