2012/07/04

مديرة التصوير جود كوراني
مديرة التصوير جود كوراني

خاص بوسطة- دينا حجازي مارسَت هواية التصوير الفوتوغرافي في البداية, وعندما بدأت تتمكن منها قررَت الانتقال إلى التصوير السينمائي, لتدخل مجالاً لم تتجرأ فتاة في بلدنا قبلها على دخوله. وفي زيارة بوسطة لموقع التصوير في فيلم "مطر أيلول" كان لنا معها هذا الحوار.   كيف بدأت فكرة التصوير السينمائي في مخيلة جود كوراني؟ بدأت الفكرة أولاً بالتصوير الفوتوغرافي في الخامسة عشر من عمري, وكنت مولعة بالصور الضوئية, وعندما حصلت على الشهادة الثانوية احترت بين دراسة التصوير الفوتوغرافي, الذي بدأت أتمكن منه, أو السينمائي, خصوصاً أنني أحب السينما, وأشاهد الأفلام. تقنياً التصوير الفوتغرافي أسهل من التصوير السينمائي, ولذا قررت أن أدرس التصوير السينمائي في فرنسة لأني شعرت أنه سيقدم لي أشياء جديدة. ما موقف الأهل من دراستك لهذا المجال؟ كان الأهل موافقين منذ البداية على اختياري لهذا المجال, وكل ما يهمهم في النهاية سعادتي. وقد كان لدي رغبة كبيرة بدراسة التصوير, وأظن أن أحداً لن يفكر بدراسة هذا الاختصاص إلا إذا أحبه فعلاً، إضافة إلى أنه غير موجود في بلدنا. أنت الفتاة الوحيدة التي تعمل في هذه المهنة في الدراما السورية, هل عانيت من مشاكل بسبب ذلك؟ درست ست سنوات في فرنسة حيث كنا أربع فتيات وشابين فقط , ولم تكن هناك مشاكل مرتبطة بكوني أنثى, وهنا أيضاً الجميع متعاونون معي، مثل أي شخص في العمل. وأنا شخصياً لا أحب التركيز على هذه المسألة, لأنها لن تغير من طريقة ممارستي لهذه المهنة. ما هي المتعة التي تقدمها لك الكاميرة؟ قلت سابقاًً أنني مولعة بالصورة وعلاقتها مع الضوء, وأحب العلاقة في تكوين وتشكيل الصور في السينما, فعندما يتخيل الشخص صور لقصة ما, ويحاول أن يجد لها معادلات بصرية في السينما , هذا الأمر يشعرني بمتعة كبيرة في كل لحظة من لحظات تكوينها. مدير التصوير والفريق المرافق له لا يتوففون عن العمل, فماذا عن متاعب هذه المهنة؟ إنها مهنة متعبة جداً لأنها تحتاج إلى تركيز ذهني متواصل. فريق التصوير, والإضاءة لا يتوقفون عن العمل, فنحن نقوم بالتجهيزات اللازمة لأي لقطة جديدة, ولكن التعب لا يأتي فقط من الجهد العضلي, فالتعب الحقيقي يتمثل في إيجاد حل سريع من حيث (التصوير والإضاءة) للقطة مفاجئة ولحظية لم يتم التحضير لها مسبقاً. أهم شيء في التصوير بالنسبة لي الجانب الفني أما التقني والتعب العضلي فهذه الأمور ثانوية.   حدثينا عن لقطة كان هناك صعوبة في إنجازها؟ أصعب لقطة كانت في فيلم "مرة أخرى" لمشهد ليلي طويل مكشوف 380 ْ, فعملياً لم يكن هناك مكان لوضع الإضاءة, استمرت معاناتنا يومين حتى وجدنا الحل, وفي النهاية تمكنَّا من إجراء البروفات وتصوير المشهد, وفعلاًً كانت اللقطة جميلة جداًً, والإضاءة مميزة حيث تطفأ وتشغّل في نفس المشهد.       التعاون مع المخرج مسألة مهمة بالنسبة لمدير التصوير, فكيف يتم هذا التعاون؟ أول مرحلة هي قراءة النص, والمرحلة الثانية والأهم هي التحضير ومناقشة النص مع المخرج حتى أستطيع أن أصل إلى الشيء المُتخيل في ذهن المخرج, فالتعبير عن طريق الصور لما هو مُتخيل بكلمات موضوع صعب, لذلك يجب أن يكون هناك تواصل مستمر مع المخرج, وأن نجرب أشياء كثيرة حتى نصل لأفضل نتيجة ممكنة يتخيلها ويرغبها المخرج. ما هي الأفلام التي عملت فيها؟ أول فيلم عملت فيه "روداج" مع المخرج نضال الدبس, ثم عملت في فيلم"بوابة الجنة" للمخرج ماهر كدو, أما آخر فيلم فكان "مرة أخرى" مع المخرج جود سعيد. عملت أيضاً في أفلام وثائقية, وأفلام قصيرة مثل "مونولوج" و"وداعاً" و"خبرني يا طير", وأنا الآن أعمل في فيلم "مطر ايلول" مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد. ما هي طموحات جود كوراني؟ أحب أن أتطور دائماً, وأن يكون في كل فيلم أشياء وتحديات جديدة لأتعلم منها, كما أحب أن يكون لي أسلوب فني مميز حتى لا أكرر نفسي.  شكراً جود