2013/05/29

ناجي جبر و «أيام شامية»
ناجي جبر و «أيام شامية»


جوان جان – الثورة

أعادت فضائية نورمينا إلى الذاكرة من خلال عرضها للمسلسل السوري الشهير «أيام شامية» الفنان السوري الراحل ناجي جبر (1940-2009) الذي اضطلع بواحدة من الشخصيات الأساسية فيه،

وهي شخصية اعتُبِرَت امتداداً للشخصية الشهيرة أبو عنتر‏

التي عُرِف بها في عقد السبعينيات والتي قدّمها أول مرة في مسلسل «صح النوم» إلى جانب الفنانَين دريد لحام ونهاد قلعي، لكنها في «أيام شامية» كانت شخصية أكثر وعياً وقدرة على رؤية الواقع واستنباط أسلوب الحياة الملائم له، خاصة إذا ما عرفنا أن أحداث «أيام شامية» كانت تدور زمن الاحتلال العثماني لسورية وهو الاحتلال الذي ما ترك وراءه إلا التخلّف في كافة مناحي الحياة، وخاصة الاجتماعية والاقتصادية .‏

وإذا عدنا بالذاكرة إلى الفترة التي تلت عرض مسلسل «صح النوم» في مطالع السبعينيات لوجدنا أنها شكّلت الفترة الذهبية للفنان ناجي جبر، حيث استثمر النجاح الذي حققته شخصيته في المسلسل في المجال السينمائي تحديداً فشارك في العديد من الأعمال السينمائية بشخصيته التي قدمها في «صح النوم» وشكّل مع الفنان ياسين بقوش ثنائياً لطيفاً في السينما من خلال عدد من الأعمال التي تقاسما بطولتها، لينتقل جبر في مرحلة لاحقة إلى القيام ببطولة عدد من الأعمال السينمائية بعيداً عن شخصية أبو عنتر، مقدماً نموذج البطل السينمائي بمعناه الهوليودي التقليدي، البطل القادر على تحقيق ما يريد وكأنه سوبرمان الذي تخضع لإرادته كل الإرادات .‏

وعلى الرغم من المسيرة السينمائية الغنية لناجي جبر في السبعينيات والتنوّع الذي حاول أن يفرضه على رؤية المخرجين له إلا أن مسيرته التلفزيونية تعثّرت، إذ بقي أسير أبو عنتر في مجموعة من الأعمال التلفزيونية التي قدمها بعد «صح النوم» لكنها بقيت في الظل ولم تلقَ الرواج المطلوب، وقد ساهم إهمال هذه الأعمال وعدم بثّها سوى مرة واحدة في بقائها بعيدة عن الذاكرة وإعادة التقييم الذي تخضع له الأعمال الفنية في كل مرة يُعاد عرضها فيه .‏

والواقع أن عقد الثمانينيات شكّل انتكاسة لمسيرة ناجي جبر عندما انحسرت عنه الأضواء بشكل مؤلم، خاصة بعد انحسار موجة الأعمال السينمائية التي أنتجها القطاع الخاص في السبعينيات وكان له فيها نصيب كبير، ليشارك في الثمانينيات في عدد قليل جداً من الأعمال التلفزيونية ربما كان أهمها دوره في مسلسل «السنوات العجاف» الذي أعده السيناريست الراحل خالد حمدي عن نص روائي وأخرجه الفنان الراحل طلحت حمدي، حيث أدى ناجي جبر في هذا المسلسل دوراً جديداً عليه افتقد الجمهور فيه ملامح الرجولة والإقدام التي كان يرى فيها الشخصية التي اعتاد أن يتابعها من خلال الفنان ناجي جبر .‏

ويمكن القول هنا أن مشاركة ناجي جبر في مطالع التسعينيات في مسلسل «أيام شامية» أعادت الروح لهذا الفنان الذي بُعِث في ذاكرة المشاهدين من جديد من خلال دور يُسجَّل له وكان فاتحة مشاركة جبر في بعض الأعمال التلفزيونية من خلال شخصيات مختلفة برع بها، الأمر الذي يؤكد أنه فنان من طراز رفيع رغم أن شخصية أبو عنتر التي نقلته إلى عالم النجومية ظلمته ردحاً طويلاً من الزمن قبل أن يستعيد زمام المبادرة ويطرح نفسه كفنان مجدِّد ومتجدد.‏