2012/07/04

مستقبل هوليوود في ماضيها
مستقبل هوليوود في ماضيها

  محمد رضا - الخليج نجاح واحد يفتح عادة الشهية على ما يماثله من أعمال، فإذا كان الفيلم يقوم على فكرة هبوط وحوش فضائية من الكوكب الآخر وجدت في العام التالي، ولأعوام كثيرة أفلاماً عديدة عن الموضوع ذاته، وإذا كان من نوع “السوبر هيرو” بحثت الأفلام كلها عن أبطال خارقين للعادة لتقديمهم . وبطبيعة الحال، فإن أي فيلم يتحدّث عن فتاة تحب شابّا لتكتشف لاحقاً إنه مصّاص دماء سيشق الطريق أمام تنويعات مشابهة: هنا شاب يحب مصاصة دماء، هناك دراكولا عالق في الحب، وفي فيلم آخر امرأة تبحث عن العريس المناسب وتجده ربما في فرنكنشتين . هذا بالطبع عدا ولادة سيل من الأجزاء المتلاحقة من الفيلم الناجح ذاته . هذا النجاح الذي يولّد نجاحات أخرى قد ينعكس أيضاً في الاستعانة بأفلام من مراحل سابقة . أعمال الستينات والسبعينات من القرن الماضي طرحت للتداول في السنوات العشر الأخيرة وبوفرة لمجرّد أن بعض هذه الأفلام حققت نجاحاً كبيراً . هذه الأيام وإلى السنوات الخمس المقبلة، نجد أن الحقبة العائدة بقوّة هي الثمانينات . أولاً، حظي فيلم “صراع الجبابرة” في الصالات حول العالم بنجاح كبير . إنه فيلم فانتازي يعود إلى الأساطير اليونانية القديمة سبق للمخرج دزموند ديفيز أن أنجزه سنة 1981 من بطولة هاري هاملين، النسخة الجديدة من إخراج الفرنسي لويس ليترييه مع سام وورثنجتون في الدور الذي لعبه هاملين . الفيلم الجديد أنجز للآن قرابة 450 مليون دولار ولا يزال في مقدّمة الأفلام المدرّة للأرباح . ثانياً، يستيقظ روّاد السينما قريباً على فيلم جديد- قديم آخر عنوانه “كابوس شارع إيلم” . فيلم رعب من إخراج سامويل باير (وإنتاج المخرج عادة مايكل باي) من بطولة جاكي إيرل هايلي . هذا الفيلم مأخوذ عن فيلم بنفس العنوان تم إنتاجه سنة ،1984 وأخرجه حينها وز كرافن . هناك تغييرات في القصّة، لكن الباقي أهم وأكبر مساحة: شخصية قاتلة مجهولة ذات سكاكين حادّة بدل الأصابع يعيش حين تنام الضحايا . يقتحم الكلّية حيث الفتيات والفتيان اللاهون عن كل شيء إلى أن يتمثّل خطره . الشيء الوحيد الذي يمكن ردعه عن قتل ضحاياه هو أن يبقى هؤلاء مستيقظين، لأن اللحظة التي سيضطر فيها المرء إلى النوم، حتى من شدّة الإرهاق، هي اللحظة ذاتها التي سيذبح الوحش البشري ضحيّته . إنه الترجمة الفعلية لعبارة “مش حتقدر تغمّض عينيك” . والآتي بعد ذلك أكثر . حسب تعداد أوّلي، هناك نحو ثلاثين فيلماً من تلك التي نجحت في الثمانينات سيعاد تصويرها، او أن تصويرها انتهى فعلاً، من بينها، على سبيل المثال فقط، الفيلم الكوميدي “أكاديمية البوليس” الذي كان نجاحه في الثمانينات أوجد السبب لإعادة إطلاق أجزاء لاحقة . وهو في واقعه ليس أكثر من مشاهد هزلية تصل إلى حد التهريج حول رجال شرطة أغبياء في مواقف أكثر غباء . هناك أيضاً عودة إلى الخيال العلمي كما وصفه جون كاربنتر حين أخرج “هروب من نيويورك” (1981) . في ذلك الفيلم شاهدنا كيرت راسل يقتحم نيويورك التي أصبحت معقل الأشرار ليبحث عن الرئيس الأمريكي الذي خطف . برك أيزنر، الذي شاهدنا له قبل أسابيع قليلة “المخبولون” المنقول عن فيلم جورج أ . روميرو المصنوع سنة ،1976 سيخرج النسخة الجديدة . أيضاً في إطار السينما التشويقية العام هناك “روبوكوب” وهو فيلم خيالي/علمي بوليسي لا يزال ماثلاً لكثيرين من الذين واكبوه سنة 1987 حين أخرجه بول فرهوفن من بطولة بيتر وَلر ونانسي ألن . الفيلم الجديد المنوي تحضيره للعرض في العام المقبل سيخرجه دارن أرونوفسكي الذي أخرج “المصارع” قبل عامين من بطولة ميكي رورك . في 1985 حقق المخرج تود هولاند فيلم رعب جيد بعنوان “ليلة مرعبة” وهذا الفيلم الآن مبرمج للتصوير قبل نهاية هذا العام . مثله في ذلك الذي كان من بين أنجح افلام الثمانينات الكوميدية وأخرجه حينها إيفان رايتمان . وفي عداد الكوميديات البوليسية هناك “شرطي بيفرلي هيلز” الذي كان واحداً من الأعمال التي رفعت شعبية الممثل إد مورفي . النسخة الجديدة قيد الكتابة الآن على أساس أن يعود إلى بطولتها الممثل نفسه . ولعل واحداً من أهم معالم هذا الإقبال على أفلام الثمانينات متمثّل بفيلم واحد له أهميّته المطلقة وهو فيلم لمخرج معتزل اسمه جون ميليوس وعنوانه “الفجر الأحمر” . السبب في أنه فيلم مميّز يعود إلى أنه سياسياً جسّد الفترة التي انتج فيها . والثمانينات هي فترة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان التي تميّزت بكونها شكّلت حوافز للمبادرات الاقتصادية والسياسية . الفترة التي ترعرع فيها استخدام السينما كدعوة للقتال وكإعلان حالة تفاؤل مطلقة بقدرة أمريكا على تحقيق الانتصار على العدو . في ذلك الحين، تمحور “الفجر الأحمر” حول مجموعة من الشباب الأمريكي المحارب وهي تتصدّى لغزو روسي، هذا في الوقت الذي كانت فيه الحرب الباردة ما زالت مستعرة ولو بدرجة أقل حرارة من ذي قبل . هذه المرّة ومن زاوية البحث عن عدو مناسب وجديد، فإن الغزو، يقول صانعو النسخة الجديدة، سيأتي من الصين .