2013/06/30

مسلسل سوري يصور في لبنان وتنتجه شركة إماراتية "العبور" دراما اجتماعية تلامس الخيال العلمي
مسلسل سوري يصور في لبنان وتنتجه شركة إماراتية "العبور" دراما اجتماعية تلامس الخيال العلمي

 

 

ديانا الهزيم – دار الخليج

 

 

 

بعد مسلسل “حدود شقيقة” و”سنعود بعد قليل” و”منبر الموتى”، دارت كاميرا مسلسل سوري جديد في لبنان وهو مسلسل “العبور” الذي كتبت نصّه وتخرجه السورية عبير إسبر في حين تنتجه شركة “الريف” الإماراتية .

 

المخرجة إسبر اختارت مدينة “جبيل” اللبنانية مكاناً لتصوير عملها الذي يضم نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية على رأسهم الفنانون عباس النوري، وسلافة معمار، وجهاد سعد، وبيار داغر، وقيس شيخ نجيب، وباسل خياط، وميسون أبو أسعد، ومحمد حداقي، وريم علي، وخالد القيش، ومديحة كنيفاتي، وسعد الغفري، ويزن السيد، ودالي جو، وسليم شريفي، ونضال حمادة، وصفوح ميماس، ونبيه عربي كاتبة، وجينيفر زوين، وضيفة العمل بدر حداد .

 

“العبور” عمل درامي يلامس الخيال العلمي من حيث المضمون ويدور بقالب اجتماعي مشوق، يناقش أفكارا وجودية كالعلاقة بين الحاكم والمحكوم وعلاقة الفرد بمحيطه، والعلاقة بين الخير والشر من مختلف وجهات النظر فهو يبحث بين المطلق والنسبي ليصل إلى السؤال عن الهدف أو نقطة الوصول لكل ما ندور فيه ويدور حولنا، فهو أول مسلسل عربي يناقش أفكاراً متعلقة بالعالم الآخر وينتمي لفئة الخيال العلمي .

 

يبدأ النص بوفاة رجل أعمال في ظرف غامض، لنكتشف أنه قبل رحيله طورّ نوعاً من الاتصال مع العالم الموازي، فهو يغادر العالم في ما يشبه الصفقة حيث تحل مكانه شخصية أنثوية تظهر لتغلق كل ملفاته التي تركها معلقة وتبدأ حلقة من الأحداث تكشف المحنة الإنسانية والأسئلة المتعلقة بها .

 

الفنان عباس النوري يجسد في العمل شخصية “معين” وهو ضابط سابق في المخابرات يترك المنصب الرسمي ويتفرغ للتجارة من دون أن يتخلّى عن نفوذه وبعد أن يحقّق كلّ شيء يكتشف أنه لا يمكن للإنسان إلا أن يكون حاكماً أو محكوماً، فيرفض الدورين معاً ويحاول من خلال الأبحاث التواصل مع العالم الآخر لقناعته بوجود حياة أخرى على سطح هذا العالم وفعلاً يتمكن من ذلك ويستطيع التواصل مع شخصية من عالم مختلف وهي “مايا” التي تجسد شخصيتها النجمة سلافة معمار التي تأتي من عالم مختلف وتبدأ بإقناع كل من تلتقيه من معارف “معين” بالعبور إلى عالمها بسبب صعوبة العالم الذي يعيشون فيه وإقناعهم بأفكار مختلفة مؤثرة في عقولهم، في حين يجسد الفنان باسل خياط شخصية “عماد” وهو الابن المدلل لمعين وهو شخص سكير وعديم المسؤولية تستطيع “مايا” التأثير فيه وإقناعه بأن يعبر من عالمه إلى عالمها .

 

أيضاً النجم قيس شيخ نجيب يلعب شخصية “الدكتور الياس” وهو طبيب مخبري تجمعه علاقة صداقة قوية ب”معين”، يجري الكثير من البحوث والاكتشافات ويساعد صديقه بالتواصل مع العالم الآخر .

 

وقال الفنان جهاد سعد عن شخصيته في العمل: “أؤدي دور “أسعد” وهو من الشخصيّات الشرسة في العمل، هو صديق “معين” وعائلته، لكنّه يغار منه دائما، وعندما يختفي معين يشعر بالقلق والضياع، ويحاول أخذ مكانه في العديد من الأمور” .

 

أما الفنانة ريم علي فعن دورها قالت: “أجسد في العمل شخصية “نبال” هي الزوجة الثانية لمعين التي وبعد اختفاء “معين” تدخل في صراع دائم مع “عماد” ابن زوجها من أجل الثروة والأملاك” .

 

 الفنان محمد حداقي يجسد شخصية “مجد” يكون والده شريك “معين الخال” وبعد اختفاء معين يدخل في شجار دائم مع “عماد” ابن معين وبعد حدوث الكثير من الأحداث والمنازعات ينضم “مجد” في نهاية المطاف إلى تنظيم إرهابي متطرف فيتحول مجرى حياته كلياً .

 

وعن شخصيتها قالت الفنانة ميسون أبو أسعد: “أجسد شخصية “روعة” عارضة أزياء تعمل مع أكثر من طرف يوظفونها بطريقة سيئة ولغايات غير نظيفة لكي توقع ب”عماد” الذي يؤدي دوره الفنان باسل خياط، مقابل مبلغ مادي لكن يبدو أنها تتورط بحبه من دون أن تعرف .

 

النجمة مديحة كنيفاتي قالت: “أجسد في العمل شخصية “سارة” دورها يحمل الكثير من الغموض فيتعرف إليها المشاهد على أنها مرسلة من قبل معين الخال (عباس النوري) ومايا (سلافة معمار) لتجذب الرجال وتدفعهم للعبور نحو البعد الآخر وتنجح مهمتها مع كثيرين” .

 

وأضافت: “هنا يتجلى الحوار بين آدم وحواء وكيف تختلف نظرة كل منهما للآخر وكيف تفرّق بين رجل وآخر” .

 

النجم يزن السيد يجسد في العمل شخصية “حسام” وعنها قال: “حسام مدير في شركة “معين” الذي يختفي فجأة، وبعد اختفائه يتفق هو وأصدقاؤه المديرون في الشركة على أن يذهبوا إلى زوجته ويعرضوا عليها أن تختار واحداً منهم لتتزوجه وهنا تحدث مشكلات ويتشاجرون مع “عماد” ابن معين ضمن أحداث مشوقة وجديدة من نوعها” .

 

التقينا مدير إدارة الإنتاج في العمل فراس العمري، وسألناه عن ميزانية العمل والفرق بين أن يكون إنجازه في سوريا والصعوبات التي واجهتهم فأجاب: “ميزانية العمل مرتفعة أكثر مما لو وضعت في سوريا بحوالي 30 إلى 35%، وأما عن الصعوبات التي واجهتنا فكمنت في كثرة الأذونات التي نحتاجها للتصوير في الأماكن العامة والحقيقة أن بعض البلديات تفرض بدلاً للتصوير ولو في الساحات العامة للأسف الأمر الذي لم نعتد عليه في سوريا، ولكن استطعنا التأقلم سريعاً” .

 

وفي حديثنا مع مخرجة العمل عبير إسبر أخبرتنا عن عملها والجديد فيه فقالت: “لا أعتقد أن أي مخرج أو كاتب صاحب مشروع، سيهتم إن كان عمله يحمل جديداً بالمعنى المغاير للسائد فقط، لأن سؤاله الأهم سيكون ما إذا كان عمله مخلصاً لشروطه الفنية . . “صادقاً” بالمعنى الفني ويحترم فكر الكاتب أو المخرج وبالتالي يحترم من يقدم إليه العمل أي المتلقي، ومن هذه الناحية أعتقد أنني احترمت كثيراً من أقدم لهم العمل ولم أعاملهم على أساس أنهم “جمهور تلفزيوني” بل توقعت منهم الكثير وراهنت على مستوى انغماسهم وتقديرهم لما أفعل، أما من ناحية الجديد في العمل، فهذا تحصيل حاصل لأن لا رؤية فنية أصلية من دون تقديم جديد، ومن هنا جديد “العبور” .