2013/06/28

مخرجة وكاتبة "العبور" عبير اسبر لبوسطة: "الدراما اللبنانية تحتاج لهوية"
مخرجة وكاتبة "العبور" عبير اسبر لبوسطة: "الدراما اللبنانية تحتاج لهوية"

 

 

فنانة سورية درست الأدب الانجليزي ثم في "المدرسة العليا للفنون السمعيّة والبصريّة في باريس"ESRA"، عملت مخرجة مساعدة ومخرجة منفذة وعاملة سكريبت في عدد من الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية فكانت مع هيثم حقي في مسلسله "ردم الأساطير" عام 2002، ومع يسري نصر الله في فيلمه "باب الشمس" عام 2002/2003، ومع سمير ذكرى في فيلمه "علاقات عامة" عام 2005، ومع ريمون بطرس في فيلمه "حسيبة" عام 2006، مما أكسبها خبرة عملية مهمة، كتبت مجموعة من الروايات منها "رائحة الموت"، "منزل الغياب"، "قصقص ورق"، ورواية "لولو"التي نالت جائزة حنا مينا الأولى للرواية في سوريا عام 2003، إنها المخرجة السورية عبير اسبر التي قامت بإخراج فيلمين سينمائيين الأول "عبق مغادر" والثاني "تك تك" وحالياً هي كاتبة ومخرجة للمسلسل السوري "العبور" .. عن تجربتها الإخراجية وعملها الجديد وآرائها بشكل عام تحدثت اسبر لموقعنا بوسطة فكان هذا الحوار..



 

 

خاص بوسطة – ديانا الهزيم

 

بداية نرحب بك في موقع بوسطة، لنتحدث عن مسلسل "العبور" هو من تأليفك، إخراجك وإنتاجك أليس كذلك؟

 

تأليفي وإخراجي نعم لكن أنا منتج منفذ، والإنتاج لشركة الريف الإماراتية.

 

 2-تمّ توقيع عقد مع أي تلفاز؟

 

موقعي العقد هم المسؤولين عن شراء المسلسل 30 حلقة جاهز والاتفاق مع الشاشات.

3-العبور 30 أو 31؟

نحن وقعنا على 31 حلقة لكن الأرجح أنه سيكون 30 حلقة، الأمور غير واضحة حتى الآن.

4-عرضه في الموسم الرمضاني 2013؟

طبعا.

5- هلا تحدثينا عن الحبكة الأساسية للعمل؟

لأول مرة مسلسل له علاقة بالخيال العلمي، لكنه خلفيته أبعد، هو اجتماعي ترفيهي، وخلفيته خيال علمي. وبدأنا بموت رجل سلطة "معين الخال" الفنان عباس النوري، لكن من دون منصب سياسي، الشخصية الرئيسية تموت في أول حلقة وتترك كل طموحاتها معلقة ويحصل نوع من الصفقة مع مخلوقة فضائية، الرجل علاقته قوية بالسلطة وهو يبحث عن الحرية المطلقة، وهذا الشخص بعد أن وصل إلى السلطة اكتشف انه لا يمكن للإنسان إلا أن يكون إمّا حاكما أو محكوما وهو لا يريد أي منهما، فيحاول إعادة قوننة الحرية حتى لو اضطر إلى إعادة اختراع هذا الكون، فيبدأ العمل بنوع من الصفقة مع "مايا" سلافة معمار المخلوقة الفضائية وهو يموت ويترك لها حل الملفات، وهناك ذروات درامية له مع كل شخصية من شخصيات العمل.

6-هو ميّت بالمعنى المادي أو الرمزي؟

هنا تكمن الفكرة أننا نتساءل خلال العمل هل هو حي أو لا .. هو يقول أنه بين الحياة والموت والفكرة لا تكون واضحة كثيراً فهو يقرر العبور.

7-"معين الخال" هو من يفعل الصفقة مع المخلوق الفضائي؟ وهو من يبحث عن الحرية وهو من ترك ملفات كثيرة عالقة؟ ما هي هذه الملفات؟

ملفات خاصة بالدولة، علاقات زوجته، أمور حياتية اجتماعية وأمور متعلقة بالعمل هو يملك شركات كثيرة وهناك الكثير من الملفات العالقة بخصوصها من أمور تنقيب معادن واتصالات... هو رحل من دون إقفال أي ملف، ودور المخلوقة الفضائية "مايا" هو حل كل هذه الملفات وإقناع كل الناس بأنهم بحاجة لهم كمخلوقات فضائية، وهي اقترحت عليهم إغلاق كل هذه الملفات.

8-باقي الشخصيات لها علاقة بهذه الملفات من قريب ومن بعيد؟

الابن "باسل خياط" ، الزوجة "ريم علي"، الشريك "بيير داغر" ، صديق العمر "جهاد سعد"، أناس يريدون الانتقام منه، أناس يحبونه، أناس يكرهونه.

9-هل يوجد جغرافيا محددة للعمل أو يمكننا اعتباره افتراضي؟

ليس افتراضي، نحن افترضنا أن البطل سوري انتقل بعد بدء الأزمة في سوريا ككل رجال الأعمال إلى بلد آخر (لبنان) ونقل كل أعماله إليها. وهو رجل أعمال وبالتالي مشاريعه وأعماله من المحتمل أن تكون في أي مكان وفي أي بلد، نحن ناقشنا في العمل السلطة، الحرية، الخراب العام والخاص، العلاقات الإنسانية ضمن ضغوط سياسية. معين وصل إلى أقصى السلطة عندها شعر أنه ليس حراً ولا يوجد أمل ولا يريد أن يحكٌم أو يحكَم.

 10- وكم تستغرقون من مدة لتصوير العمل؟

من 65 إلى 70 يوم.

11-العمل سوري وفريقه سوري فهل اخترتم التصوير في لبنان لضرورات العمل أم لظروف اضطرارية؟

طبعاً لظروف اضطرارية، فكرنا بالتصوير في بلدان أخرى انتقلنا من الأردن إلى مصر والآن استقرينا في لبنان.

12-أنت معروفة بعدم اهتمامك بالضوابط؟ ما وضع المسلسل مع الرقابة خاصة أنك تتحدثين فيه عن السلطة والحرية؟

أنا ناقشت الأفكار والمعاني، ما معنى السلطة؟ الحرية؟ البنية الاجتماعية؟ الله؟ الإيمان؟ ما الذي يستدعي بقائنا على الأرض؟ هل الشخص مسؤول عن قدرك أو لا وبالتالي لم أتطرق للسلطة أو الحرية بالمفهوم الذي قد يرفض.

13- العمل يناقش مفاهيم أكثر من كونه يناقش أفكار وممارسات هكذا لاحظنا:

نعم فالحبكة تحتوي على وقائع عادية جدا، الحب، الكراهية، القرف، الهرب، الانتحار والإدمان، ما الذي يدفعك كبشريّ إلى الانزلاق نحو الهاوية والوقوع في الكوارث، المخلوقة الفضائية تطلب منهم أن يبيعوها أنفسهم وهم ليتخلصوا من العذاب والملل يوافقون على ذلك.

14- ما الرسالة الأساسية من العمل؟

عدم الاستعداد لتحمّل الأخطاء، فدائماً الإنسان يحمل أخطاء والده وابنه، والتربية، ودائماً هناك مبررات للأخطاء والفكرة أنه لا يوجد أمل لذلك، هناك أشخاص قرروا أن يرحلوا عن الحياة وكل من يملكون هذه الملفات يقررون العبور أي الانتقال من حالة إلى حالة.

15- العمل سوري أم لبناني -  سوري؟

سوري بالكامل من كل النواحي، ولكن بمشاركة ممثل لبناني واحد بدور أساسي، ودوره كلبناني هو بيار داغر.

17-كيف وجدت العمل في لبنان؟

لم أشعر بفرق، "بيار" صنع اسمه مع السوريين من قبل، لم أعمل من قبل مع ممثلين لبنانيين فقط سوريين، والعمل هنا جميل ولم أشعر بفرق أبداً.

18- ما رأيك بالدراما اللبنانية؟

تحتاج إلى هوية، هي دون هوية، حكماً هي مشكلة نص، غير قريب من الواقع اللبناني ولم يتخلص بعد من الحالة الرحبانية في المسرح نوع الخطابة، في الحياة اللبنانيين لا يتحدثون كالدراما، على التلفزيون أن يكون مطابق للواقع ولا يمكن أن يكون بعيد عنه أبداً، لا تلاحق الدراما اللبنانية مجتمعها وكل تفاصيله وما يحصل فيه.

19- ما الهوية التي صنعتها الدراما السورية من وجهة نظرك ككاتبة ومخرجة؟

الدراما هي رواية، نابعة من الثقافة والأفكار المهمة وخلفية الدراما السورية ثقافية فهناك توجه عام للدراما السورية بين التاريخي والاجتماعي وبينهما البيئة الشامية التي تُطلب ليس بناء على طلب المشاهد السوري بل الذوق العربي، فالأعمال السورية غالباً وخاصة في الفترة الأخيرة بات يحددها ذوق المموّل العربي.

20- إذاً ما الذي يميّز الدراما السورية عن غيرها؟

هي جزء من نسيج فكري، فالدراما السورية تلاحق الحياة بكل تفاصيلها وإفرازاتها وتصوّر الواقع وتقرأه كما هو فتصوره.

21-أنت روائية و"العبور" هو تجربتك الإخراجية الأولى، لماذا لم تفكري تصوير إحدى رواياتك؟

كل ما أريد قوله قلته في رواياتي، انتهيت من ما أريد قوله، لذلك من الجميل أن يعمل أحد على رواياتي وبالمقابل أنا أحب أن أعمل على روايات الآخرين ومن الممكن أن أجد روايات أغنى، أنا كتبت العبور كمسلسل وليس رواية بل كتب كسيناريو، ولا يمكنني أن أكتب رواية وأنتهي منها نفسياً وروحياً وثم أعود إليها.

 22- الأزمة السورية كيف أثرت على الدراما؟

حرمتنا من نبض الحياة .. من العمل في بلدنا وأثرت على نفسيتنا وساهمت في تقليل عدد الأعمال، ولكن لم تؤثر على النوعية فالمشاريع الكبيرة لم تتأثر واستمرت وخاصة أنها لأسماء كبيرة مما يسمح لها بالعمل بطلاقة في وضع كهذا، في ظل الأزمة بتنا نتصرف بناءً على معطيات أخرى ونبحث على عمل ليس سوري كاملاً.

 23- أنت كمواطنة سورية ماذا تقولين عن الأزمة؟

الوضع يسبب الخرس هذا ما يمكنني قوله، لا أعرف ماذا أقول، القضية أعقد من فكرة مع أو ضد، ولا  أملك حلول أبداً ولا حتى يمكنني أن أكتب حلول في رواية أنا مواطنة أسأل فقط، أنا لا أملك رأي فعلي في الموضوع أرتبك كثيراً أثناء الحديث عن هذا الموضوع لدرجة تعقيده وصعوبته ولكني أقرب إلى المعارضة طبعاً.

24-إذا افترضنا أن الشخصية الافتراضية "مايا" ظهرت الآن وقالت أن بإمكاني أن أعيدكم إلى ما قبل سنتين وشهرين أي قبل الأزمة السورية، توافقين؟

طبعا نعم، هذا طريق حتمي يمكن اتخاذه، الوضع العربي والسوري وصل إلى أفق مسدود ناتج عن سلسلة أخطاء من أربعين سنة منذ استقلال أعتبره مغشوش لم يبني سوريا الحقيقية، نحن مسنودين على استقلال مغشوش.

26-لماذا اخترت مدينة "جبيل" اللبنانية لتصوري فيها عملك؟

منطقة جميلة جدا وخيارنا جمالي ولضرورات إنتاجية فبيروت مربك التصوير فيها.

27- كلمة أخيرة:

أتمنى أن يُشاهد "العبور" ويحقق ما أتوقع له.