2012/07/04

ناجي طعمي : ما يحدث في سورية مؤلم.. ولكن إن لم نقف أمامه فمن سيقف ؟
ناجي طعمي : ما يحدث في سورية مؤلم.. ولكن إن لم نقف أمامه فمن سيقف ؟


فؤاد مسعد - الثورة

(الأحداث لم تعق العمل) .. هذا ما أكده المخرج ناجي طعمي الذي يتابع تصوير الجزء الثالث من مسلسل (صبايا) موضحاً أن التصوير استمر حتى أيام (الجمعة) مشدداً أنه يقدم من خلاله رؤيا مختلفة عما سبق وقدم في الجزءين السابقين ،

الذي أخرج الجزء الأول منه والمخرج فراس دهني أخرج الجزء الثاني ، والمسلسل في جزئه الجديد تغيب عنه فنانات وتحضر فيه فنانات يشاركن للمرة الأولى في هذه السلسلة ، أما النص فللكاتبين مازن طه ونور الشيشكلي وهو من إنتاج شركة بانة للإنتاج الفني .. حول خصوصية العمل والجديد الذي يحمله كان لنا هذا اللقاء مع المخرج ناجي طعمي :‏

ـ كيف تصف التعامل بينك وبين كاتبي العمل مازن طه ونور الشيشكلي ؟ وهل شاركت في تعديل مسار بعض الأحداث أو الشخصيات ؟‏

الكاتب مازن طه صديق ونعرف بعضنا منذ زمن ، وكانت لنا تجربة لطيفة في الجزء السابع من (بقعة ضوء) ، وأحب أفكاره فهو شخص يرى الحياة بشكل صحيح ، وقدم مع الكاتبة نور الشيشكلي مادة ظريفة في (صبايا ـ 3) ، ولكن عندما بدأا الكتابة لم أكن قد تعاقدت مع الشركة المنتجة على إخراج العمل ، وبعد إبرام التعاقد بيننا كانا قد أنجزا ثلثي النص ، فالتواصل بيننا تم في المرحلة النهائية من الكتابة .‏

وبالنسبة إلي فقد جمدت نفسي إلى حد ما من ناحية الكوميديا في الجزء الأول الذي قمت بإخراجه لأن المشروع مازال في بدايته وكان لدي تخوف حول تلقي المشاهد العربي لهذا النمط من الأعمال ، ولكنني في الجزء الثالث سأكون مخرجاً مغامراً ، فالجزء الجديد سيميل نحو الكوميديا إلى حد ما ، وأتمنى أن نقدم كوميديا مُحببة للناس .‏

ـ هناك صبايا جدد ومنزل جديد .. فما المبرر الذي سيجعلني كمشاهد أقتنع بهذه النقلة ؟‏

عندما يرى المشاهد الحلقة الأولى سيجد أن هذا الانتقال منطقي جداً .‏


ـ ما السبب وراء غياب عدد من الفنانات اللواتي ساهمن في الجزءين الأول والثاني عن الجزء الجديد ؟‏

كنت أتمنى أن يشاركن في الجزء الثالث ولكن حول التغيير الذي حدث قال لي الأستاذ عماد ضحية (صاحب شركة بانا) أنه في الفترة التي لم أكن موجوداً فيها بعد حدث نقاش بينه وبين ديمة بياعة وديمة الجندي ونسرين طافش التي كانت تحضر لمسلسل (رابعة العدوية) ، خلال النقاش تبين أن ظروفهن غير مناسبة لتواجدهن في العمل ، وانتهى الموضوع بمحبة وتوجه الكاتبان لكتابة شخصيات جديدة ، حتى إن إحدى الفنانات بعد أن انطلقت عملية الكتابة أرسلت خبراً بأنه يمكنها المشاركة في العمل ولكن كان قد فات الأوان ولم نعد نستطيع تعديل النص . عموماً هن لم ينفصلن عن أسرة صبايا وأعتبر أنهن من أساس العمل ومازلن جزءاً منه وأتوقع أن يكون لهن حضور في الأجزاء القادمة.‏

ففي مسلسل (صبايا) الشخصيات قد تتغير وتغيب وتعود كلها شخصيات هامة ورئيسية ، ولكن الأساس الوحيد الذي لا يمكن أن يتغير هو الجهة المنتجة (روتانا وشركة بانا) أما ما تبقى من مؤلفين ومخرجين وممثلين فقد يتغيرون من جزء لآخر .‏

ـ بعد إخراجك للجزء الأول من (صبايا) تغيّبت عنه في الجزء الثاني وعدت في الجزء الثالث .. لماذا ؟‏

منذ انتهاء آخر يوم تصوير من الجزء الأول كان إنجاز جزء ثان مازال مجرد احتمال ، فاتفقت مع صاحب شركة بانا الأستاذ عماد ضحية أنه في حال قرروا إنجاز جزء جديد فلن أكون مخرجه وقلت إنني لن أشارك فيه لعدم رغبتي في التفرغ عامين متتاليين للعمل نفسه ، وعلى هذا الأساس قدمت في العام الماضي الجزء السابع من (بقعة ضوء) ، ولكن شاءت الظروف أن أنجز الجزء الثالث وأشعر بالسعادة لأنني أقوم بإخراجه ضمن هذه المتغيرات التي نتطرق إليها .‏

- بعد الانتقادات التي طالته بأي عين ترى الجزء السابع من (بقعة ضوء) ؟‏

أرى أن الجزء السابع من (بقعة ضوء) عمل هام جداً وناجح ، ولكن ما انتقص منه أمران ، الأول عدم مشاركة نجوم (بقعة ضوء) رغم أن كل من شارك فيه من فنانين كانوا ممتازين وتفانوا في العمل إلى أقصى حد ، أما الأمر الثاني فيتعلق بطبيعة الموضوعات المطروحة عبره ، فعندما أخرجت الجزء الثالث (أي قبل سبع سنوات) كان هناك ثغرات في المجتمع في مختلف نواحي الحياة وبالتالي كان لدينا مرجعية لمادة ننقدها ، ولكن في عام 2010 فوجئت أن لدينا تقدماً كبيراً في البلد وهناك الكثير من الأمور لم نعد نستطيع التطرق لها لأنه تمت معالجتها وطرأ عليها تحول كبير فبتنا نسير نحو الأفضل (الأمر الذي أسعدني) فخفت المرجعية الناقدة ولجأت إلى طرح حالات إنسانية .. ولكن ربما كان المشاهد يرغب برؤية النقد بشكل أكثر .‏

ـ برأيك أين يتجلى دور الفنان والمبدع في الظروف التي تمر بها سورية حالياً ؟‏

لا أنتظر الظروف السلبية التي تتعرض لها بلادنا لنعرف ماذا يمكن أن نقدم ، وهنا دعني أقول ما أشعر به حقيقة .. فكنت منذ زمن أتساءل هل يُعقل أن يطلبوني للاحتياط بعد أن أنهيت خدمتي العسكرية ؟.. ولكن صدقاً أقول إنه بعد الأحداث التي جرت في البلد تمنيت إن كانوا بحاجتي أن يطلبونني للاحتياط وعندها سأترك عملي فوراً وأذهب من كل قلبي وألبي النداء ، لأن ما يحدث ونسمع به يؤلم القلب ، وإن لم نقف نحن أمام ما يحدث فمن سيقف ؟.. إنني أرفع رأسي بسورية وبالنظام في سورية كما أرفع رأسي بشعب سورية . وأعتقد أن هذه الأزمة تجر ذيولها الأخيرة .‏