2012/07/04

مسلسل تركي طويل (2)
مسلسل تركي طويل (2)

شكري الريان

حكاية نجم تقول الحكاية أن سندريلا قد صادفت الساحرة الطيبة التي مكنتها من حضور حفلة الأمير، الحفلة التي لم يكن ليخطر ببال سندريلا أن تحضرها حتى في أكثر أحلامها جموحا، فكيف يكون الحال وقد انقلبت تلك الحالمة إلى نجمة تلك الحفلة.. وفي حكاية علاء الدين كان المارد يخرج كلما حك علاء الدين مصباحه طالبا كل ما يتمناه حتى ولو كان دورا رئيسيا في فيلم هولي وودي. وبالرغم من أن هولي وود لم تكن معروفة في زمن علاء الدين، إلا أن المارد أفلح بعبور الزمن وفي تحقيق رغبة سيده ووقع له عقدا مع والت ديزني!!.. لا شك أنهما صانعي نجوم من الطراز الأول.. طبعا أقصد الساحرة الطيبة ومارد المصباح. وللأسف فزمن الحكايات انقضى، ولكن زمن صناعة النجوم بلغ ذروته ومع ذلك لم يصل إلى شواطئنا بعد. وحتى لا ترتفع الحواجب استنكارا ودهشة أقول بأنني عندما أتحدث عن "صناعة" كائنا ما كان الناتج، أقصد بهذه الكلمة عملية مستمرة لا تتوقف، تزود سوقا لا يكف بدوره عن الطلب والتقلب في آن واحد. فهل أي من تلك الشروط أعلاه محقق في "صناعتنا" نحن.. نعم لدينا "نجومنا" ولكن ومنذ ما يقارب العقد من الزمن هل التمعت شاشاتنا بأسماء جديدة تضاف إلى قائمة "نجومنا"؟!!.. عقد أو أقل قليلا حتى لا أتهم بالمبالغة، وسنة أو سنتين أو حتى خمسة لا تفرق مادامنا نكاد نطابق المقولة التي عبر عنها أحد الخبثاء يوما قائلا "النجم عندنا يلعب كل أدوار البطولة من 7 إلى 77 سنة".. ولكن الزمان والمكان لم يعودا ملكا لنا وحدنا في عالم بدأ يصغر وبات فيه البعيد قريبا.. فكيف يكون الحال والجيران عثروا على بابنا "صدفة" فقرروا المكوث مستغلين الوقت حتى يبدأ الملل بالظهور على أصحاب البيت. وبما أن أصحاب البيت مازالوا مبهورين بالضيوف وبوجوههم الجديدة بالدرجة الأولى، خصوصا وأن هؤلاء الضيوف يحكون لغتنا وبلهجتنا، فأعتقد أن الملل منهم سيتأخر في الظهور. لابد من الانتباه إلى أننا نفرق وبوضوح بين ظاهرة النجومية وبين التمثيل كمهنة لها أصولها ولأصحابها رصيد ومدارس واتجاهات. ومن جهتنا عندنا ما نعتز به فعلا في هذا المجال وبدون ذكر اسماء. ولكن هؤلاء قليلون وهذا طبيعي فالتمثيل موهبة تتطور مع تعب صاحبها عليها وهي تتطلب جهدا فرديا خلاقا دون شك. بينما النجومية عملية أخرى تتطلب جهودا أخرى ومؤسسات تقف خلفها. فأين تلك المؤسسات وإن وجدت من هو صاحب القرار فيها.. وهل هناك من هو معني بتطوير هذه الظاهرة ليستفيد منها عوضا عن ترك الحبل على الغارب لآخرين يأتون مستفيدين مما بنيناه محولين مسار العملية بالكامل لصالحهم وبأبعاد لم تكن تخطر لنا ببال... حيث لم يعد مهند ونور ولميس ويحيى وجوها للتسويق الإعلاني فحسب بل وواجهات جذب سياحي فاقت نتائجها كل التوقعات. فأن يتضاعف عدد السياح العرب ثلاثة أضعاف من دولة عربية واحدة فقط باتجاه تركيا وخلال موسم واحد فقط أمر يستحق التوقف عنده لنسأل أسئلتنا التالية المزعجة "للبعض".. هل شركات الإنتاج الدرامي السوري وبعد كل هذه العقود لم تستطع أن تطور مفهومها الخاص "للنجم" وكيفية تسويقه والاستفادة منه؟!!.. هل لا يوجد عندنا نجوم فعلا أم هم موجودين ولكن أحدا لم يحاول الاستفادة كما يجب؟!!.. هل مرت الدراما السورية بفترات ذروة سيطرت فيها على الشاشات العربية عبر عمل واحد أو عدة أعمال.. ما هو مصير تلك الأعمال وكيف تمت الاستفادة منها؟!!.. ومن يتحمل المسؤولية فيما آلت إليه أعمال كان طريق النجاح ممهدا أمامها لأبعد الحدود وبنسب متابعة فاقت تلك التي حققها جيراننا الأتراك، ولكنها بدأت تخبو من الموسم الثالث على أبعد تقدير؟!!.. (تعرفون من أقصد حكما)... وللحديث تتمة