2012/07/04

شكري الريان

لم أكن لأفكر للحظة بالرد على أي من ضيوفنا الأكارم.. أياً كان رأيهم في موقعنا، وفي العمل الذي نقوم به من خلال الموقع.. بالعكس، اعتبرت، وأسرة بوسطة معي في هذا، أن مجرد تفضل أحدهم بإبداء الرأي، سلباً أو إيجاباً، هو مبادرة كريمة يجب أن تحظى بكامل الحب والاحترام، والتفهم..

ولكن للحقيقة أستوقفني في "تحية" الأستاذ فارس الحلو لموقع بوسطة نقطتان.. ولو أنهما، أي هاتين النقطتين، تدوران حول محور واحد، وهو باختصار ذاك السؤال الذي طالما رفع في وجوهنا "من أنتم؟!!.." ودون استفاضة في الشرح، فسؤال كهذا حمّال أوجه.. ودون سوء نية من طرفنا، على الأقل، نكتفي بالمعنى الحرفي للسؤال... ونحاول أن نجيب..

يقولون.. أو هكذا قيل لنا، أن عمل المرء هو الجزء الأهم من هويته.. ولكن الظاهر أن العمل وحده.. عاديا كان أو خارقاً.. لا يكفي في زماننا هذا للتعريف بصاحبه.. إذ يقول الأستاذ الحلو " إن زاوية (من نحن) المدرجة على بوسطة مختصرة جداً، وهي تشبه إلى حد بعيد تلك المواقع الإلكترونية التي تخشى توصيفها، وهي غير كافية ولا تشجع القارئ المهتم للتجول فيه والدخول له مجدداً.." ونسأل بدورنا، هل التوصيف مهم لهذه الدرجة ليدخل القارئ "المهتم".. أم أن المهتم معني بالدرجة الأولى بنوع الخدمة المقدمة له كائناً من كان الشخص الذي يقف خلفها.. هذا دون الدخول في "الخشية" من التوصيف، لأنها ومن خلال كلام الأستاذ الحلو، أي الخشية، صفة تنطبق على "المهتمين" أكثر من مطابقتها للقائمين على العمل.. كائناً من كانوا..

وهنا يحق لنا أن نسأل.. الخشية من ماذا؟!!.. وحتى لا نتهم بالمبالغة وتحميل الكلام أكثر مما يحتمل ننتقل إلى الفقرة التالية من استهلال الأستاذ الحلو.. "إذ لا بد أن يكون في زاوية (من نحن) تعريف بأسرة الموقع وشرح واف لخطة العمل التي تسير عليها وأهدافها المتوخاة وهواجسها، كذلك لا بد أن يذكر اسم الجهات والمؤسسات والأشخاص التي تساهم في صنع هذا الموقع".. وأعتقد أن الكلام واضح تماماً ولا يحتاج إلى تفسير.. إنها من أنتم مرة أخرى.. ولكن مع إضافة "الـ" التعريف.. وهي حسبما فهمت من كلام الأستاذ الحلو.. من يقف وراءنا..

لا أريد أن أحمل الكلام أكثر مما يحتمل.. ولكن رائحة "الأشباح" كانت واضحة في كلام الأستاذ الحلو لدرجة بات فيها من الإهانة لذكاء واحدنا أن يتغاضى عنها.. ويظهر هؤلاء الأشباح بشكل علني في فقرة تالية حول رأيه بموقعنا، إذ يقول "أيضاً لابد من البحث مع بداية انطلاق أي موقع ثقافي أو فني أن يكون هناك استقطاب لأكثر الأسماء شهرة وتميزاً في الوسط الفني والثقافي، وحين يتم ذلك، يمكن للموقع أن يروج للمواهب والطاقات المغمورة.." والأشباح هنا، مع كامل الاحترام لكلام الأستاذ الحلو، هم أولئك اللذين يتمعتون بصفة "أكثر الأسماء شهرة وتميزاً في الوسط الفني".. فمن هؤلاء أصحاب تلك الأسماء.. وهل وجد واحدهم، على فرض أنه "صاحب اسم"، الباب مغلق في وجهه عندما يريد الكلام عبر بوسطة.. أو سواها..

مرة أخرى نتعامل بكلام مبهم.. ونتحدث حول أشباح.. وهي حسب كلام الأستاذ الحلو نوعان.. واحد نكرهه.. أو نخشاه، من "خشية".. وآخر نحبه ونعطيه صفة الشهرة والتميز في الوسط الفني والثقافي.. وفي كلتا الحالتين لم نعرف بالضبط عماذا كان يتحدث ضيفنا الكريم ونجمنا المحبوب.. بدون تملق أو ادعاء أو سخرية..

والحياة بين أشباح أمر صعب للغاية ولا يساعد أحداً على القيام بأي شيء.. حتى ولو كان يفكر في إطلاق موقع يحاول أن يرصد المشهد الفني والإعلامي والثقافي في سورية والمنطقة العربية عموماً.. ولذلك كان أفضل ما فعلناه في بوسطة هو أننا انطلقنا في عملنا واضعين كل تلك المخاوف (من خشية مرة أخرى) خلف ظهرنا مقتنعين أن هناك حياة حقيقية في بلدنا أولاً، تستحق أن تعاش.. وأن هناك عمل يجب أن نبادر به.. وأن هناك أملاً في أن نجد من يسمعنا ويحاورنا لنصل إلى.... صيغة تكون مرجعاً لنا جميعاً.. هل بالغنا في طموحنا.. ربما.. ولكننا في كل الأحوال بادرنا.. وهذا بحد ذاته شرف نعتز به دون الرجوع إلى أي من "أكثر الأسماء شهرة" مكتفين بـ "المواهب المغمورة" على اعتبار أنهم، أي تلك المواهب المغمورة، شركاء في وطن يفترض أنه للجميع...

هذا نحن يا أستاذنا الكريم.. مع جزيل الشكر لمبادرتك التي نأمل أن تستمر وتثمر، على الأقل يمكننا في هذه الحالة أن نتلمس إجابة لسؤال يعنينا جميعاً، وليس بوسطة وحدها... فعلاً، من نحن؟!!!!...