2012/07/04

محمد الزيد: لا سبيل للمقارنة من حيث المضمون.. بين «باب الحارة» و«زمن البرغوت»
محمد الزيد: لا سبيل للمقارنة من حيث المضمون.. بين «باب الحارة» و«زمن البرغوت»


تشرين


هو محاولة لكسر ما تم تداوله عن واقع البيئة الشامية، والخروج عما اعتاده جمهور هذا اللون الدرامي من خلال رصد أحداث السفر برلك ليكون الحدث الأول في مسلسل «زمن البرغوت» الذي يتناول البيئة الشامية القديمة مسلطًا الضوء على العادات والتقاليد في الفترة الممتدة بين 1915و1920 وعلى العلاقات التجارية المتبادلة بين أهل الريف وأبناء دمشق، وعلى الرغم من تشابه الكثير من أعمال البيئة الشامية في المشاهد، فإن القائمين على العمل يؤكدون أن هناك اختلافاً في المضمون..

العمل يطلق تصوراً جديداً لموضوع الأخلاق والقيم الدمشقية الأصيلة لكن بأسلوب جديد، وهو ما دأبت عليه أساساً الأعمال الأخرى التي كان لها حضورها في الأعوام الماضية.. العمل يمتد لـ 60 حلقة مقسمة على جزءين، وشهد دخول فنانين للمرة الأولى في مضمار اللهجة الشامية كالفنان أيمن زيدان، وقد ضم العمل أكثر من (270) فناناً سورياً في مقدمتهم كل من:

أيمن زيدان، سلوم حداد، رشيد عساف، صباح جزائري، محمد حداقي، قيس الشيخ نجيب، أمل بوشوشة، صفاء سلطان، فاديا خطاب، مرح جبر، عبد الهادي الصباغ، عدنان أبو الشامات، هيثم جبر، عامر سبيعي، حسام تحسين بك، هشام كفارنة، عبد الفتاح مزين، مهيار خضور، أمانة والي، سحر فوزي، سليم كلاس، رضوان عقيلي، شادي مقرش، ليليا الأطرش، مديحة كنيفاتي، لينا حوارنة، فايز أبو دان، محمد خاوندي...وآخرون وهو من تأليف الكاتب محمد الزيد وإخراج أحمد إبراهيم الأحمد ومن إنتاج شركة قبنض للإنتاج والتوزيع الفني.

الكاتب محمد الزيد أكد أن ما يميز هذا العمل عن غيره من أعمال البيئة الشامية أنه يستعرض فترة تاريخية من تاريخ دمشق، حافلة بالأحداث السياسية والعسكرية، تبدأ مع ظهور تأثيرات الحرب العالمية الأولى على المواطن الدمشقي كالفقر والفساد الإداري والسياسي، وسوق الشبان إلى الخدمة الإلزامية بشكل تعسفي وشبه عشوائي، ما هيأ لنا خلفية غنية لنسج قصص متعددة شائقة وغير مسبوقة الطرح، يستند معظمها إلى تلك الخلفية، وتنتهي تلك الفترة باندلاع الثورة السورية الكبرى، وانخراط معظم شباب الحارة في المقاومة.. يتميز العمل عن غيره من أعمال البيئة الدمشقية بالاتساع والشمولية، فلن نرى تلك الحارة الدمشقية المنغلقة، بل سنشاهد شريحة اجتماعية تمثل بشكل أو بآخر المجتمع السوري بكامله، من خلال علاقة الإنسان الدمشقي بمحيطه البعيد والقريب، وعلاقته بسكان الريف والبادية، واهتمامه بالخيول العربية وتعلقه بها كأي مواطن عربي، حيث تقترن بأصالته ورجولته وشجاعته، ولن تكون الخيول العربية في هذا العمل مجرد وسيلة نقل، كما تناولتها بعض الأعمال السابقة.

وعن مدى ملامسة النص للواقع البيئي من الناحية التوثيقية في تلك الفترة أجاب:

يغوص النص في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الدمشقي في ذلك الزمن، بشكل لصيق بالواقع إلى حد بعيد، من دون الخوض في تفاصيل الحدث السياسي والعسكري، وهذا لا يعني أن الأحداث السياسية والعسكرية متخيلة، بل هي أحداث حقيقية، معتمدين في ذلك على جولات ميدانية في حيي الميدان والشاغور، للحصول على المعلومة التاريخية الاجتماعية من أصحابها، إضافة إلى العديد من المراجع، ولم يكن التوثيق التام للتاريخ السياسي والعسكري هدفاً رئيساً، لكن نستطيع أن نقول: إن الحالة الاجتماعية بعاداتها وتقاليدها وقيمها السامية طُرحت بشكل شبه توثيقي إن لم نقل بشكل توثيقي تام.

وحول كون العمل هذا العام يشبه باب الحارة لفت إلى أن لكل كاتب رؤيته، ولكل نص خصوصيته، ولاسبيل للمقارنة من حيث المضمون، بين (باب الحارة) و(زمن البرغوت) فالحدوتة تختلف، والمعالجة الدرامية تطرح بحسب رؤية الكاتب، وربما نرى تشابها من حيث الشكل، وأقصد هنا الجغرافيا والأزياء، فكلا العملين يتناول بيئة واحدة هي البيئة الدمشقية، باختلافات طفيفة بين ما هو داخل سور دمشق وما هو خارج السور، باب الحارة عمل درامي حقق نجاحاً جماهيرياً، وأضاف لبنة ذهبية في البناء الدرامي السوري، وهذا يدعو إلى الفخر والاعتزاز، إلا أنه لن يكون النجاح الأخير للدراما السورية، فالتوقف عند نجاح ما يعني الفشل والعودة إلى الخلف، كما قال الشاعر

(ألهى بني تغلب عن كل مكرمة... قصيدة قد قالها عمر بن كلثوم)

والمتوقع لزمن البرغوت أن يحقق نجاحاً مشرفاً بحسب توقعات الكثيرين من صناع الدراما السورية، و سيضيف لبنة أخرى في ذلك الصرح الدرامي، وستستمر مسيرة العطاء، وسيستمر ذلك النجاح للدراما السورية إن شاء الله.


وبخصوص توثيق مفردات البيئة الشامية قال:


بما أن العمل يرصد تك العلاقات الاجتماعية بين الحارة الدمشقية والريف والبادية، فهذا يعني أن اللهجات ستكون أقرب إلى التوثيق، وأرجو من نجوم وأبطال العمل استخدام اللهجات بشكل دقيق والتثبت من طريقة اللفظ، في الإمالة والمد والكسر الخ...... على الرغم من ثقتي اللامحدودة بقدرتهم الإبداعية، فطريقة لفظ كلمة ما تختلف من بيئة إلى أخرى.

المخرج أحمد إبراهيم الأحمد أكد عدم حبه لأعمال البيئة الشامية وقال: أنا أتكلم هنا كمشاهد.. وأضاف: قدمته لأنني أحببت الورق وهنا شيء مختلف عن الأعمال التي قدمت مع احترامنا للأساتذة الكبار، الذين قاموا بالعمل ولهم بصمة كبيرة ودور في ترويج هذه الدراما على المحطات العربية، وأنا فكرت بتقديم شيء بطريقة مختلفة، تقديم أناس حقيقيين كما هم في الواقع والشخصيات مكتوبة بطريقة مختلفة وهي حقيقة ومن الحياة.

وعن عنوان العمل لفت إلى أن دلالته مرتبطة بالعملة النقدية التي كانت سائدة في ذلك الزمن ولم تكن لها أي قيمة بين عام 1915-1926 وكان هناك شح وفقر مدقع لدى الناس في تلك الحقبة، وهو إشارة إلى ذلك الزمن الصعب والضائقة المادية وأحوال الناس المتردية وإلى أن هذه العملة التي ليست لها قيمة كان الناس يبحثون عنها، وسنرى العلاقة التجارية بين الريف ودمشق وآلية التبادل بينهما ولاسيما أن الحدث الأساس يدور في حي الميدان.. فثمة عوالم جديدة لم يسبق للمشاهد أن رآها في أعمال البيئة الشامية ولاسيما أنه يرصد مرحلة ساخنة عاشتها المنطقة، لها توصيفها الاجتماعي والسياسي الخاص الذي تم تغييبه عن أعمال البيئة الشاميّة التي قدمت خلال السنوات الماضية.

الفنان رشيد عساف أكد أن الانطباع الجيد الذي تركه مسلسل (رجال العز) هو ما دفعه للدخول في غمار تجربة الأعمال البيئية الشامية مرة ثانية، ولاسيما أن ما يميز العمل هو قربه من الواقع أكثر، كونه ليس واقعاً افتراضياً بقدر ما هو واقع حقيقي، فالأعمال الشامية افتراض جديد وهذا الافتراض يجب أن يقترب من الواقع لكي تكون هناك فانتازيا أكثر. وأضاف: شعرت أنه قريب للمشاهد والحدوتة بسيطة وجميلة وتحمل تنوعاً بيئياً وسنرى بيئة شامية وبدوية وهذا يعد شيئاً ايجابياً للعمل البيئي الشامي.. ولفت إلى أن شخصية العكيد أبو أدهم هي شخصية حياتية وبعيدة عن الأداء الافتراضي المعتمد في بعض الأعمال الشامية وهي شخصية محورية إلى جانب الشخوص الأخرى، وسنرى واقعاً لا يختلف عن الواقع المعيشي الحالي وإذا اختلف فسيكون عبر التطور النوعي كتمدن، أما العلاقات الإنسانية فمازالت موجودة وكذلك صدق العلاقات إلى الآن، وما يميز العمل وجود هذا الحشد الكبير من النجوم الذي يعطي ألقاً للعمل وهناك حالة استنهاض جديدة للدراما السورية وهذا كله مكسب للدراما ومكسب لنا..

الفنان أيمن زيدان الذي يدخل إلى عوالم البيئة الشامية للمرة الأولى أوضح أن العلاقات الاجتماعية تبدو أكثر مصداقيةً في تناول تاريخ دمشق، حيث يرصد المسلسل الجوع والقهر والوجع والألم وانعكاس تلك المتغيرات على الحياة والبيت الدمشقي ولاسيما لجهة الارتباط بتلك الفترة التاريخية التي تعرف على المستوى الشعبي باسم (السفربرلك)، والتي تتوضح من خلال آثار الحرب العالمية الأولى وانعكاساتها على تطورات المجتمع، والفقر الذي قاساه أهل ذلك الزمان بسبب الحرب وغير ذلك.

وأضاف زيدان: إن شخصية «أبو وضّاح» مختار الحارة تحمل قيماً أصيلة ونبيلة، وتحدث معهاخلال تطورات العمل تبدّلات حادة تغيّر مصيرها.

ولفت زيدان إلى أن العمل ملحمي من حيث وجود الزخم الكبير من النجوم، فهو يضم عدداً كبيراً من الشخصيات، وستكون لها مساحات درامية واسعة على امتداد العمل، ورأى أن من مسؤولية كامل الفريق الفني للمسلسل تقديم تصوّر مختلف عن دراما البيئة الشاميّة..

الفنان عبد الفتاح مزين أكد أن العمل مهم جداً ويركز على موضوع العادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذلك الزمان، ويؤكد على الإخوة والمحبة والارتباط بالبلد، وتظهر هذه الأشياء من خلال الحدوتة، وأكد أن هذا ما أعجبه في النص.. وأضاف: هو أول دور في حياتي أقدم فيه شخصية رجل مستقيم وله كلمة عند الناس وهو شيخ كار النويلاتية.

الفنانة مرح جبر قالت: تفاجأت عندما اختارني المخرج أحمد إبراهيم أحمد لتجسيد شخصية داية تدعى (ديبة)، أحببت الدور لأنه جديد بالنسبة لي، وأعتقد بأنه سيكون مختلفاً عما قدمته سابقا، ولاسيما أن ديبة تعمل خاطبة في الحارة وتعرف شبابها وصباياها وتعرف الكثير من الخبايا ما يساعدها على حل مشكلات نساء الحارة..