2013/05/29

" كمون وليمون " سذاجة بطعم الكوميدية
" كمون وليمون " سذاجة بطعم الكوميدية


آمنة ملحم - عربي برس

عندما روج له بادى الأمر وكأننا على موعد مع عمل كوميدي سوري ناطق بلهجات الشارع العربي ككل يحكي همومه المتقاربة لحد التشابه .. وظن المتابع أن سيتلقى جرعات كوميدية قائمة على الفكر والمتعة والمخاطبة الدرامية غير المباشرة معتمدين بذلك على وعود صناع العمل ولاسيما مخرجه محمد نصر الله الذي جعل التفاؤل عنوان عمله مع الكاتب محمد الجمل الذي زاد الطين بلة بالتصريح أن الهدف من عمله زرع ابتسامة صادقة على شفاه المشاهدين .. ليكون العرض الحد الفيصل الذي قسم ظهر البعير وكشف الستار عن 250 لوحة سمتها الأبرز العفوية الساذجة بالطرح إذ لاتعدو عن كونها بمعظمها مجرد نكات مستهلكة تداولها الشارع السوري لسنوات عديدة وبات يخجل من طرحها لكثرة تداولها بين الصغار والكبار لكن هذه المرة قدمتها الصورة وليس الألسن .. فتابع المشاهد لوحات تلفزيونية تحبط تطلعاته الكوميدية إذ ظن الكثيرون أن مسلسلات اللوحات غنية بأفكارها وتعددها وأنها الملاذ الكوميدي بغياب أعمال كوميدية تضم قصصا منفصلة متصلة أو متصلة بشكل كامل على مدار 30 حلقة.

لم تكن الأفكار فقط مخيبة بل كان وجود ممثل كبير " أندريه سكاف" كوجه رئيسي بمختلف لوحات العمل محبطاً أكثر وأكثر كونه فنان كوميدي عاصر مختلف أنواع الكوميدية فكان من واجبه تجاه جمهوره عدم قبول دخول العمل لشدة سطحية مشاهده وهفواته الكثيرة .

" كمون وليمون " الاسم المستمد من وصفة طبية لمداواة الآلام صب جام ألمه على المشاهد لحلقاته التي ضمت بأغلبها ممثلين من صف الهواة وليس الأمر بخطأ ولكن قيام عمل على مواهب وهواة وإطلالات جديدة وأولى لكثير من وجوهه كان لابد أن يضر به وبمصيره الذي لم يكن مرضياً لا للمتابع ولا للنقاد ولا حتى للكوميدية أو الدراما التي صنف ضمنها .

العمل لم يكن الوحيد الذي تجلى فشله في عالم الكوميدية هذا العام إلا أنه سجل وصمة عار حقيقية على الدراما السورية التي ارتقت في السنوات الأخيرة لدرجات عليا باتت معها وجبة رئيسية دسمة لاغنى عنها على الموائد العربية قبل السورية.