2012/07/04

ملحم زين: لبنان رفعَ رأسك يا أصالة
ملحم زين: لبنان رفعَ رأسك يا أصالة


عبد الحليم الناجي – الأخبار


مفاجآت «مهرجان موازين» في الرباط استمرت حتى ليلته الأخيرة مساء السبت الماضي، عندما أخذ ملحم زين على عاتقه الرد على أصالة نصري والدفاع عن لبنان، رافضاً أن يتناوله أيّ كان بطريقة «غير لائقة»، ومعرباً أيضاً عن أسفه لمنعه من دخول قطر بسبب مواقفه السياسيّة المؤيدة للنظام السوري. كل ذلك جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامه نجم «سوبر ستار» على هامش المهرجان.

في هذا اللقاء، حكى الفنان اللبناني عن مسألة تطرق فضل شاكر وأصالة نصري الى مواضيع سياسية في حفلاتهما، وسأل «أليس هناك من منابر سياسية للكلام في السياسة إلا «مهرجان موازين»؟»، واصفاً هذا التصرف بأنّه يحرج «الدولة المغربية ونظامها». وهذا ما حصل بالفعل حين أعلنت إدارة «موازين» أنّها تتبرأ من مواقف الفنانين السياسية مع ذلك، استغل ملحم زين المؤتمر الصحافي، ليرد الصاع صاعين لأصالة، التي كانت قد صرّحت بأنّ «ثقتها بلبنان مهزوزة»، كاشفةً أنّها لن تغني في هذا البلد مجدداً، ملمحة إلى تورط أجهزة الأمن اللبنانيّة في اختطاف معارضين سوريين.

ورغم أنّ زين حاول التهرب من التصريحات السياسيّة خلال إجاباته عن أسئلة الصحافة، غير أنّه استُفزّ حين سئل عن موقفه من تصريحات أصالة في ما يخصّ لبنان، فأجاب «ما حدا يجيب سيرتنا»، لكنّه رفض اعتبار خطه السياسي مناقضاً لمواقف أصالة، مشيراً إلى أن «ثمة اختلافاً في وجهات النظر». وأشار إلى «أنّني لا أقبل المزايدة على بلدي بشأن الثورة والمقاومة، لأنّ لبنان رفع رأس العرب جميعاً في انتصاراته ومقاومته وحضن العالم كله».

وبعد الأخذ والرد حول منعه من دخول الدوحة، أسف زين لعدم منحه تأشيرة دخول الى قطر، مطالباً بمعرفة الأسباب «لأنّني أعبّر عن آرائي الشخصية، ولم أتعرّض لأي دولة». وإذا كان زين قد عبّر سابقاً عن مواقفه السياسيّة المؤيّدة للنظام السوري، فقد حاول خلال المؤتمر مغازلة قطر وشعبها، معرباً عن حزنه لوصول الأمور إلى هذا الحدّ.

واستغل زين المؤتمر للتحدث عن مشاريعه الفنيّة المقبلة، مفجّراً مفاجأة تتمثل في الإعلان عن توجهه قريباً إلى الإنشاد الديني «لأنّني على يقين أنني لن أستمر في الغناء طوال حياتي، وأتمنى أن يطيل الله في عمري حتى أستطيع تحقيق ما أهدف إليه». ووصل زين إلى الذروة، عندما قال إنّه لن يسمح لأبنائه بولوج عالم الفن. ولم يشأ صاحب «علوّاه» أن يغادر منصة المؤتمر من دون أن يسجّل إعجابه بالفن المغربي. صحيح أنّه سيهجر ساحة الغناء، ويتفرغ للأناشيد والابتهالات الدينيّة «لكن إذا فكرت في تقديم دويتو، فسأغني مع أحد نجوم فن الراي المغاربة».

إذاً، أسدل الستار على حفلات «موازين»، ويمكن وصف الدورة الأخيرة بالاستثنائيّة، ليس بسبب تصريحات أهل الفن السياسية فحسب، بل أيضاً لأنها ستدفع كل من فضل شاكر وأصالة نصري وملحم زين، إلى توضيح مواقفهم، وخصوصاً أن أصالة أثارت استياء الصحافة اللبنانيّة التي انسحبت من سهرتها احتجاجاً على زج اسم لبنان في تصريحاتها، وتحويل مهرجان ذي طبيعة فنية إلى ساحة لتصفية الحسابات وتصريف المواقف السياسية والشخصية. أما زين، فسيسأل عن مواقفه السياسيّة التي انعكست سلباً على مستقبله في الدول التي لا تتفق مع آرائه، وعن أسباب هذه «الردّة الدينيّة المفاجئة» وما إذا كانت نهائيّة أم أنها صدرت منه في «لحظة تخلٍّ»!