2012/07/04

ليلى علوي قاهرة 1935 أقل تطرفاً من قاهرة 2011
ليلى علوي قاهرة 1935 أقل تطرفاً من قاهرة 2011


مجلة الشبكة


على الرغم من ان مسلسل "الشوارع الخلفية" أحداثه تعود للوراء كثيراً، وتحديدا من العام 1935، فإنّ بعد عرض الحلقات كانت نسبة مشاهدته عالية جداً بشهادة الجمهور، لأن أحداث الرواية التي كتبها الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي تدور في قالب تشويقي، إذ توضح كيف ان القاهرة في العام 1935 كانت اقل تطرفاً من القاهرة 2011، وكان يسكنها المسلم والمسيحي واليهودي واليوناني كلهم، يتعايشون معاً في تسامح وود لم يعد موجوداً الآن.

والعمل يقدم النجمة ليلى علوي في تركيبة فنية وانسانية متميزة، لذلك حاصرناها ببعض الأسئلة عن المسلسل وعلاقتها ببطل العمل جمال سليمان، وسبب تراجعها عن تقديم جزء جديد من مسلسل "حكايات وبنعيشها"... فتابعوا هذا الحوار.

في البداية، قالت النجمة ليلى علوي إنها تقدم في العمل شخصية "سعاد" التي تعمل خياطة وتسكن في عمارة شكري عبد العال بالسيدة زينب، ويقوم جمال سليمان بدور ضابط متقاعد

رفض أن يطلق الرصاص على الثوار خلال تظاهرات وثورة 1935، حيث كان المصريون يطالبون بعودة الدستور الذي ألغاه الملك فؤاد. وقد تصاعدت أحداث الثورة وقتها، عندما فتح كوبري عباس على المتظاهرين. وما اشبه اليوم بالبارحة بأن المصريين لا يرضون بالفساد وحرمانهم من حقوقهم الدستورية. وقالت إنّ الشوارع الخلفية في داخل كل إنسان منا، وهي ما يدور خلف المباني الرئيسية. والعمل في مجمله اجتماعي يتناول شكل الحياة والمجتمع في تلك الفترة من تاريخ مصر. وعن سبب انجذابها لشخصية "سعاد" في المسلسل قالت: أكثر ما جذبني لأداء شخصية "سعاد" بساطتها، فهي تحمل بداخلها كثيراً من المشاعر الرقيقة على الرغم من مسؤولياتها ومعاناتها في الحياة، فهي تعمل خياطة وتتعامل مع كثير من السيدات من كل نوع، سيّدات الطبقة المتوسطة وبعض سيّدات الطبقة الراقية، وتسمع كثيراً عن مشكلاتهن ومعاناتهن في الحياة، والتي تصبح جزءاً منها على الرغم من مشكلاتها في حياتها الخاصة، ولكنها لا تبخل بالمساعدة في حالات متعددة. والرواية عبارة عن نسيج متناغم يبحث في داخل الذات الإنسانية من خلال شخصيات تعرف معنى كلمة مسؤولية، وتعرف قيمة المبادئ وتتمسك بها حتى لو كانت النتيجة تعرّضها للأذى، كما تشرح أهمية الجانب الإنساني اليي يتراجع بإهمالنا له.

الشبكة: ما الرسالة التي يحملها المسلسل؟

ليلى: أي عمل فني لا بد من أن يكون بين سطوره رسالة تصل إلى المشاهد يستطيع الاستفادة منها في حياته أو تضيف معلومة إليه، وإلا ما استطعنا أن نطلق عليه اسم عمل فني. وأهمية الرسالة تنبع من أهمية العمل والتوافق بين عناصره ككل. ثم تظهر خبرة القيّمين عليه في ربط كل الأجزاء بعضها ببعض وتقديمها في شكل جذاب.

الشبكة: هل هذا هو أول لقاء يجمعك بالفنان جمال سليمان؟

ليلى: لا. التقيت الفنان جمال سليمان من قبل في فيلم "ليلة البيبي دول" آخر افلام عبد الحي أديب، لكن لم نلتق في أي مشهد. والحقيقة، أنا سعيدة بالعمل مع جمال فهو فنان كبير.

الشبكة: هل تحدّثت معه عن الثورة؟

ليلى: طبعاً، كنّا نتحدث عن الثورة في مصر وسوريا، وأحياناً أخرى كنا نتحدث عن الثورات العربية عموماً، فجميعنا مع حرية بلادنا وإرساء الاستقرار والديمقراطية.

الشبكة: هل من الصحيح أنك قمت بتخفيض أجرك في "الشوارع الخلفية"؟

ليلى: نعم، خفضت أجري إلى النصف، لكنّني لست الوحيدة في ذلك، فكل فريق العمل يعمل بنصف الأجر، ذلك بسبب الظروف الحالية التي أثّرت في الجوانب الانتاجية في كل الاتجاهات وليس المسلسلات فقط. والدليل قلة الأعمال هذا العام في شهر رمضان، مقارنة بالسنوات الماضية.

الشبكة: هل تخفيض الأجور إلى النصف يؤثر في اهتمام الفنان بالعمل؟

ليلى: الأجر ليس السبب في أن يكون الفنان فناناً حقيقياً صادقاً ومخلصاً في عمله، بدليل أنني من الممكن أن اشارك في عمل كضيف شرف لجودته بلا أجر. والفنان الحقيقي يبقى على المقدار نفسه من الاهتمام والوفاء للعمل، بصرف النظر عن الأجر. فكم من فنان عظيم شارك في أعمال إيمانا بهاً من دون أجر.

الشبكة: يقال إنّك تتدخلين في اختيار فريق العمل؟

ليلى: هذا الكلام غير صحيح، وأعتقد، والكل يعرف ذلك، أنّ الاختيار قرار يعود إلى المنتج والمخرج ولا يكون لنجوم العمل رأي فيه، لأنّ النجوم أنفسهم من اختيار المنتج والمخرج أيضاً، ولا يصح أن يتدخل النجم في شيء إلا عمله.

الشبكة: ما رأيك في ما يقال إنّ المنتجين استغلوا الظروف الحالية وقاموا بتخفيض الأجور لمصلحتهم؟

ليلى: ربما فعل بعضهم ذلك، ولكنّ قلة الأعمال هي أكبر دليل على أنّ المنتجين لم يستغلوا الظروف لمصلحتهم، لأّن هنالك من لم ينتج أو يكمل العمل الذي كان بصدد تقديمه هذا العام للسبب نفسه. من الواضح أن هنالك أزمة لا يرى كل الناس ابعادها، بل يراها المنتج بشكل أكثر قرباً، ربما لأنّه يتحمل الكلفة الأكثر في العمل الفني كله.

الشبكة: مسلسل "حكايات وبنعيشها" كان 15 حلقة فقط، فهل تعمدت هذا العام العودة بمسلسل طويل؟

ليلى: عدد حلقات أي مسلسل لا يزعجني، سواء كانت خمس عشرة حلقة أو ثلاثين أو أكثر أو أقلّ، المهم هو جودة العمل من جانب الانتاج وجودة النص. وطول الأحداث يتوقف على طريقة الكتابة والرؤية العامة للرواية التي وضعها المؤلف.

الشبكة: هل من جزء جديد من مسلسل "حكايات وبنعيشها"؟

ليلى: نعم، هنالك جزء جديد من المسلسل، ولكنّ الظروف الحالية أخّرت العمل، وبالتالي كان ل لا بد من التأجيل، وأتمنّى أن تكتمل حلقات "حكايات وبنعيشها".