2013/06/30

مديرية الإنتاج التلفزيوني بعد تفعيلها من جديد.. شريك منافس لمؤسسة الإنتاج أم رجوع لأخطاء الماضي؟!
مديرية الإنتاج التلفزيوني بعد تفعيلها من جديد.. شريك منافس لمؤسسة الإنتاج أم رجوع لأخطاء الماضي؟!

 

لؤي ماجد سلمان – تشرين

 

  لم نكن نتوقع حين انطلاق المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، أن نجد أي اختلاف بين ما ستقدمه للمشاهد، وما قدمته مديرية الإنتاج التلفزيوني والإذاعي سابقاً، لكنها في الواقع استطاعت أن تكسب الرهان،

 و تحول نظر المتابعين إليها في فترة قصيرة، فما قدمته من أعمال درامية العام الفائت كان على مستوى عالٍ، وجهدت هذا الموسم لتقديم أربعة أعمال أخرى رغم العراقيل والصعوبات التي نمر بها، هنا لا ننكر الجهود والتاريخ الطويل لمديرية الإنتاج التلفزيوني والإذاعي التي كانت سابقاً تدير حركة  سير الأعمال الدرامية، لكنها في الحقيقة لم تستطع تطوير ذاتها والتعاطي مع متغيرات السوق الفني، من حيث النوعية ولا الأجور، ولا اختيار الكوادر المناسبة، أو حتى التسويق، مع أنها قدمت أعمالاً درامية جيدة في مراحل معينة على نحو.. «العبابيد، دمشق يا بسمة الحزن، لك ياشام» إلا أنها خسرت المنافسة مع شركات الإنتاج الخاصة التي ازدهرت في السنوات العشر الأخيرة، وباتت غير قادرة على تسويق أعمالها إلا كوجبات بصرية إجبارية للجمهور السوري حصراً، رغم المبالغ الضخمة التي كانت تُخصص لهذه الأعمال، بينما منذ تأسيس مؤسسة الإنتاج التلفزيوني نجد أن القائمين عليها استطاعوا إثبات وجودهم في السوق بشروط جيدة سواء في الآلية المتبعة للإنتاج أو من خلال الكوادر الجيدة التي تختارها.

 

 المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني كانت جادة في تولي مهمة المنتج الخائف على استثماراته الفنية، وحريصة في الوقت ذاته على النوعية، سواء من ناحية النصوص المختارة، أو على صعيد اختيار المخرج المنفذ، فهي لم تحاول استثمار المخرج الموظف على حساب العمل، بل وقع اختيارها على عمالقة الإخراج في الوطن العربي، وهذا دليل على عدم سقوطها في فخ البيروقراطية، والمحاباة المجانية، أو التقنين على حساب العمل الذي كانت تنتهجه المديرية، أيضاً النصوص لا يتم اختيارها إلا بعد خضوعها للجنة قراءة تتمتع بخبرة عملية حقيقية لا وظيفية ولاصداقات! ما يؤكد أنها لا تنتهج سياسة «التنفيعة»، ولا تقبل نصوص بعض المتنفذين السخيفة التي لا ترتقي لذائقة المشاهد، بل يتم اختيار نصوص مهمة لكتّاب لديهم مشاريع تلفزيونية سواء على الصعيد الفكري أو الترفيهي، لكن لمصلحة من تتم عرقلة عمل المؤسسة ؟! وإعادتها إلى بيروقراطية المديرية، فمن ناحية الرقابة على النصوص المقدمة للمؤسسة، لماذا لا تكون الرقابة في المؤسسة ذاتها من دون الرجوع إلى مديرية أثبتت عدم قدرتها على الاستمرار؟  في وقت نحن أحوج به إلى السير إلى الأمام، ما دامت المؤسسة أثبتت نجاحات في اختياراتها وخطة سير عملها، لماذا علينا تجريب المجرب و نفخ الروح في مديرية الإنتاج التلفزيوني بحجة إعادة تفعيلها، إن كانت فعالة سنوات طويلة ووصلت إلى مرحلة غير قادرة فيها على السير لتسويق أعمالها؟ جميعنا يذكر أعمالاً أنتجتها المديرية وصُرفت عليها ملايين الليرات وبقيت طي الأرشيف، أو بيعت في أحسن الأحوال لتلفزيون السودان الشقيق؟!.

 

إن كانت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني جادة في حماية المنتج السوري والوقوف إلى جانب الدراما بدعمها وتطويرها، ومحاولتها الحثيثة لاختيار النص الجيد، والكادر الأفضل، الأمر الذي من شأنه أن  يعيد الثقة بين المثقف العربي والمؤسسات الحكومية، لماذا نحاربها؟ ألا يحق لنا أن نتساءل لمصلحة من تتم عرقلة المؤسسة بمواضيع الرقابة وغيرها؟ و ما المطلوب فعله حتى لا نعود إلى دائرة المحسوبيات والنصوص الرديئة وسياسة المخرج الموظف وثلاثيات وسباعيات التنفيعة؟ لماذا يتم تخصيص ميزانيات جديدة للمديرية؟ ألا ينبغي على الأقل أن نضع استثمارنا في المكان المناسب؟ وإن كان بقاء المديرية ضرورة للبعض، ما ذنب المؤسسة حتى تتحمل عبئاً لا ذنب لها فيه لتكون مستقلة في كل قراراتها سواء في موضوع الرقابة أو غيرها ونتركها تتحمل مسؤولية نجاحها أو فشلها؟