2012/07/04

مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي السورية: تنافس الخاص.. ولا تتجاوزه
مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي السورية: تنافس الخاص.. ولا تتجاوزه


ماهر منصور - السفير

على مرحلتين، يخطو بثقة القطاع العام الإنتاجي الدرامي، ممثلاً بالمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي للحاق بركب القطاع الدرامي الخاص هذا العام، والدخول معه في منافسة مستحقة في السباق الدرامي الرمضاني 2011، من خلال ثلاثة أعمال، بينها اثنان أنتجا كمرحلة أولى للعرض الرمضاني بإشراف الناقدة والكاتبة ديانا جبور، المديرة السابقة للمؤسسة، هما "ملح الحياة" للمخرج أيمن زيدان والكاتب حسن م. يوسف، ومسلسل "سوق الورق" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد والكاتبة آراء الجرماني، بالإضافة إلى مسلسل "فوق السقف" للمخرج سامر برقاوي الذي أشرفت الكاتبة جبور على تحضيراته وأنجزت قسماً منه قبل أن يتولى المخرج فراس دهني مسؤوليات إدارة المؤسسة، ويتابع إنجاز المشروع. بالإضافة إلى إطلاقه مسلسل "أنت هنا" الذي بدأ بتصويره منتصف الشهر الجاري. ثلاثة من المشاريع الأربعة عرضت خلال شهر رمضان المبارك هي (ملح الحياة، سوق الورق، فوق السقف)، وقد حققت خرقاً حقيقيا للصورة التي كرستها دراما القطاع العام في السنوات العشرين الأخيرة، كان خلالها الكثير من إنتاج القطاع العام، ينجز ويعرض على هامش الموسم الدرامي، وقلما كانت أعماله تدخل حيز المنافسة، كما فعلت الأعمال الثلاثة هذا العام. فضلاً عن نجاحها في كسر العرض التقليدي على التلفزيون السوري فقط، إذ انه الى جانب التلفزيون السوري، عرض "سوق الورق" على قناة "الدنيا"، و"ملح الحياة" على قناة "إن بي إن". إلا أن أيا من الأعمال الثلاثة لم يغرد خارج سرب ما يقدمه القطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة. فظل في الطابق ذاته لجهة حجم الإنتاج وطبيعة الموضوعات والشكل الفني والوجوه التمثيلية... بمعنى أنها وإن تجاوزت حال القطاع العام الدرامي الراكد، لكنها لم تتقدم خطوة إضافية على ما قدمه القطاع الخاص. ربما بسبب مقتضيات التأسيس. وهي الخطوة التي نفترض أن تكون ضمن أولويات عمل المؤسسة في الفترة القادمة، ولا سيما لجهة تقديم أعمال ضخمة إنتاجياً بموضوعات نعرف أن القطاع الخاص غالبا لن يقارب إنتاجها، كونها غير مغرية تسويقياً. ما قدمته المؤسسة العامة هذا العام من دراما، خطوة جيدة، لكنه يستحق نقاشاً نقدياً، نأمل أن نتجاوز فيه النظر إلى الأعمال الثلاثة باعتبارها حققت للقطاع العام الدرامي صوتاً مسموعاً ومرئياً ومنافساً للقطاع الخاص. فيما نحتاج اليه اليوم من المؤسسة هو أن تكون أكثر من شركة إنتاج ترفع الرصيد النهائي لعدد المسلسلات السورية الرمضانية كل عام. نريد لها دوراً فاعلا ورياديا ونموذجياً وقيادياً للإنتاج السوري عموماً.