2012/07/04

ملح الحياة مسلسل يحاكي القضايا الوطنية في الخمسينات
ملح الحياة مسلسل يحاكي القضايا الوطنية في الخمسينات


عامر عبد السلام – إيلاف


بعد (ليل المسافرين)، و(طيور الشوك)، يقف الفنان أيمن زيدان وراء الكاميرا ليكون مخرجاً تلفزيونياً في العمل الاجتماعي الثالث له بعنوان "ملح الحياة" للكاتب حسن .م. يوسف، ومن إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني.

وعن خصوصية العمل، بين المخرج أيمن زيدان "يعد عمل "ملح الحياة" من الأعمال الضخمة إنتاجياً الموجودة حيث تجاوز في مكانه 150 موقع تصوير، ويشارك في العمل ما يقارب الـ 200 ممثل، كما يؤدي أدواره الرئيسية نخبة من نجوم الدراما السورية بينهم: سلوم حداد، ريم علي، جابر جوخدار، سوسن ارشيد، عامر علي، سليم كلاس، صالح الحايك، علي اكريم وآخرون".

وتدور أحداث المسلسل في دمشق بين عامي 1946 و1958، وتسلط الضوء على مرحلةً خاصة من تاريخ سورية عبر مجموعةٍ من الحكايات التي ترصد انعكاسات الحالة السياسية على المجتمع، لافتاً أن "المميز في العمل هو البعد الوطني، حيث نتطرق بشكلٍ رئيسي لقصة "وهيب حمدي" أستاذ في ثانوية التجهيز، يقتل جندياً فرنسياً خلال مظاهرةٍ مناهضة للاحتلال الفرنسي، ويحكم عليه بالنفي إلى غويانا الفرنسية، يغيب هناك لسنوات ثم يتمكن من الهرب".

ويضيف المخرج الكبير إن الأحداث تسير بانعطافاتٍ دراماتيكية حادة، ليتعرف بعدها على شخصٍ بلجيكي يدعى "ليوبولد" يصبح سفيراً لبلاده في سورية، وتتطور علاقة الصداقة فيما بينهما، ليكسب من خلالها "وهيب" تعاطف السفير البلجيكي آنذاك مع قضايانا الوطنية.

وعن تسويق العمل خفف زيدان من قلقه قائلاً "المسلسل من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، وهذا وحده كاف ليعرض المسلسل عبر قناة دراما سورية، لذا فإنني لن أواجه أي مشكلة في مسألة البحث عن عرض لعملي".

وقال الفنان سعد مينا لـ"إيلاف" أنه يشارك بشخصية الصحفي ،منوهاً بأهمية دور الصحافة في تلك الفترة خاصةً من ناحية التوثيق لبعض النقاط الواضحة بتلك المرحلة أبرزها التركيز على أماكن الخلل في المجتمع ،معتبراً بأن الصحافة لم تكن نزيهة بوجود الأخبار الكاذبة في صحف الإثارة و إن اغلب الصحف كانت تتبع ايدولوجيا وجهات خاصة وممكن ولكن المهم هو أنها في المجمل كانت تخدم المواطن رغم اختلافاتها.

وأشار الفنان بأن شخصيته في العمل على مرحلتين يكون فيها محرراً في سن الشباب ويتعرض للكبح من رئيسه كونه لا يزال مندفعاً وتطغى الانفعالية والعاطفة  على تقييمه للأمور، وعندما يستلم إدارة التحرير في المرحلة الثانية عند الكبر يدرك أهمية أنه لا يجب على الصحفي بأن يعمل بشكل غريزي عاطفي كونه عنصر مؤثر على القراء.

وتجسد الممثلة سوسن أرشيد شخصية فادية، وهي تمثل المرأة الشامية في هذا العمل الذي يتحدث عن دمشق بين 1930 و1950، حيث كان للمرأة حينها رأي مهم، وكانت تعبر عن وجهة نظرها بحرية واستقلالية.

وأعربت أرشيد عن سعادتها بمشاركتها بالعمل، بقولها "سعيدة بوقفي أمام كاميرا الفنان والمخرج أيمن زيدان، فهو على دراية تامة بما يجول في فكر الممثل، والذي يحاول إخراج الأفضل من هذا الممثل، وبالتالي فإن العمل معه ممتع جدًاً".

في الإطار ذاته، لفت الممثل جابر جوخدار "أؤدي شخصية وهيب حمدي، وهو يمثل شريحة المثقفين الدمشقيين في مرحلة الاستقلال وما بعده، يـُنفى إلى غويانا الفرنسية بسبب مقاومته لسلطات الاحتلال الفرنسي آنذاك، مضيفاً أن "الأمور تتصاعد ليصل إلى محنة السجن مرّة أخرى بعد الاستقلال على خلفية نشاطه السياسي، وذلك بتهمةٍ ملفقة هي الاتجار بالآثار".

ولفت جوخدار أن "المميز في الشخصية التي يلعبها هي أنها تسلط الضوء على الفئة المثقفة من الدمشقيين البسطاء المثقفين في مرحلة الاستقلال وما بعده، هذه الشريحة التي غيبت مؤخراً عن الدراما السورية، كما يتناول العمل العلاقة الراقية التي تربط "وهيب" بزوجته "فادية" والتي تختلف كلياً عن الصورة النمطية عن علاقة الرجل بالمرأة التي تم تكريسها عبر مجموعةٍ من المسلسلات السورية لاسيما ما يعرف بأعمال البيئة الشامية".

وقالت الفنانة السورية رغد مخلوف إنها تجسد دور البطولة النسائية في العمل بشخصية (نورا) ،مبديةً تحفظها عن تفاصيل الدور من شدة التعلق بالشخصية، واكتفت بالإشارة إلى إنها شخصية حساسة تستحق لقب (ليدي) بكل معانيها وهي متزوجة من رجل أكبر منها بعشرين عام ذو منصب وموقع اجتماعي مهم تحقق من خلاله حلم معين يكشف من خلال المسلسل، وتكون صديقة لإبطال العمل من أمثال الفنانين (سلوم حداد وعامر علي) وهي سيدة صالونات ومجتمعات تفتح بيتها للفعاليات الاجتماعية والثقافية المهمة.

وبيًن الكاتب والسيناريست السوري حسن م يوسف أن مسلسل "ملح الحياة " يسعى لتقديم رؤية سياسية وتفاصيل واقعية موثّقة ، غير معروفة من قبل المواطنين السوريين في مرحلة الأربعينات والخمسينات التي عاشتها سورية في ظل الاحتلال الفرنسي ، منوّهاً إلى أن العمل لا يعالج الجانب السياسي للاستعمار الفرنسي ، وإنما سيكون الاستعمار بخلفية أحداث العمل ، حيث ستتم معالجة قضية الظلم والقهر الإنساني وكيف تُصاغ مصائر الناس، من خلال قصة شخص يخرج من مكان عمله,، ليجد نفسه متورّط فجأة بمسألة كبيرة تأخذ وقت طويل من حياته ، هذا وأشار م يوسف إلى أن للمرأة نصيب من خطوط هذا العمل حيث سيتم تسليط الضوء على نساء مبادرات وطنيات، كان لهن حضورهن الإنساني القوي، كما سيبرز الوجه الحقيقي للمرأة الدمشقية سواء أكانت شريكة الرجل أو أخته أو أمه.