2012/07/04

كيف تتخلّص mbc من ورطة «فاطمة» التركية؟
كيف تتخلّص mbc من ورطة «فاطمة» التركية؟


باسم الحكيم - الأخبار

عشّاق الدراما التركيّة على موعد مع «فاطمة» مع النجمة بيرين سات على mbc4 وlbc). يطرح العمل المأخوذ عن رواية الأديب فيدات توركالي التي كتبها عام 1986، قصّة فتاة جميلة وبسيطة تعيش في مدينة تشيسما التي تُعد أحد الأماكن السياحية في غرب تركيا. لكنّ حياتها تنقلب رأساً على عقب بعد تعرضها للاغتصاب. تخرج فاطمة من الأحداث المأساوية التي تعرّضت لها بحاضر يائس ومستقبل غامض.

تراهن الشبكة السعودية على أن يحظى العمل بإقبال جماهيريّ كبير، تماماً مثلما ينتظر رد فعل الجمهور على مسلسل «روبي» الذي عقدت مؤتمراً صحافيّاً للإعلان عنه الأربعاء الماضي في بيروت. يفضّل مصدر من داخل mbc عدم التعليق على هذا المسلسل التركي في انتظار معرفة نسبة مشاهدة العمل «الذي حطّم الأرقام القياسيّة في تركيا»، كاشفاً أن «موضوع العمل هو من قضايا المرأة التي تتوجّه إليها mbc4، ويلتقي مع شعارها، إذ يضيء «فاطمة» على قدرة المرأة على التحدّي رغم قسوة الواقع والظروف».

والرهان على «فاطمة» أو «ما ذنب فاطمة غول» ــ بحسب التسمية التركيّة ــ غير مرتبط فقط ببطلته التي أحبّها الجمهور بدور سمر في مسلسل «العشق الممنوع»، بل على طرحه الدقيق، ومناقشته لمأساة الاغتصاب في مجتمع محافظ، منذ حلقاته الأولى.

وإذا كان «وادي الذئاب» قد أحدث ضجّة لتضمّنه مشاهد تفضح الممارسات الإسرائيليّة، فإن الضجة التي أثارها «فاطمة» هي اجتماعيّة. وقد أثار مشهد الاغتصاب غضب الشارع التركي، ما استدعى مناقشته داخل البرلمان التركي ومطالبة النواب بوقف عرضه بحجّة أنه «مسيء إلى المجتمع التركي». لم يرفض البرلمان مشهد الاغتصاب فقط، بل النتائج التي يعرضها العمل بمجمله، وهو الأمر الذي طرح مراراً في الدراما التركيّة من دون تصويره، ولا تحويله إلى القضيّة الرئيسية والأهم لعمل درامي. إذ عرض المسلسل التركي «سيلا» قضايا مشابهة داخل مجتمع عشائري فضلاً عن عقليّة الأخذ بالثأر، ولم يشأ الكاتب حينها التركيز عليها وتحويلها إلى محور أساسي في عمله. وقد صرّحت مخرجة «فاطمة» هلال صرال: «أبرزنا مساوئ القانون التركي في ما يخصّ قضيّة الاغتصاب، إذ يسمح المشرّع للمغتصب بالإفلات من العقاب بمجرد الزواج من ضحيته».

طبعاً، لا يهدف المشهد إلى الإثارة، لكن لا شك في أنه مزعج لأنه يبرز وحشيّة المغتصبين الذين يتناوبون الواحد تلو الآخر على الاعتداء على البطلة، وتسمع ضحكاتهم باستمرار في خلفية المشهد. وردّت المخرجة على اتهامها بتقديم هذا المشهد لتحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة بالقول: «لو كانت هذه أولوياتي، لتابعت حلقات «العشق الممنوع»، لكنني اخترت التوقف ونحن في ذروة النجاح في تركيا». وفي مقابل الأصوات المعترضة، وجد العمل دعماً من الجمعيّات النسائيّة في تركيا وألمانيا التي اعتبرت «أنه يعطي المغتصبة الأمل، ليُسمع صوتها وتأخذ حقها من المذنبين».

يطرح «فاطمة» حكاية من الواقع، لا بد من الالتفات إليها في العالم العربي. وإذا كان موضوع الاغتصاب قد تناولته السينما العربيّة مراراً، فإن تقديمه في الدراما يعدّ تحدياً، خصوصاً أمام mbc التي يرجّح البعض ألّا يعرض العمل بنسخته الكاملة على المحطة.