2012/07/04

ليس مستحيلاً!
ليس مستحيلاً!

خاص بوسطة- رامي باره

هناك جهد واضح مبذول في وسائل الإعلام الرسمي السوري ضمن حملة وطنية لدعم المعوّقين، ومنها ذلك البرنامج الذي يسلط الضوء على بعض المعوقين الذين يملكون مهارات خاصة كالرسم أو الخياطة أو الرقص أو إحدى الفنون الأخرى أو المهن التي يمكن أن يتعيش منها المعوّق ذاتياً دون الاستعانة دائماً بمساعدة الآخرين.

ولكن الأخطاء تقع مجدداً في أكثر المحاور حساسية ضمن هذه البرامج، فإن تجاهلنا أساليب الإعداد التقليدي والإخراج والغرافيك المتواضع الذي أصبح سمةً مميزة من سمات برامج التلفزيون السوري، فلا يمكننا تجاهل خطأ جسيماً وقع في اختيار عنوان لأحد هذه البرامج، والذي أُطلق عليه عنوان "قريباً من المستحيل".

فإن كانت غاية البرنامج هي قبول المعوّق كعضو فعال من نسيج المجتمع، فقد جاء العنوان ليؤدي وظيفة معاكسة لهذا الغرض، وكأن اتقان المعوّق لأحد الفنون أو إحدى المهن يكاد يكون أمراً غير مألوف أو استثنائي أو (مستحيل)، لنشعر بالنهاية وكأن عنوان البرنامج يخبرنا بأن ما تشاهدوه من في هذه الحلقات من قدرة المعوّق على ممارسة مهنة معينة هو حالة استثنائية يندر وجودها في المجتمع.

وإن كانت الأخطاء والمطبات الأخرى التي ألصقت صفة الضعف ببرامج التلفزيون السوري تحتاج إلى قرارات إدارية وإجراءات مؤسساتية يصعُب تنفيذها، فلا أظن بأن اختيار عناوين مناسبة للبرامج تلقى الصعوبة نفسها، لتكون بأقل تقدير موظفةً ضمن هدف الحملة بدلاً من أن تكون نقيضةً لها.