2013/05/29

نجوم الدراما يغازلون لعبة الإنتاج
نجوم الدراما يغازلون لعبة الإنتاج

  جمال أدم - البيان تطورت الدراما التلفزيونية العربية بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي جعلها صناعة جاذبة لكثير من رؤوس الأموال، وتحول بعض الفنانين إلى حلبة الإنتاج بجانب التمثيل والإخراج، ومنهم من تأثر بالمهنة الجديدة على حساب التمثيل، وينطبق هذا الحال على كثير من الفنانين العرب منذ عشر سنوات، واللافت للنظر انتشار هذه الظاهرة في سوريا أكثر مما هو عليه في مصر ولبنان والأردن لأسباب ذات صلة بالقطاع الخاص في سوريا الذي كان له فضل كبير في الانطلاقات الأولى للدراما السورية وانتشارها. وبدأت العملية في سوريا مطلع تسعينات القرن الماضي عندما كان الفنان أيمن زيدان منتجا وبطلا لأول عمل درامي طويل هو المسلسل الكبير »نهاية رجل شجاع« حينها كانت شركة الشام للإنتاج السينمائي والتلفزيوني رائدة على صعيد القطاع الخاص بتقديمها لعدد من الأعمال الدرامية الناجحة والمتميزة، ولعل الاتهامات التي أطلقت على أيمن زيدان بأنه أسس شركة إنتاج لكي يروج بها لنفسه كذبتها النجاحات والإشادات التي حظيت بها »أخوة التراب« بجزأيه و»أيام الغضب« وغيرهما من الأعمال الكوميدية. ومن بعدها انتقلت الموضة لتكون الأبواب مفتوحة أمام الفنانين السوريين في افتتاح شركات إنتاج درامية يقدمون من خلالها أعمالهم، وهكذا فعل سلوم حداد في مرحلة لاحقة بافتتاح شركة الصقر، وجاء رشيد عساف ليعلن عن شركة درامية، وفراس إبراهيم ليعلن الآخر عن ولادة شركة باسمه في دمشق قدم من خلالها عددا من الأعمال المهمة للمشهد الدرامي التلفزيوني، وتكرر الأمر مع تيسير إدريس وزهير عبد الكريم وعارف الطويل وغيرهم من الأسماء الأخرى في حين ظل الأمر على نطاق ضيق في القاهرة وظلت العملية مرهونة بأسماء المنتجين الكبار الذين ارسوا حقا دعائم إنتاج درامي لافت. فهل يقدم المخرجون والممثلون على الإنتاج لحماية أسمائهم أم للحصول على غنائم مادية إضافية بجانب المكاسب التي يحصلون عليها من الإخراج أو التمثيل؟ ـ الفنان أيمن زيدان يرى أن إقدام الممثل أو المخرج على الدخول في لعبة الإنتاج هو من باب حماية العمل الدرامي أولا وهذا مكسب شرعي للدراما التلفزيونية على الرغم من أن البعض رأى فيها غير ذلك، منوها بانه لم يعمل في كل أعمال شركة الشام عندما كانت طاقة الإنتاج فيها مئة في المائة مشيرا إلى ان شركة الشام هي الحامل الذهبي للدراما السورية الآن وهي التي دفعت بالشركات الأخرى للنجاح والتميز في مهامها الإنتاجية والدرامية. لافتا الى أن الواقع الآن يختلف عن أيام زمان فالحياة الدرامية اتسعت وتدخل في صناعة الدراما العربية عموما أشخاص لا علاقة لهم بهذه المهنة مما أثر سلبا في الإنتاج الدرامي وهو يأمل ان يكون على رأس كل شركة ممثل او مخرج أو كاتب حتى لا تكون تلك الشركات مشاعاً لغير المؤهلين. ويؤكد سلوم حداد أن الإنتاج لعبة تحتاج إلى ذكاء وصبر، وابن المهنة يستطيع ان يتفهم هذا الأمر، لكن الممثل أو المخرج النرجسي هو الذي يبني مجدا لنفسه من خلال شركة الإنتاج التي يقودها بل على العكس ليس من الضروري أن يكون الممثل في كل عمل من إنتاجه وان كان هذا مشروعا ومنطقيا في حال كان في القناة الصحيحة ويؤكد ان أهم أعماله التي قدمها بعيد عن شركته. ويقول المخرج المنتج إياد الخزوز ان الأعمال التي قدمها من خلال الشركات التي عمل بها وأسسها ليست كلها من إدارته، ولم يخرجها كلها بل على العكس دفع بهذه الأعمال لمخرجين آخرين، مشيرا الى أن مسلسل »الغافة« مثلا الذي قدم عبر شركة أرى الإمارات أخرجه شعلان الدباس وهو مخرج اردني وكذا هو الحال بالنسبة لأعمال أخرى، وعلى الممثل او المخرج المنتج ان يترفع عن كثير من القضايا البسيطة وعليه ان يعلم ان كل نجاح تحت إدارته كمنتج سيصب في مصلحته والشركة التي يديرها وسيكون له نصيب واسع من البناء للمستقبل. ويعترف الفنان فراس إبراهيم بأن الأعمال التي قدمها عن طريق شركته المسماة باسمه قد شارك فيها كلها كممثل ولكن ليس بالضرورة ان تكون البطولة له، مشيرا إلى توجه جديد في الدراما السورية في الأعمال التي يدير إنتاجها فنانون أو مخرجون وهذا الأمر يعتبره مكسبا للدراما السورية وليس عبئا عليها إذ ان هذه واحد من الأمور التي تفوقت فيها الدراما السورية على المصرية والخليجية، لأن الفنان يرى عمله ويتابعه بعين الفن ومن ثم بعين التجارة أما رجال الأعمال فيرونها بعين التاجر فقط مما لا يعني أن يكون الاسم العامل معه في العمل في مكانه الصحيح. ويشير الممثل والكاتب الإماراتي سلطان النيادي أن مدير الشركة الإنتاجية ليس بالضرورة أن يكون مشاركا في الأعمال التي يقدمها عن طريق شركته بل على العكس ان كان حاضرا كمشرف على العمل يتوقع أن يخرج العمل بحلة أبهى وأجمل مما هي عليه فيما لو كانت له مشاركة بالعمل، وفي النهاية كل من يعمل في هذه المهنة يهمه ألا يخسر لأنه عمل ويمكن في حال كان الفنان حاضرا على رأس الشركة التي تقدم العمل لأتيح لها أن تتخلص من خسائر مادية كثيرة لأنه يعرف كيف يسوق عمله وفي أي اتجاه.