2012/07/04

نجوم تخفت وجدد تبرق ولا وهج للكبار
نجوم تخفت وجدد تبرق ولا وهج للكبار

5حواس - البيان شهد العام 2009 أحداثًا فنية كثيرة وكبيرة تربع خلالها عددٌ من نجوم الفن المصريين والعرب على عرش النجومية، قابل ذلك سقوط مريع للعديد من الأعمال والنجوم، وإن طغت خلال هذا العام أفلام المقاولات من جديد بعد غياب دام أكثر من ربع قرن، ولم يحمل إلا أفلامًا تعد على أصابع اليد الواحدة يمكن أن يطلق عليها سينما حقيقية.. أيضًا برزت خلاله الدراما السورية بشكل لافت، خاصة في مجال الأعمال التاريخية، كما تفوقت الدراما المصرية واستعادت هيبتها وريادتها التاريخية.. تفاصيل أكثر في سياق الحصاد التالي.   المستوى الدرامي... خلال 2009 تميز عدد من المخرجين على المستوى الدرامي، كان على رأسهم المخرج محمد النقلي في مسلسل «الباطنية»، فحسب آراء بعض النقاد المصريين كانت له رؤية خاصة ومتميزة، وقالوا إنه ليس امتدادًا لأحد، بل ظل يحرص منذ بداياته أن تكون له شخصيته الخاصة وسط عشرات من مخرجي الفيديو. كما رأى نقاد أن المخرجة مريم أبو عوف تميزت برؤيتها الثاقبة عبر إخراجها لمسلسل ليلى علوي «حكايات وبنعيشها»، وكان هذا واضحا من تتر المسلسل، وما تخلله من تقنيات جديدة، مرورا بتجسيد قصة المسلسل كفيديو كليب مبسط من خلال تلك التترات، انتهاء بزوايا الكاميرا التي تأخذ الجانب المشرق أو السوداوي حسب القصة التي يتناولها المسلسل، خاصة أنه حمل قصتين مختلفتين، وهذا يحسب لمريم على مستوى التجديد. وعلى مستوى السيناريو، اتفق معظم النقاد على أن الكاتب مصطفى محرم كان أكثر تميزا في مسلسل «الباطنية» الذي كتبه الأديب إسماعيل ولي الدين.. مؤكدين أنه استطاع بجدارة أن يبتعد عن قصة الفيلم من خلال السيناريو والحوار، بالإضافة إلى توغل المسلسل في مناطق لم يتغلغل فيها أو يناقشها الفيلم.   أما على مستوى التمثيل فقد أشاروا إلى خفوت نجم الفنان خالد صالح في مسلسل «تاجر السعادة» حيث رأى كثيرون أنه كان يقلد الفنان محمود عبدالعزيز، والذي قام بتقديم دور الكفيف من ذي قبل في فيلم «الكيت كات». كما لم تحقق النجمة منة شلبي نجاحات كبيرة في 2009 مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث لم تكن على المستوى المطلوب في مسلسل «حرب الجواسيس»؛ خاصة أنها خطت خطوات قوية في أفلام المخرج خالد يوسف. الفنانة حنان ترك في مسلسل «هانم بنت باشا»، وبحسب النقاد لم تضف جديدًا لرصيدها الفني وكانت باهتة بلا بصمة أو روح، ولم تكن موفقة في اختيار الدور الذي يناسبها في 2009.   وانتقد النقاد نجوما كبارا أمثال يحيى الفخراني وإلهام شاهين.. مؤكدين أنهما تراجعا بشكل كبير، رغم الثقة الكبيرة في إمكاناتهما وخبراتهما، حيث لم يكن الفخراني في مستواه في «ابن الأردنلي»، ولم يغير في أسلوب أدائه، وسار في النمط نفسه الذي استسلم له منذ ثلاث سنوات، كما تراجعت إلهام شاهين أيضًا في مسلسلها «علشان ماليش غيرك» رغم النجاحات التي حققتها في العام 2008. مشيرين إلى أن على إلهام أن تدقق في اختياراتها القادمة وتنتقي أعمالاً جادة بعيدة عن التقليدية. وكان النقاد أكثر قسوة على الفنان أشرف عبدالباقي، واعتبروه «فاشلاً» في أداء شخصية إسماعيل ياسين في مسلسل «أبو ضحكة جنان»؛ وقالوا إنه أدى الشخصية بدون تعمق وقلده في أفلامه فقط، وأدى ذلك إلى إعطاء صورة مشوهة عن نجم الكوميديا الراحل.   وسارت على دربه كذلك النجمة السورية صفاء سلطان، حيث فشلت في أداء شخصية «ليلى مراد» في مسلسل «قلبي دليلي» رغم اجتهادها ومحاولاتها للوصول إلى أداء جيد، لكنها لم تكن في مستوى الشخصية الحقيقية، خاصة أن ليلى مراد كانت قريبة جدا من قلوب المصريين والعرب.   أما الفنان أحمد عز في مسلسل «الأدهم» فكان مثارا للسخرية؛ لأنه أراد أن يجمع بين شخصية «السوبرمان» وبطل الأكشن الشاب المصري خفيف الظل، ومع ذلك يتوقع له النقاد أن يعود إلى مستواه في العام الجديد 2010. كما سقط الفنان أحمد رزق في مسلسل «فؤش»، ولم يأت بجديد، وكل ما جاء به مجرد استظراف واستخفاف، ومحاولة صنع إفيهات غريبة بلا معنى، وقالوا إن هذا هو العام الثالث على التوالي الذي يسقط فيه أحمد رزق، وعليه إنقاذ نفسه في عام 2010.   واعتبر النقاد سقوط الفنانة سمية الخشاب في مسلسل «حدف بحر»، الذي أطلقوا عليه «سخف بحر»، مأساة عام 2009، وقالوا إن أداءها كان باردا وهابطًا بشكل لا يمكن أن يقود إلى عمل درامي ناجح، حيث فشلت بجدارة في إقناع الجمهور بقصة المسلسل، على الرغم من الدعاية المكثفة التي سبقت العمل، غير الإعلان عن ألبومها وكليباتها، وقالوا إن سمية كشفت عن خلل كبير في قدرتها على الاختيار؛ فلا استطاعت أن تنجح في التمثيل ولا في الغناء خلال موسم 2009، وسحبت بذلك كل رصيدها الفني مما حققته في أفلام خالد يوسف.   المستوى السينمائي   وفي مجال السينما سيطرت أفلام المقاولات على مساحات عريضة من خارطة مواسم 2009 حيث عادت بقوة هذا العام من خلال مجموعة من الأعمال قليلة التكاليف والإنتاج، وتعتمد على نصوص ضعيفة أقرب إلى المونولوجات الخفيفة التي لا يمكنها أن تصنع فيلماً، لكنهم في الآن استثنوا بين تلك الأفلام نحو أربعة أفلام، مؤكدين أنها كانت المعبر الأقوى عن السينما المصرية الحقيقة، منها فيلم «ولاد العم» لشريف عرفة، وفيلم «عمرو وسلمى» الجزء الثاني، وهو الفيلم الذي حقق فيه النجم تامر حسني أعلى الإيرادات التي تجاوزت 25 مليونا، بالرغم من أن المنافسة كانت مع عادل إمام وأحمد السقا وهيفاء وهبي.   واشتدت هذا العام نجومية شريف منير ومنى زكي وكريم عبدالعزيز في فيلم «ولاد العم»، حيث كان التعامل في الفيلم رفيعا، ومتوافقا وجديدا على كل النجوم المشاركين، كذلك هيفاء وهبي التي كانت الحسنة الوحيدة في فيلم «دكان شحاتة»؛ فهي تملك مواصفات خاصة تتميز بالقوام الجميل والوجه الساحر إلى جانب أدائها المميز وطموحاتها المشروعة. كما توقف النقاد أمام اسمين من النجوم الشباب وهما أحمد مكي ودنيا سمير غانم، حيث رأوا أن مكي اشتعلت موهبته منذ أن ظهر في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، ثم استمرت نجاحاته هذا العام في فيلم «طير أنت»، وجاء أداؤه بشكل جيد، وكان خلاقا لمواقف جديدة ومتميزة.   أما دنيا سمير غانم فرأوا أنها نجمة السنوات المقبلة حيث أثبتت تألقها في الأفلام الصعبة، وآخرها فيلم «عزبة آدم» أمام النجم محمود ياسين، والفنان فتحي عبدالوهاب، وأصبحت فنانة مهمة تستطيع أن تجسد البطولة المطلقة.   وعلى الرغم من أن عام 2009 قد برز فيه عدد قليل من النجوم الذين حققوا نجاحًا ملحوظًا، إلا أنه في الوقت نفسه أكد إخفاق الأغلبية من النجوم من حيث الأداء أو اختياراتهم أو اهتمامهم بأدوارهم وأعمالهم الفنية ، كما أكدوا أن الفنانة يسرا لم تقدم أي جديد يذكر هذا العام، وسقطت من خلال أعمالها في مجال الدراما والسينما حيث لم تقدم جديدا في مسلسلها «خاص جدا»، أما في السينما ومن خلال فيلم «بوبوس» كان دورها تقليديًا جدًا، وبالرغم من ذلك لم تكن موفقة فيه. وهو ما أكدوه أيضا بالنسبة للفنان أحمد السقا، الذي رأوا أنه لم يقدم أي جديد خاصة في فيلم «إبراهيم الأبيض» الذي لم يكن فيه على القدر الكافي من الأداء، وأظهر تراجعا واضحا في أدائه. أما بالنسبة للجانب الإخراجي فقد أكد النقاد نجومية المخرج الكبير خالد يوسف، وطالبوه أن يبتعد عن سينما «العشوائيات»، وأن يخرج في العام 2010 من عباءة أستاذه يوسف شاهين، ويهرب من القالب الذي وضع نفسه فيه باعتباره اليوم من أفضل المخرجين في مصر، وله رؤيته السياسية..   المستوى الغنائي   وفي مجال الغناء، واصل الفنان محمد منير نجاحاته واختياراته المميزة، وتمنى له النقاد أن يكمل مشروعه القومي نحو تأصيل تراث فلكوري مصري ينبع من النوبة، ويؤكد المفردات الشعبية شديدة التميز.. أما على مستوى الغناء الشعبي فكان المطرب حكيم في قمة إبداعاته، حيث اختاره النقاد كأفضل مطرب شعبي، وأشاروا إلى أنه تميز في اختيار أعماله، وابتكر لونا مستمدا من الفلكلور الشعبي.