2012/07/04

مخرج تلفزيوني: لا أتابع التلفزيون...نحاس: أنزور مثلي الأعلى ولكن لا أقلده
مخرج تلفزيوني: لا أتابع التلفزيون...نحاس: أنزور مثلي الأعلى ولكن لا أقلده


دارين صالح - الوطن السورية

عمل كمخرج منفذ مع كبار مخرجي الدراما السورية: نجدة أنزور، علاء الدين كوكش، مثنى صبح وغيرهم، أخذ من كل واحد منهم ميزة ليجمع هذه المزايا بأسلوب خاص أضاف إليه نكهة سرية فقدم أعمالاً تألقت ولاقت إقبالاً جماهيرياً موقعة باسم إياد نحاس مثل بيت جدي، المسلسل الأردني دموع القمر، وأخيراً وليس آخراً مسلسل أيام الدراسة الذي لاقى ترحيباً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً وخاصة من فئة الشباب والمراهقين لكون العمل تناول هذه الشريحة الاجتماعية وعكس همومها وأحلامها «الوطن» التقت المخرج إياد نحاس وكان معه اللقاء التالي:

لاحظنا هذا العام كثرة الأعمال الكوميدية مثل خربة، أيام الدراسة، مرايا، الجزء الثاني من يوميات مدير عام، بقعة ضوء، صايعين ضايعين، وغيرها، رغم أنه كان هناك شكوى دائمة من قلة النصوص الكوميدية الجيدة، هل كثرة هذه الأعمال يبشر بتوافر النص الكوميدي الجيد؟

كثرة الأعمال الكوميدية هذا العالم لها علاقة بالعقلية التجارية للإنتاج التلفزيوني، فنلاحظ أن الأعمال الناجحة تقلد، لتصبح موضة مثل الأعمال التاريخية، وأعمال البيئة الشامية وحاليا الأعمال الكوميدية فهي مسألة موضة وعندما ينجح عمل تبدأ شركات الإنتاج بتقليده... وكثرة الأعمال الكوميدية لا يعني أن النص الكوميدي الجيد أصبح متوافراً مع العلم أن أعمال هذا الموسم كانت جيدة عموماً، وبالمصادفة تراكمت هذه الأعمال... فللأسف ليس لدينا عقلية تخطط ما نوعية الأعمال التي يجب إنتاجها هذا العام؟

من المعروف أن مخرج الكوميديا يجب أن يكون ماهراً جداً ومهنياً حتى لا يقع بالابتذال، برأيك كيف يمكن للمخرج أن يقي نفسه من التكرار والابتذال بالعمل الكوميدي؟

المخرج يجب أن يكون مهنياً ومتقناً لعمله بالأنواع الدرامية كافة، ولكن خطورة الأعمال الكوميدية أنه لا يوجد فيها حل وسط فبعد بث العمل إما سيحبك الناس وإما سيكرهونك!

في رصيدك الفني عملان وأيام الدراسة هو الثالث ألم تجد أنه مغامرة لك أن تقدم عملاً كوميدياً مع نص هو الأول لصاحبه، ومع فنانين شباب يقفون لأول مرة أمام الكاميرا؟

طبعاً، الخطورة لا تكمن فقط بأنني قدمت عملاً كوميدياً.. في العالم العربي معظم الأعمال الكوميدية تقوم على النجوم لكونهم يحملون النص والمخرج وباقي الممثلين.

أيام الدراسة عمل كوميدي يقوم على بطولة وجوه جديدة، حتى النص لكاتب شاب يكتب للمرة الأولى، فالنص فكرته حملته، وبأعمال كهذه لا يمكن الاعتماد على النص 100%.

ألم تجد صعوبة بالتعامل مع ممثلين يخوضون تجربة التمثيل والوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى؟

العمل مع فنانين مخضرمين أسهل لكونهم أصحاب خبرة ويعرفون كيف يتعاملون مع الكاميرا ومع إرشادات المخرج، ويقدمون أفكاراً جديدة... ولكن الميزة بالعمل مع الشباب على الرغم من أنهم لا يملكون الخبرة ولكن تكمن داخلهم طاقة كبيرة، يسعون دائماً لإثبات وجودهم، وتقديم أقصى ما لديهم.

بعض المخرجين يجدون العمل مع الوجوه الجديدة أسهل، لأن النجوم يستسهلون العمل عادة؟

ليس دائماً... كل نجم في بداياته كان وجهاً جديداً عمل واجتهد وقدم أفضل ما لديه فأصبح نجماً، ولكن هناك نجوم حتى الآن يقفون أمام الكاميرا وكأنها المرة الأولى وذلك انطلاقاً من إحساسهم الزائد بالمسؤولية، فيبحثون عن التفاصيل الجديدة، وعلى أدوات وملامح جديدة، ويقرؤون النص عدة مرات.

بالمقابل هناك ممثلون شباب يستسهلون العمل.

لاحظنا هذا العام كثرة الأعمال التي تتحدث عن الشباب ومشاكلهم والفيس بوك مثل أيام الدراسة وسوق الورق وشيفون ما سبب التركيز على هذه الفئة هذا العام تحديداً؟

بالمصادفة... أؤكد أنه لا سبب سوى المصادفة.

ما الذي يميز أيام الدراسة عن باقي الأعمال التي تتحدث عن الشباب؟

الأهم من فكرة النص الجيد الذي يتحدث عن مشاكل هذه الفئة العمرية التي تشكل الشريحة الأكبر في المجتمع، هو وجود شباب جدد وإعطاؤهم الفرصة بأن يؤدوا دور البطولة لينجحوا بتقديم أنفسهم.

النص غير معقد، كان فيه عفوية وبساطة، وخال من التنظير... كل من شاهده وجد نفسه بالعمل، حيث لامس بشفافية بعض نواح من حياة الشباب.

من تابع مسلسل أيام الدراسة أكد أن هناك مبالغة في نقل بعض الأحداث وخاصة ما يتعلق بمشاكل المراهقين، وهناك تحريض لاتباع سلوكيات معينة؟

الدراما مرآة صادقة للواقع، تقدمه بشفافية، والواقع فيه أشخاص جيدون وآخرون سيئون، وهو لا يحوي فقط أشخاصاً مثاليين، يتعاملون مع بعضهم بقيم ومبادئ عليا، والأشخاص المثاليون لا يصنعون دراما، وبالتالي لن يكون هناك شوق لمتابعتها من المشاهد.

بالنتيجة كل الخيوط وصلت إلى نتائج جيدة للشخصية، فكل السلوكيات السلبية التي ظهرت بالعمل أدت إلى نتائج لا تحمد عقباها ومن ثم من يتبع سلوكيات سلبية فسيحصد نتائج سلبية والعكس صحيح.

البعض وجد في أيام الدراسة تقليداً لأشواك ناعمة لكونه يتناول الحياة المدرسية.. ما ردك؟

هو ليس تقليداً أو امتداداً لأشواك ناعمة أو لمدرسة المشاغبين، فليس كل عمل يتحدث عن الحياة المدرسية فهو تقليد أو امتداد لأشواك ناعمة أو مدرسة المشاغبين كما تردد. أشواك ناعمة فيه مشاكل أكثر جدية، على حين أيام الدراسة يقوم على الكوميديا، فهو ليس تربوياً وفيه عفوية بعيداً عن التنظير والتهذيب.

ما سبب الموعد السيئ لعرض مسلسل أيام الدراسة، حيث كان يبث عند الساعة 12 ظهراً على سورية دراما؟

الشركة التي أنتجت العمل هي شركة ميديا، والشركة عندما تبيع أي قناة لا تشترط وقت العرض، كما أن العمل الذي يضم نجوماً كباراً مرغوب أكثر من القنوات والفضائيات، على حين العمل الذي يضم وجوهاً شابة وفنانين جدد لا يُعطى أهمية كثيرا، والنجوم الذين يشاركون بأيام الدراسة أبطال ولكن المساحة الأكبر من البطولة كانت للوجوه الجديدة، ولكن رغم الوقت السيئ لبث العمل إلا أنه لاقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً.

قمت بإخراج عمل أردني بدوي ماذا أضافت لك هذه التجربة؟

العمل اسمه (دموع القمر)، كانت مغامرة كبيرة لي، فقد انتقدت وحوربت لكوني مخرجاً سورياً أقدم عملاً بدوياً والأردنيون مهنيون جداً وخبراء بالأعمال البدوية وأسياد لهذه المسلسلات.

الفكرة ولـّدت داخلي تحد لأقدم عملاً بدوياً بشكل وأسلوب جديدين بعيداً عن تقليد الأعمال الأردنية أو منافسة أحد...

في البداية كان هناك نوع من التخوف ولكن رويداً رويداً بدأ الكادر الفني يحب العمل عندما شاهد طريقة وأسلوب العمل الجديد في تقديم العمل البدوي وجميع الفنانين والفنيين كانوا على يقين أنني لم أحضر لأنافس أو أحارب أي شخص.

لماذا لم يروج لهذا العمل بشكل جيد؟

لأنه من إنتاج قناة جديدة اسمها الرشيد، وعرض عليها بشكل حصري.

في البدايات عملت كمخرج منفذ مع المخرج الكبير نجدة أنزور ماذا تعلمت من هذا المخرج وماذا أضاف لك؟

عملت مع المخرج نجدة أنزور بثلاثة أعمال تقريباً، المخرج الذي له الفضل الأكبر على الدراما السورية، لكونه شكل نقطة تحول في الواقع الدرامي فهو أسس لمدرسة على صعيد الصورة والتعامل مع الكاميرا والإضاءة والتعامل مع مكونات العمل الفني بأكمله، وهو أسس لخط إخراجي جديد، فهناك تاريخ اسمه نجدة أنزور، هو مثلي الأعلى، أحب طريقة تفكيره ومغامرته في العمل، ولكن لا أقلده.

عملت أيضاً مع المخرج مثنى صبح كمخرج منفذ في الدوامة ومخرج على كاميرا ثانية في مسلسل القعقاع كيف تصف هذه التجربة؟

مثنى صبح أضاف لتجربتي كثيراً فهو من المخرجين الشباب المتألقين، وصاحب ثقافة عالية، ويضيف إلى العمل روح شبابية.

هل تابعت دراما 2011؟

للأسف لا أتابع تلفزيوناً، لأنني أهتم أكثر بالأعمال السينمائية، ولكن أحاول أن أتابع أجزاء من بعض أعمال لزملائي وأساتذتي ولكن لا أتابع العمل بأكمله.

مشاريعك القادمة؟

حالياً يتم التباحث حول جزء ثان لأيام الدراسة.. على العموم الموسم الرمضاني القادم لم يبدأ بعد.