2012/07/04

"معاتا"... و دراماتا
"معاتا"... و دراماتا

خاص بوسطة- حسان محمد محمود

ها هي ذي أمنيتي بالتحدث عن الدراما من خلال اختصاصي في علم الإدارة تتحقق، إذ يتيح إحداث المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي مجالاً للخوض بإدارة الدراما وسط الدراما الإدارية، سواء تلك التي نعيشها أو نراها مجسدة على الشاشة، هذا فضلاً عن تمكيني من التقدم باقتراح صياغة اسم مختصرٍ لهذه المؤسسة مكونٍ من تجميع الأحرف الأولى لها، أي: "معاتا".

في علم الإدارة، ينظر للمؤسسة بوصفها منظومة تفاعلات تتم بين مختلف أقسامها من جهة وبين البيئة الخارجية التي تمارس دور المحدد لنشاطها من جهة ثانية، ويتم التمييز في تيارات العلاقة القائمة بين المؤسسة و البيئة بين تيار المدخلات التي ترفد البيئة المؤسسة بها وتيار المخرجات التي تفرزها المؤسسة باتجاه بيئتها.

وعملية تحويل المدخلات (تقنيون ـ تقنيات ـ أموال ـ خبرات ـ أنظمة وقوانين ...) إلى مخرجات (مسلسلات ـ برامج ...) تتم عبر منظومة التفاعل في المؤسسة.

هكذا، يكون لكل من المدخلات ونوعيتها ولمنظومة التفاعل الخاصة بالمؤسسة الأثر الحاسم في نوعية المخرجات، وبالتالي في تحقيق رسالتها.

و"معاتا" الوليدة وسط دراما إدارية (واقعية) أبطالها مؤسسات شقيقة لها، وأحداثها تدور على رقعة الوطن بأسره، يأمل الجميع أن يكون دورها أكبر من مجرد (كومبارس) خصوصاً أن الجميع يرجو بأن تكون نهاية تلك الدراما الإدارية كنهاية الأفلام الهندية، سعيدة، وذات مضمون إيجابي، يتلخص إطاره العام بنجاح مساعي الإصلاح الإداري المعلن عنه بوصفه السيناريو الأفضل لها.

عادةً، ننظر ـ نحن الإداريون ـ إلى المؤسسة بوصفها كائناً حياً، فهي تولد حين يتم استحداثها بعد أن تكون جنيناً فكرياً في رؤوس المستحدثين، ثم تأخذ بالنمو و التطور، وتصل مرحلة النضج، وتهرم، وتشيخ، وربما تموت إن لم تحقن بنسغ الاستمرار والشباب المتقد والخلاق.

وكما يرى علماء النفس؛ فإن لمرحلة الطفولة و بداية النشوء أهمية حاسمة في صوغ الصورة العامة لشخصية الإنسان، وتحديد هويته، ومجمل خصوصياته، لذا يكون لمرحلة التأسيس ذات الأثر في المؤسسة، وخطورة هذه المرحلة كخطورة وضع المسار أو السكة التي يصعب فيما بعد تغيير الاتجاه الذي تحدده.

وعليه، يجدر نصح القائمين على إدارة المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني و الإذاعي " معاتا"  أن يلحظوا أثر ما تحدثت عنه الدراما الإدارية في مسلسلات مثل "يوميات مدير عام"، و"قانون ولكن"، و"الوزير وسعادة حرمه" ...الخ في اختيار كوادرها، وإحداث قوانينها، ونظامها الداخلي، و المالي، وكل ما يتعلق بحيثيات إحداث المؤسسات الجديدة، كي لا يأتي يومٌ، يضطر فيه مخرجٌ أو كاتبٌ إلى تأليف لوحةٍ في "بقعة ضوء"، ربما.. قد.. يمكن.. يكاد يكون عنوانها ("معاتا" ومشكلاتا).

[email protected]