2012/07/04

نزار أبو حجر كوميدي بالفطرة ويرفض أدوار البطولة
نزار أبو حجر كوميدي بالفطرة ويرفض أدوار البطولة


أمينة عباس - البعث

كان فيلم "الليل" هو أول عمل شارك فيه، فبعد أن شاهده المخرج محمد ملص على خشبة المسرح دعاه للمشاركة فيه، وبعد إجراء اختبار لأدائه أعطاه دور المنجِّد في الفيلم، وعلى الرغم من تواضع هذه المشاركة التي لم ينطق فيها بكلمة، إلا أنه اجتهد فيها كثيراً، فقصد منجِّداً وتدرب عنده على التنجيد، وكأنه ذاهب إلى مهنة التنجيد وليس التمثيل، وباجتهاده ومثابرته استطاع أن يفرض شخصيته الفنية المتميزة في الساحة الدرامية السورية، ولا عجب في ذلك وهو الذي ينتمي إلى عائلة فنية قوامها خاله الفنان الراحل أنور البابا (أم كامل) وبنات عمه سعاد حسني ونجاة الصغيرة، إنه الفنان نزار أبو حجر الذي التقته "تلي دراما" وكان الحوار التالي:

< أنت من الفنانين الذين مازالوا بعيدين عن أدوار البطولة، ما السبب برأيك؟!.

<< بصراحة شديدة أقول: إذا قُدِّم لي دور بطولة في أي عمل سأرفضه لأقول بالصوت العالي حجمي الفني أعرفه وأبدع فيه، وأنا لستُ عباس النوري ولا بسام كوسا، مع أنني أدرك تماماً أنني عباس النوري وبسام كوسا في أدواري الصغيرة التي أجيدها وأبدع فيها.

< تولد الشخصية على يد كاتبها، ومن ثم مخرجها، ليكمل الممثل رسمها أمام الكاميرا.. حدّثنا عن دورك في هذا المجال.

<< لا توجد شخصية من الشخصيات التي قدمتُها والتي سأقدمها إلا وسيكون لي بصمة عليها، لقد وهبني الله حس الارتجال، وكل من تعامل معي يعرف تماماً أنني عندما أصور عملاً أحوله إلى نص كامل لأنني لستُ ممثلاً منفذاً فقط، بل أرى نفسي شريكاً حقيقياً في ولادة أية شخصية أو أي عمل.

شخصية «أبو غالب» في مسلسل "باب الحارة" من أكثر الشخصيات التي ساهمتَ في ولادتها بشكل كامل، كيف اشتغلت على هذه الشخصية وماذا أضفت لها؟!.

<< هذا صحيح، خاصة وأنها كانت شخصية تافهة، لا هدف لها ولا معنى، وهذا ما صرّح به كاتب العمل في جزئه الرابع، وقد قبلتُ تجسيد هذه الشخصية بعد أن أعدتُ كتابتها من جديد.

< يرفض بعض الفنانين تجسيد شخصيات سبق وأن اعتذر عنها بعض زملائهم، فهل أنت منهم؟!.

<< ليست لديّ مشكلة على هذا الصعيد، خاصة إذا كانت الشخصية تغريني كممثل، وأذكر أنني جسدتُ شخصية في مسلسل "عيلة سبع نجوم" كانت بالأصل للفنان خالد تاجا، وكان الكاتب كتبها له خصيصاً، ولكن ولخلاف وقع بينهما اعتذر تاجا فجسدتُها، وقد نجحت كثيراً وكأنها كُتِبَت خصيصاً لي.

< أغلب الشخصيات التي تجسدها كوميدية، فهل تميل إلى هذا النوع من الدراما؟!.

<< من الطبيعي أن أميل لهذا النوع من الدراما، فشخصيتي كوميدية بالفطرة وأنتمي إلى عائلة عُرِفَت بخفّة ظلّها، والكوميديا جزء من تركيبتها وفطرتها، لذلك أقدِّم هذه النوعية من الشخصيات بشكل طبيعي.

< برأيك هل يجب أن يتمتع الفنان الكوميدي بخفة الظل حتى ينجح؟!.

<< إن أية فكرة كوميدية في أي عمل يجب أن يؤديها ممثلون يتمتعون بالمرح أساساً لإيماني أن خفّة الظل لا تُصنَع، وهي طبع، ومن المؤسف أن بعض المخرجين لا يلتفتون لذلك، والأخطر أن بعضهم ينتقون فنانين بشكل عشوائي لأدوار كوميدية، مع التأكيد على أن الفنان ليس مطلوباً منه أن يهرِّج ليبدو كوميدياً .

< وماذا عن الأعمال الجادة-التراجيدية، ألا تفضِّلها؟ وهل أنت بعيد عنها؟

<< لستُ بعيداً عنها وأفضّلها، وإذا حصل أن ابتعدتُ عنها ألوم المخرجين الذين يستسهلون اختيار فنانين معينين لشخصيات معينة، فمن نجح في التراجيديا يتم اختياره من قبلهم دائماً لتجسيد شخصيات تراجيدية، ومن نجح في الأعمال الكوميدية ينطبق عليه الأمر ذاته.. إذاً نحن نحتاج للعين التي تكتشف دوماً مواهب وإمكانيات جديدة عند أي ممثل .

< على الرغم من تاريخك الفني مازلتَ بعيداً عن خشبة المسرح، فما هي الأسباب؟

<< ولِدتُ مع المسرح، ووقفتُ كثيراً على خشبته منذ أن كان عمري 3 سنوات، وكنتُ شاهداً على ولادة الكثير من مسرحيات المسرح القومي، إلا أنني ابتعدتُ عنه تدريجياً لقناعتي أن ما يقدمه بعيد عن الناس، وأنا مؤمن أن المسرح يجب أن يكون جماهيرياً .

< كيف بدأت مسيرتك في أعمال البيئة الشامية؟

<< كانت البداية مع المخرج بسام الملا من خلال اختياري ككومبارس ناطق في أحد أعماله، ثم طُرِدتُ من العمل لخلاف مع أحد الممثلين، وبعد فترة دعاني الملا للمشاركة في مسلسل "الخوالي" بدلاً من الممثل حسام تحسين بك، وفي هذا العمل اكتشف الملا أنني ممثل جيد فاستدعاني للمشاركة في مسلسل "ليالي الصالحية" وعندما طلبتُ أجراً أكثر مما عُرِض عليّ استبعدني مباشرة ثم عاد واستدعاني لمسلسل "باب الحارة" بعد أن كان بحاجة لممثل يغني شخصية «أبو غالب» التي لم يكن لها أية قيمة في النص المكتوب .

< أعمال عديدة قُدِّمت عن البيئة الشامية، فما الذي ميّز المخرج بسام الملا فيها برأيك؟

<< قدم بسام الملا أعمال البيئة الشامية ببساطته وفطرته وبكاميرا غير معقّدة، ولأنه ليس أكاديمياً لم "يتفذلك" فيها.. من هنا كان مسلسل "باب الحارة" قريباً من الحياة والبسطاء .

< وكيف تفسّر نجاحك في تجسيد الشخصيات الشعبية؟

<< أستمتع بأداء هذه الشخصيات القريبة مني كثيراً والتي أعرفها وقد تعاملتُ مع معظمها.. أعرف سلوكها وطريقة تفكيرها لأنني أنتمي إليها، فأنا شخصية شعبية بامتياز في سلوكي وعاداتي .