2015/08/03

بوسطة – علي المحمد

الكلاسيك للحزن والباند للفرح... والفالس للحياة الجديدة

كتبنا موسيقا خاصّة لمشاهد بعينها

غدأ نلتقي يستحق وصف "خارج المنافسة"

حديث مع رامي حنا قبل قراءة النص كان كفيل بالوصول إلى تصوّر كامل عن موسيقى ملائمة لـ "غداً نلتقي"، العمل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس خلال شهر رمضان، مما رتب على المؤلف الموسيقي فادي مارديني مسؤولية كبيرة، شأنه في ذلك شأن كل من شارك في هذا العمل الذي اعتبر أيقونة موسم دراما 2015 .

كيف وضعت أول نوتة موسيقية لـ "غداً نلتقي"؟، وماذا بعده؟، وكيف كانت بدايات مارديني؟ ... التفاصيل في مايلي من اللقاء الذي أجراه معه موقع "بوسطة" :

يمكننا القول أن موسيقاك هي إحدى أقوى وسائل التعبير في "غداً نلتقي"... كيف عملت على خلق المناخ الموسيقي للعمل؟

في البداية جلست مع رامي حنا وشرح لي عن العمل الذي بدا مهتماً بكل تفاصيله ولديه تصوّر واضح حولها، قرأت النص، واجتمعنا مجدداً لأشرح له وجهة نظري عن نوع الموسيقى الملائمة للعمل، وكانت وجهات نظرنا متقاربة جداً، فكانت موسيقى غداً نلتقي.

ظهر بوضوح اعتمادكم أكثر من نمط موسيقي في العمل؟ كيف وظّفتم ذلك لخدمة النص؟

اعتمدنا فعلياً ثلاثة أنماط موسيقية للعمل هي : "الكلاسيك"، "الفرقة الموسيقية الغربية أو الباند" و"الفالس"، وكان ذلك بالتأكيد لخدمة النص والصورة بطريقة أفضل.

بحيث تكون الموسيقى الكلاسيكية الحزينة هي الطاغية على روح العمل بما يتناسب مع محور النص، وطريقة التصوير والإخراج.

بينما وظّفنا "الباند" لمحاكاة الأحداث التي تحمل شيئاً من الكوميديا، إضافة إلى أنّ هذا الأسلوب الموسيقي مناسب للمشاهد الحياتية اليومية.

وخصصنا "الفالس" لمرحلة أوروبا في العمل، والحالات التي تمهّد لمشاهد فرنسا.

ثمّ كان اخيتار الآلات الموسيقية.. أليس كذلك؟

تماماً، وأتى ذلك بناءً للأنماط الموسيقية التي اعمتدناها في العمل، فالنمط الكلاسيكي تطلّب استخدام كتلة كاملة من الوتريات، إلى جانب استخدام آلة البيانو في "الصولوهات" بطبيعة الحال.

بالنسبة لـ "الباند" استعنّا بآلات "الفرقة الغربية" الأساسية: الدرامز، والغيتارين (الباص والصولو)، والكمان والأكورديون للعزف المنفرد.

بينما شكّل الأكورديون الفرنسي، الآلة الأساسية لموسيقى "الفالس" في العمل، إلى جانب الكمان (للصولو).

بدا لنا كما لو أن هناك جمل موسيقية تم تأليفها خصيصاً لحوارات بعينها في العمل، هل هذا صحيح أم أن ذلك له علاقة بصنعة التوزيع الموسيقي ؟

نعم صحيح هنالك بعض المشاهد التي صنعنا لها موسيقاها الخاصة، لكننّا أعدنا توظيفها لاحقاً في مشاهد أخرى عندما كنا نقوم بتركيب الموسيقى على الحلقات.

كان واضحاً أيضاً اتجاه المخرج رامي حنا إلى محاكاة السينما الأوروبية عامةً، والإيطالية بشكل خاص من ناحية أسلوب الإخراج، وهو ما انطبق على الموسيقى التصويرية التي بدت متأثرة بأسلوب آستور بيازولا وبالتحديد موسيقا "oblivion" التي كتبها للفيلم الإيطالي "La meglio gioventù" ما تعليقك على ذلك؟

أنا بعيد تماماً عن سماع الموسيقى الكلاسيكية، وخاصة في السينما الأوربية، ولكن أعتقد أن أي موسيقي محترف يتولى تأليف الموسيقى التصويرية لـ (غداّ نلتقي)، سيتجه لهذا الأسلوب الموسيقي، لأنّه الأنسب، إلى جانب محاكاته للتصوّر الإخراجي لدى رامي حنا.

 

كلامك يعني أنّ الاحساس بالتشابه بين موسيقا "غداً نلتقي" وموسيقا الفيلم المذكور يعود إلى استخدام الآلات والأنماط ذاتها؟ هل هذا ما قصدته؟

بالتأكيد، فعلى سبيل المثال جميع أعمال البيئة الشامية تعتمد على ذات الآلات وأسلوب التوزيع، ولكن ألحانها مختلفة، ولا أعتقد أن اختيار أنماط موسيقية مناسبة للعمل هو اقتباس، لأن الأنماط الموسيقية عديدة. وفكرة موسيقى أي مسلسل تبدأ بتحديد هويّة النمط الذي يليق به، ثم تأتي مرحلة ابتكار اللحن الخاص بالمؤلف الموسيقي، ثم يتم توزيعه، وبهذه المرحلة تحديداً نستطيع التحكم بالنمط وأخذه حيث نريد.

لذلك أعود للتأكيد بأنّه ليس هناك أي اقتباس في موسيقا "غداً نلتقي"، والأمر ينطبق على جميع أعمالي السابقة.

هل كان اختيار أغاني فيروز والموسيقى المرافقة الأخرى بالعمل، بناء على طلب كاتبيه، أم أنها كانت من مقترحاتك كمؤلف موسيقي للمسلسل؟

النص الشعري لمحمود درويش، وأغنية (حكيلي حكيلي) للعظيمة فيروز، وموسيقى برنامج "غداً نلتقي" التي سمعناها في شارة نهاية الحلقة الأخيرة، كان اختيارهم بتخطيط مسبق مع المخرج، أما الأغاني التي رافقت الشخصيات بحياتهم اليومية في الميكروباص أو المطاعم أو الراديو، فكانت مدروسة، وتم اخيتارها بما يليق بشخصيات العمل، وخلفيات حياتهم، وكنا نضعها أنا والاستاذ رامي أثناء تركيب الموسيقى بالتشاور فيما بيننا .

بالعودة إلى البدايات متى كانت الانطلاقة الحقيقية لك كمؤلف موسيقي؟

الانطلاقة الفعلية كانت عبر مسلسل "سيرة الحب" اخراج عمار رضوان

باستثناء "غداً نلتقي" أي الأعمال الدرامية هذا الموسم حمل موسيقا تصويرية ملفتة برأيك؟

رغم أني لم أتمكن من متابعة كثير من الأعمال في رمضان بسبب انشغالي بالعمليات الفنية لـ "غداً نلتقي"، ولكن مما تابعته لفتتني موسيقى الكبير ياسر عبد الرحمن في مسلسل "استاذ ورئيس قسم"، وأيضاً موسيقى "العراب - نادي الشرق" للمبدع إياد الريماوي .

حدثنا عن مشاريعك القادمة في التأليف موسيقي؟

سوف يعرض في الفترة القادمة مسلسل (قصة حب) للمخرج فيليب أسمر الذي تعاونت معه سابقاً في مسلسل (عشق النساء). وسيحمل (قصة حب) موسيقى تصويرية من تأليفي، كذلك ستكون الشارة بصوت النجم الرائع ملحم زين من كلماتي وألحاني وتوزيعي. وأتوقع النجاح لهذا العمل فهو متميز على صعيد القصة والحبكة الدرامية.

بالنسبة لفادي مارديني هل سيكون مابعد "غداً نلتقي" ليس كما قبله؟

غداً نلتقي أضاف لي الكثير معنوياً وأنا فخور جداً لمشاركتي هذا النجاح مع كل القائمين عليه، وأنا سعيد أن بداياتي كانت بأعمال مختلفة الأنماط كلياً وأعتقد أنها لاقت صدىً طيباً بين الناس، أعتقد أن المسؤلية أصبحت أكبر بعد (غداً نلتقي) على كل من شارك فيه، فهو منجز يستحق أن يوصف بأنه "عمل خارج المنافسة".