2012/07/04

من موقع تصوير زمن البرغوت : أحمد ابراهيم أحمد يجمع نخب الدراما السورية ولأول مرة في عمل واحد ..
من موقع تصوير زمن البرغوت : أحمد ابراهيم أحمد يجمع نخب الدراما السورية ولأول مرة في عمل واحد ..


روزالين الجندي - البعث

جيناكم يا أهل الدار من زمن البرغوت /جينا نوصل هالأخبار خفنا لتموت / جينا يا جدي زوار بدنا نطمَن ع الدار وع الياسمين وعلى التوت / مالقينا جار ولا دار ولا شروال ولا نبوت / ولك يا جدي وين الدار وين البحرة والليوان /وين الجار اللي كان يغار /وين الفارس والميدان / وين الإلفة وين الحب والنخوة اللي كانت درب / رزق الله يا زمن البرغوت

بهذه الكلمات اختار الكاتب محمد الزيد والمخرج أحمد ابراهيم أحمد أن يبدأا شارة عملهما الدرامي  (زمن البرغوت ) الذي بدأ المخرج أحمد بتصوير أولى مشاهده منذ أيام في بعض بيوت دمشق القديمة.. هذا العمل الذي يضم نخبة من أهم نجوم الدراما السورية لأول مرة يجتمعون في عمل  واحد كالنجم أيمن زيدان وسلوم حداد ,رشيد عساف ,مصطفى الخاني ,قيس الشيخ نجيب, ومن المخضرمين في البيئة الشامية سليم كلاس وحسام تحسين بك, ومن السيدات صباح جزائري فاديا خطاب, أمانة والي, سحر فوزي ومن الفنانات الشابات: أمل بوشوشة ,مديحة كنيفاتي, صفاء سلطان وغيرهم من القامات الفنية المميزة , أي ما يفوق 217 ممثلاً في أدوار أساسية، هذا العمل الذي رصدت له شركة قبنض المنتجة ميزانية ضخمة،  كما سينفذ في أكثر من 200 موقع تصوير ويعمل حاليا مهندس الديكور ناصر جليلي على بناء مدينة خاصة للعمل في مدينة الفيصل للإنتاج الفني تضم الأسواق والمحلات وكل مستلزمات تصوير المشاهد الخارجية بالإضافة لبقية مواقع التصوير التي يتطلبها العمل.

يحكي العمل كما يقول كاتبه محمد الزيد عن فترة “عصيبة من تاريخ دمشق ألا وهي فترة ما يسمى بالسفر برلك, أيام الحرب العالمية الأولى, وانعكاسات تلك الفترة على المجتمع السوري والدمشقي تحديداً, إذ  يصور العمل, الواقع الاجتماعي في حي الميدان منذ عام 1915 وحتى عام 1926 طبعا هذه الفترة تم فيها جلاء الاحتلال العثماني عن دمشق, ثم فترة الحكم الفيصلي ومن ثم الاحتلال الفرنسي ,واندلاع الثورة السورية الكبرى.. يلم العمل بهذه الأحداث كانعكاسات حيث الجانب العسكري والسياسي مجرد خلفية  لما يجري في إحدى حارات حي الميدان الواقعة خارج سور دمشق  وهي حارة العياش  “.

وحول الجديد في هذا العمل عن غيره من الأعمال الدمشقية يقول الكاتب الزيد: الجديد هو إعطاؤنا الأهمية للخيول العربية وارتباط الدمشقي بها كما أننا لأول مرة نرصد لحارة تقع خارج سور دمشق في حي الميدان مصورين العلاقات التي تربط هذا الحي مع الريف والبدو.

يتضمن العمل الكثير من المحاور والشخصيات كشخصية المختار أبو وضاح التي يؤديها الفنان أيمن زيدان هذه الشخصية التي تمر بظروف ومناخات درامية صعبة , وتتعرض للكثير من الإساءات من أهل حارتها إلا أنها تميل نحو التسامح في نهاية الأمر، وكذلك شخصية أبي نجيب التي يؤديها الفنان سلوم حداد هذه الشخصية التي تتسم بالبخل الشديد رغم غناها المادي في حقيقة الأمر وما ينتج عن هذا البخل من علاقات سيئة مع أهل الحارة, وأيضاً شخصية العقيد أبو أدهم التي يؤديها الفنان رشيد عساف إذ يحدثنا: هي من الشخصيات الرئيسية في العمل  كتبها الأستاذ أحمد الزيد هي وغيرها من الشخصيات بحس روائي مميز، والجديد في هذا العمل أيضاً أن “العقيد” لا يتطور في هذه الرتبة بل يرثها أباً عن جد وهو من الشخصيات التي تتعرض للغدر ممن تظنه ابن عمها والشخصية تلعب دورا مؤثرا في الأحداث وتقترب من الأسطرة، وهذا شيء جميل بالنسبة لي لأنها تعطيني مساحات أكبر للتحرك , وهذه أول مرة أعمل تحت إدارة المخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي قدم أعمالا مهمة كلعنة الطين وسوق الورق وهذا العمل الذي أتمنى أن يعجب الجمهور لدى الانتهاء منه “.

كما يضم العمل شخصيات رئيسية أخرى في دور بطولة كشخصية مصطفى الخاني الذي يؤدي واحدة من أهم شخصيات مسلسل زمن البرغوت وهي شخصية صفوان الملقب بأبي عكر “شخصية حشاش وابن لحلاق الحارة, وطبيبها ,الذي رغم عمله مع والده إلا أن طموحه أبعد من ذلك مما يدفع به إلى الفشل, الأمر الذي يوقعه في ورطات عديدة, وأبو عكر وبتحريض دائم من والدته يحاول أن ينصب العديد من المكائد والمشاكل لرجال الحارة, كما يعمد إلى الزواج من بنات أحد البكوات بسبب غروره لكي يرتقي بمستواه الاجتماعي ومن ثم يحاول أن يتزوج من ابنة عمه رويدة التي يعلم بحبها لابن خاله وضاح فيدبر له مكيدة , ويرسله إلى (الأخد عسكر) مع انه وحيد ومن ثم يشيع بأنه قد قتل لأنه كان خائنا, ولا يكتفي بذلك بل يحاول أن يبعد مختار الحارة أبو وضاح عن الحارة مستغلا علاقته بإحدى الشخصيات النافذة ومن ثم تسليم والده المخترة إلى أن تصطدم الشخصية بمنعطف كبير يغير حياتها”.

أيضاً من ضمن الشخصيات في هذا العمل شخصية مختار منطقة الريف التي يؤديها الفنان أحمد مللي الذي يقول عن دوره: “تربطني علاقات اجتماعية قوية مع حارة العياش ونتيجة لخطأه في الحكم ظلماً على أحد الأشخاص في حارتي أطرد منها وآتي للعيش في حارة العياش لتكشف قصتي بعد خمسة  عشر عاماً وشخصيتي تستمر على مدى الجزأين الأول والثاني “

ومن الشخصيات النسائية شخصية أم تحسين التي تؤديها الفنانة رجاء يوسف هذه الشخصية التي اختار المخرج أحمد أن يكون منزلها هو المكان الذي تدور فيه كاميرته معلنة بدء تصوير هذا العمل وأم تحسين كما تقول يوسف “ تعاني كثيراً نتيجة ماضيها السيئ كفتاة ليل ومن ثم وفاة ابنها تحسين وعجزها فيما بعد مما يضطر أهل الحارة لتكليف الداية  ديبة التي تؤديها الفنانة مرح جبر للاهتمام  بها ,وما يحصل من توترات على علاقتهما ببعض” , تقول جبر “عندما طلب مني الأستاذ أحمد إبراهيم أحمد أن أجسد هذه الشخصية استغربت لكنه قال أنا أريد لديبة ألا تكون امرأة كبيرة في السن كعادة الدايات في أعمال البيئة الشامية بل أريدها أن تكون صبية قريبة من البيوت تشتغل كخاطبة تعرف صبايا الحي وشبابها فهي تقوم بأدوار اجتماعية مهمة تربطها علاقات حميمة مع معظم أهل الحارة حتى أنها تشكل جزءاً من نسيج هذه البيوت بالإضافة طبعاً للمهمة التي يوكلها لها المختار أبو وضاح بالعناية بأم تحسين العاجزة عن خدمة نفسها “.

والعمل الذي رُصدت له ميزانية ضخمة كيف ستكون الملابس فيه ؟ خاصة أن الملابس تلعب دوراً مهماً في أعمال البيئة الشامية، تقول ندى العلي مصممة الملابس “زمن البرغوت أزياؤه مختلفة  كثيراً عن أي عمل بيئي آخر عملت به, فيه تنوع كبير في الأزياء , ريفي, بدوي , أزياء عسكرية عثمانية , وفرنسية، إنه عمل يتضمن مراحل عديدة تبدأ بالاحتلال العثماني وتنتهي بالثورة السورية الكبرى، في هذا المسلسل هناك مساحة واسعة للألوان الشامية القديمة كالأحمر والتركواز والبترولي كما هناك مساحة لشيء جديد على صعيد الأزياء الرجالية في زمن البرغوت “.

وزمن البرغوت الذي بدئ التصوير به ماذا يقول مخرجه أحمد إبراهيم أحمد عنه لاسيما وأنه التجربة الأولى له في مجال أعمال البيئة الشامية “أنا حقيقة كنت أحضّر  لعمل معاصر قبل أن تحكي معي شركة قبنض وتعطيني هذا النص الذي أعتبره ملحمياً ورغم أني لا أميل لأعمال البيئة إلا أن هذا النص استثناء، أحببت النص وأحببت أحداثه التي  تدور في بيئة وعوالم مختلفة لم تتطرق لها أعمال البيئة من قبل ألا وهو حي الميدان ,الذي هو خارج سور دمشق ,لايوجد  نمطية في النص ونحن نفكر بصيغة بصرية له، ورغم أن النص هو لكاتب يخوض تجربة الكتابة لأول مرة إلا أنه عمل مكتوب بنَفَس روائي فيه عوالم مختلفة وشخصيات كثيرة رصدتُ تفاصيلها بدقة وهذه ليست أول مرة أخرج فيها عملاً لكاتب جديد فقد سبق ذلك لعنة الطين مع الكاتب سامر رضوان وفي سوق الورق مع الكاتبة آراء الجرماني.

وأما ما يخص مسألة التوثيق فالمخرج أحمد يؤكد على ما قاله الكاتب من أن العمل ليس هدفه التوثيق لتلك الفترة الممتدة من 1915-1926 بل تمر هذه الفترة بأحداثها كخلفية للأحداث والعلاقات الاجتماعية لبيئة العمل الممتدة بين حي الميدان والغوطة والعلاقة مع البدو فمثلاً معركة ميسلون التي تقع في تلك الفترة الزمنية لا يتم التطرق لها لأنها تحتاج لعمل يخصها حتى نستطيع إيفاءها حقها.