2012/07/04

لبنى عبدالعزيز: سعيت لأن أكون مختلفة دائماً
لبنى عبدالعزيز: سعيت لأن أكون مختلفة دائماً


شيماء محمد – دار الخليج


لبنى عبد العزيز فنانة تركت بصمات عدة في تاريخ السينما المصرية، وشاركت نجوم الزمن الجميل نجاحاتهم المختلفة، رغم أن عمرها الفني قصير لا يتعدى 15 فيلماً، إلا أنها عملت في أفلام تعد من علامات السينما المصرية، وما زال يراودها حلم العمل والعطاء، حيث شاركت أخيراً في فيلم “جدو حبيبي” الذي يعرض حالياً في الصالات، وشاركها البطولة كل من بشرى ومحمود ياسين وأحمد فهمي  . حول عودتها للسينما من جديد وأعمالها كان لنا هذا الحوار  .

لماذا استغرقت كل هذه السنوات بعد العودة من أمريكا للعودة إلى التمثيل مرة أخرى؟

في الحقيقة لم أكن أريد العودة للتمثيل، لكن قرار العودة جاء بالمصادفة، فأنا ممثلة وأحب التمثيل ولا أحب غيره كما أن أولادي كبروا ومسؤولياتي انتهت، لكن لم ينته حبي للتمثيل الذي لا يوصف، لكن للأسف لم تعرض علي أعمالاً جيدة تحافظ على تاريخي الصغير إلى أن عملت في مسلسل “عمار ة يعقوبيان” وهذا ما جعلني أفكر جدياً في العودة للعمل بشكل كامل  .

لماذا قررت العودة للسينما مرة أخرى من خلال فيلم “جدو حبيبي”؟

بالنسبة للسينما لم أكن أفكر فيها في ظل الظروف القائمة، لكن المخرج علي إدريس غيّر هذه الفكرة، فعندما جلسنا معاً جذبني أنه يحفظ جميع أدواري السينمائية وأفلامي واتفق معي على عشقه لأحب الأفلام إلى قلبي، وهو فيلم “أنا حرة” للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، حيث جسدت شخصية جديدة بالنسبة لي، وبمجرد أن قام بعرض سيناريو فيلم “جدو حبيبي” وافقت على الفور  .

ألم يكن من الصعب عليك العودة من خلال الكوميديا، خاصة أنك لم يسبق لك العمل ككومديانة؟

الفيلم ينتمي لنوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة، لكنني أختلف معك بالنسبة لدوري لأنه لم يكن كوميدياً، فالفيلم يروي قصة جد “محمود ياسين” وحفيدته “بشرى” التي عادت بعد غياب سنوات طوال بلندن لتعيش مع جدها في مصر، واصطدما معاً في وجهات النظر، وفي محاولة منهما للتقرب عرضت عليه الحفيدة أن تبحث له عما يفتقده، فكانت إجابته أن يبحث معها عن حبيبته القديمة، وهو دوري بالفيلم، ومن هنا بدأت الأحداث تدور حول العائلتين، الجد وحفيدته والحبيبة القديمة وابنها الشاب  .

هل أنت من الفنانات اللاتي لم يحاولن التجديد في نوعية أدوارهن؟

بالعكس أنا لم أضع موهبتي في قالب واحد، سواء كان رومانسياً أم تراجيدياً أم كوميدياً، وأعتبر نفسي ممثلة أجيد التمثيل حسب أي شخصية تعرض عليّ، حتى إنني كنت دائما أنادى بأسماء الشخصيات التي أقوم بتمثيلها رغم أنه في أيامنا كان النجم يستطيع أن يجيد نوعية معينة من الأدوار فتأتي له بالشهرة، فهذا الدور هو الذي صنع لهذا الممثل النجومية أو الشهرة، كفريد شوقي عندما اشتهر بدور الفتوة وتم حصره في هذه الأدوار في البدايات، وكذلك رشدي أباظة في دور الرجل الوسيم، وعلى غرار الفنانات كفاتن حمامة في دور الفتاة المسكينة فقد اشتهرت من خلال هذه الأدوار، وكذلك هند رستم في أدوار الإغراء، وسعاد حسني في دور البنت الشقية، لكنني كنت حريصة على الخروج من كل شخصية بسرعة والدخول في شخصيات أخرى  .

من اللافت أنه لم يستغل اسمك تجارياً على أفيشات الفيلم؟

لا أعلم ما السر وراء ذلك، ويسأل في ذلك القائمون عليه، وإن كنت أعلم جيداً أنني أقوم بدور صغير نسبياً لأن أدوار البطولة للشباب  .

الفيلم يعد بطولة جماعية، ما رأيك في هذه النوعية؟

بالفعل زادت هذه النوعية، وهي حشد أكبر عدد من النجوم خاصة في العشر سنوات الأخيرة وهذا أيضاً نجده في السينما العالمية وأنا أحب تلك النوعية من الأعمال فهي تثقل الفيلم وتجعله أكثر نجاحاً وتألقاً، وحتى في أفلامي القديمة كان يشاركني بالأفلام نجوم كبار أمثال عمر الشريف وأحمد رمزي وعبد الحليم حافظ وأحمد مظهر  .

هل أنت راضية عن توقيت عرض العمل تجارياً؟

كنت أتمنى أن يحقق الفيلم إيرادات أكبر ولكن الحالة الأمنية حالياً، والحالة السينمائية جعلت العديد من الشباب والعائلات بعيدين عن السينما  .

لكِ العديد من التصريحات السياسية الأخيرة التي تميزت بالجرأة بعكس عدد من الفنانين الشباب؟

أولا آرائي السياسية تأتي من كوني مواطنة مصرية سعدت جداً بالثورة التي قام بها الشباب وتحس بالإحساس نفسه الذي يحسه كل مصري، فللأسف النظام لم يسقط فعلياً، كما أن تلك الحالة من الإضرابات المستمرة والمطالب الفئوية توتر أغلب المصريين  .

ما السر في قلة أعمالك الفنية مقارنة بغيرك من الفنانات؟

كنت أقدم فيلمين في السنة فقط، وعلى سبيل المثال نجلاء فتحي كانت تقدم نحو 15 فيلماً، لكنني كنت أفضل أن أقدم فيلمين فقط في السنة حتى أستطيع تقديم الشخصية جيداً واللعب على محاورها، حتى تقربني من الجمهور، وكنت أسعى لأن أكون مختلفة عن أي فنانة أخرى، وكانت لدي اهتمامات أخرى في الإذاعة وكنت أعمل في المسرح الأجنبي بكثرة  .

بمَ تفسرين تعلق المشاهدين بالشخصيات التي قدمتها؟

هذا هو أكبر نجاح للممثل، فالجمهور عندما يخرج متذكراً اسم الشخصية وليس اسم الفنان فهذا يعني أنه لم يكن يشاهد الفنان ولكنه كان يشاهد الشخصية التي تقدم أمامه، وهذا ما تعلمته عندما درست المسرح أو التمثيل على يد المتخصصين  .

هل كان قرار ابتعادك عن الفن صعباً عليك خاصة أنه جاء في قمة نجاحك؟

الشهرة لم تكن هدفي على الإطلاق، بالعكس كانت تقيدني ولم أسع للحصول على أموال، لأنها كانت متوفرة لديّ، وما سهّل علي هذا القرار أنني وقعت عقداً لا أستطيع أن أخرج منه أو أتركه وهو البيت والعائلة والأولاد، ولم يكن في استطاعتي أن أتركهم وأهتم بأي شيء آخر، إذ أحب أن أكون بجانب زوجي وأولادي وأن أهتم بهم حتى لو كان ذلك على حساب فني، وهذا ما سهل علي اتخاذ قرار البعد عن الأضواء ولم أندم عليه أبداً  .

ألم ينصحك أحد بعدم اتخاذ هذا القرار؟

الكثيرون من أصدقائي نصحوني بذلك، وأيضاً من خارج الوسط الفني سياسيون وإعلاميون كبار لكنني أصررت على قراري  .

كيف ترين مستقبل السينما من خلال الظروف الجديدة في مصر؟

أنا قلقة بالفعل على مستقبل السينما المصرية فهناك تصريحات لبعض التيارات الإسلامية تخيفنا وأنا أحب التفرقة بين الدين والحياة المدنية  .

كيف نهدم الفن بجميع أنواعه سواء التمثيل أو الفنون التشكيلية أو الأوبرا أو السينما، فهو مرآة المجتمع المتحضر؟

أي وطن يخلو من الفن يكون شعبه من دون حضارة كما أننا من أول بلاد العالم في صناعة السينما وتجاوز عمرها المائة عام، وهو مورد كبير لمصر، واللافت أننا نجد مثلاً مدينة دبي وهي حديثة تتسابق مع الزمن لوضع السينما في خريطتها رغم أنه ليس بها صناعة سينما طويلة لكنني متفائلة بأن الأوضاع ستستقر وستظل السينما في مصر قائمة، فلا مانع خلال هذه الفترة أن نركز على مشكلات المجتمع من خلال الشاشة الكبيرة، وكذلك التركيز على الفترات التاريخية للبطولات الإسلامية حتى نظهر للعالم كله أن ديننا هو دين تسامح  .

هل تشاهدين الأفلام المصرية الجديدة؟

أشاهدها بالتلفزيون فقط، فأنا لم أعد أحب الذهاب إلى دور العرض السينمائية حتى عندما كنت أعيش بأمريكا، ولا أريد أن أحزن على السينما المصرية فقد مرت بفترات هبوط عدة وإن كان هناك بصيص من الأمل في السنوات الأخيرة لعودتها إلى ما كانت عليه  .

من يعجبك من النجوم والنجمات الجدد؟

عصر الإبداع انتهى في كل المجالات، بمعنى أنه في السينما يوجد فنانون وفنانات أكفاء ولكنهم ليسوا نجوماً بالمعنى الصحيح، فأداؤهم متشابه لا توجد الشخصية التي تجعلك تذهب خصيصاً لها  .

وماذا عن المسرح؟

أنا عاشقة للمسرح، فمنذ طفولتي وأنا أشارك في المسرحيات المدرسية، وبعدها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كذلك عملت في المسرح بأمريكا والبعض يعتقد أن المسرح أصعب فنون التمثيل وأكثرها مشقة، لكنني أخالفهم في الرأي لأن الممثل يقوم بتجسيد شخصية واحدة لها نفس الصفات وفي نفس المكان طوال أيام العرض، في حين أن في السينما مشاهده متنوعة وأماكن التصوير متعددة .