2012/07/04

(منحنى خطر) على خشبة الحمراء.. كشف الزيف الأخلاقي
(منحنى خطر) على خشبة الحمراء.. كشف الزيف الأخلاقي

مصطفى علوش - تشرين

انتهى العرض المسرحي (منحنى خطر ) تأليف: ج.ب.بريستلي, إعداد وإخراج عروة العربي بانتحار مثنى، لعب الدور (جلال الطويل ),.

وليست غريبة هذه النهاية بعد انكشاف أوراق الأصدقاء الأخلاقية الورقة تلو الأخرى، ليكتشف مثنى بالنهاية أنه أمام خواء مخيف من الزيف، خواء طاله أيضاً

وهو الذي أحب راما, بينما يكتشف أن زوجته سلمى تحب أخاه مامر الذي انتحر كما ظن الجميع في البداية لكي يستر فضيحة صرفه لشيك مالي، لكن

الكشف المتواصل يفضي إلى حقيقة أخرى وهي أن مامر مات مقتولا بيد نادين التي حاول اغتصابها فرفضت فحاول تهديدها بمسدسه وانتهى العراك

بينهما إلى قتل مامر, هذا الميت الذي يرافق الأحياء وكأنه لم يمت, يرافقهم عازفاً على البيانو, وكأنه يعيد عليهم مأساتهم عبر موسيقاه، عزف المقطوعات

(داني القصار). ‏

يبدو أن بريستلي ومعه عروة العربي أرادا كشف الواقع الأخلاقي لطبقة مخملية تملك الملايين,من خلال مجموعة من الأصدقاء، يبدأ العرض عبر حفلة

تجمعهم في بيت مثنى، ويبدو أن هذا العرض الذي سار حتى نهايته لينكشف الجميع أمام بعضهم البعض طرح مسألة الحب الإنساني ومدى بقائه في

الصدور وكيفية التعامل معه, هذا الحب الذي نكتشف أن مثنى لم يعشه مع زوجته, بينما تيم مغرم بنادين، وقد أخفى نفسه تحت اسم قيس,أما نادين

فتحب مثنى الرجل المتزوج, إنه الحب الذي ننتظره في الليل والنهار وحين نصل إليه نتركه مرمياً على الطريق, إنها معضلة الوجود الإنساني منذ بدء

الخليقة, ويبدو أنه لا يخص طبقة بعينها أو شريحة بعينها, رغم أن هذه الطبقة المخملية هي الأكثر ممارسة لهذا الزيف الأخلاقي الكبير، طبقة تعزف على

نغمة المصالح في الليل والنهار وتجرب كل ملذات الحياة, نساؤها ورجالها متساوون في حرية الممارسة, هذه الطبقة التي جربت كل شيء لم يبق أمام

بعض رجالها إلا ممارسة الشذوذ لإتمام دائرة ملذاتهم (علاقة غيث ومامر)، ‏

الديكور المعبر عن الترف تناغم مع بيانو رصد كافة الانفعالات ومشى معها حتى النهاية, ديكور هو بحق متمم لهذه الطبيعة المخملية التي أراد العرض

كشفها أمامنا لنتحسس نحن الحضور ذواتنا وأوراقها المختبئة والكامنة، وكلما تصاعد الحدث المسرحي كنا نكتشف أننا أمام طاقم تمثيلي متمكن من

أدواته، عارف بقدرة المسرح على كشف الذات الإنسانية, ممثلون أجادوا وامتزجوا بالعرض لدرجة الوصول إلى العنف أثناء تمثيل المشاجرة التي حصلت في

العرض، وكانوا يتحركون بواقعية على الخشبة مع تصاعد الحدث المدوي، بينما كانت موسيقا البيانو تعزف على وتر الضعف الإنساني، هذا الضعف الذي

يجعلنا نفرط بالحب ونتركه وحيداً في العراء! الإعلان الذي صممه الفنان حسين صوفان جاء منسجماً مع طبيعة العرض, فعبرت تلك الوجوه عن قلقها العام،

كما عبرت عن هزيمتها التي تجلت في انتحار مثنى في نهاية العرض، ترى هل سينتحر بقية الأشخاص؟ سؤال يمكن اشتقاقه أو استنتاجه من خلال

الحدث المسرحي, بكل الأحوال هناك من يتحمل الفضيحة، وهناك من لا يتحمل, أليست الحياة على هذا المنوال؟ ‏

الممثلون: جلال الطويل،ربا الحلبي, أريج خضور, جوان الخضر, وسيم قزق, علا باشا، داني القصار ) سينوغرافيا: زهير العربي, إضاءة: أدهم سفر, أزياء:

ظلال الجابي, موسيقا: داني القصار, إعلان: حسين صوفان, مخرج مساعد: خالد أبو بكر, تعاون فني: جلال الطويل, العرض من إنتاج المسرح القومي