2012/07/04

نوار بلبل: الدراما السورية في الموسم القادم لن تؤثر في الشارع كما كانت سابقاً
نوار بلبل: الدراما السورية في الموسم القادم لن تؤثر في الشارع كما كانت سابقاً


دارين صالح – الوطن السورية

(أحبكم أيها السوريون جداً جدا جداً معارضين وموالاة.... ومهما كانت اتجاهاتكم... أعدت اكتشافكم من جديد يا أولاد بلدي..... أنا أفتخر بسوريتي لأجلكم.... فما يحدث اليوم في سورية هو وضع صحي للغاية.....!)


بهذه الكلمات افتتح الفنان السوري نوار بلبل لقاءه مع صحيفة «الوطن» السورية، وقبل الخوض في الأسئلة والأجوبة روى الفنان بلبل قصة حدثت معه ومع زوجه منذ ما يقارب عشر سنوات مؤكداً من خلالها افتخاره بانتمائه لسورية وشعبها بأطيافه وشرائحه كافة:

(في بداية زواجي.. اتفقت أنا وزوجي الفرنسية على الخروج لشرب القهوة.. قبل التوجه لمقصدنا طلبت مني شراء بعض الحاجيات للمنزل، فاشتريتهم وطلبت مني إيصالهم للبيت في الطابق الرابع قبل الذهاب لاحتساء القهوة... فرفضت واتجهت إلى إحدى الزوايا في الشارع ووضعت الحاجيات وأخبرتها أنني سأتركهم وإن كان لنا نصيب فسنعود ونجدهم... اتهمتني وقتها بالجنون... كان لدي شك من واحد إلى اثنين بالمليون بأنني سأرجع ولن أجد أكياسي التي تركتها...

بالفعل ذهبنا وقضينا وقتا طويلا وعندما عدنا مساء وجدت الحاجات كما تركتها... هذا الموقف يعبر عن السوريين الحقيقيين... الطيبين... فلا يمكن أن يفكر السوري الحقيقي بالأذى أو السرقة أو القتل... فالطيبون كثر في هذا البلد والمؤذون قلائل جدا!).

وبالانتقال إلى الحديث عن الفن أكد الفنان نوار بلبل أنه مشارك هذه السنة بأربعة أعمال وهي:

(دليلة والزيبق) للمخرج سمير حسين والكاتب هوزان عكو سيجسد فيه دور زريق أخي دليلة يشاركها بالحيل التي تحيكها ضد الزيبق وسيكون الدور مركزاً بكثافة في الجزء الثاني من العمل.

مسلسل بيئة شامية بعنوان: (رجال العز) من إخراج علاء الدين كوكش. يؤدي فيه شخصية ثرثري ومشاغب.

كما يشارك بالمسلسل التاريخي (ظل الحكايا) من إنتاج شركة المتوسط منتج خصيصا لتلفزيون المنار، إضافة إلى مشاركة في مسلسل محمود درويش للمخرج نجدت أنزور.

عدد كبير من مسلسلات السيرة الذاتية لاقى انتقادات كثيرة حتى ولو كان ناجحا، هل أنت مع هذا النوع من المسلسلات؟

مشكلة هذه المسلسلات أن أحداثها تدور حول شخصية المسلسل وبطله ليقوم باقي الفنانين بخدمة هذه الشخصية وإظهارها وأظن أن مسلسل محمود درويش واقع في المشكلة نفسها كمسلسل أم كلثوم ونزار قباني وأسمهان وغيرهم.... على العموم النتيجة تحسم بعد العرض


هل أنت نادم على المشاركة في مسلسل محمود درويش؟

أبدا على الإطلاق من الجميل أن أشارك بعمل يتحدث عن حياة هذا الشاعر العظيم الذي يعنينا جميعنا.

مسلسل دليلة والزيبق مؤلف من ستين حلقة، برأيك ألا يتم من خلال هذا العمل تقليد المسلسلات التركية من حيث عدد الحلقات، وهذا العدد من الحلقات ألا يمكن أن يثير ملل المشاهد؟

من الممكن أن يستكمل العمل ليصبح مئة وخمسين حلقة، بالنهاية هي لعبة إنتاجية ولا أجد ضيرا بأن يلعب المنتجون هذه اللعبة، فالأمر جيد ويعود بالفائدة على الفنيين والمخرج والممثلين وعلى الشركة نفسها.

لماذا يتحمل المشاهد المسلسل التركي المؤلف من 150 حلقة ولا يتمكن من متابعة المسلسل السوري المؤلف من 30 حلقة؟

على العموم إذا كان العمل مكتوباً بشكل صحيح ومُخرجاً بشكل صحيح والممثلون قادرين على ضبط شخصياتهم وتجسيد الأدوار بشكل صحيح فسينجح العمل.

كما أن الكاتب هوزان عكو كاتب مهم ومبدع ولا بد أنه مستدرك نقطة أن يمسك المشاهد على مدى ستين حلقة دون الوقوع في مطب التكرار والحشو واختراع الأحداث.

اعتذرت عن المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل الدبور لأسباب مادية، رغم إعجابك بالشخصية التي أسندت إليك.. برأيك هل يمكن أن يترك الفنان دوراً مقتنعا به بسبب الأمور المالية والمادية؟

أنا تنازلت عن الشركة كلها وليس عن الدور فحسب لأنها شركة مُقحمة على الوسط الفني وحتى الآن لم تأخذ مشروعيتها لكونها لا تملك مشروعا لافنيا ولا ثقافيا.

من المؤكد أن لكل الشركات مشروعاً تجارياً إلا أنها في الوقت ذاته تمتلك خطا فنيا تسير على نهجه.

قامت فرقة مسرح الخريف التي أسستها مع الفنان رامز الأسود بعدة جولات فنية من خلال عرضي الفرقة (حلم ليلة عيد) و(المنفردة)... ما آخر مشاريع هذه الفرقة؟

حاليا الأمور مجمدة.. لم نتوقف ولم نتراجع لكون الظروف الحالية غير مناسبة.. إلا إننا نفكر بالمشروع الثالث للفرقة.

ماذا تحدثنا عن العمل الثالث للفرقة؟

العمل الجديد مبدئيا اسمه (جدل) كتبته سنة 2001، نلت عليه جائزة من مديرية المسارح، العمل يتحدث عن الانتظار وأشكاله التي نواجهها في حياتنا، وماذا يمكن أن ننتظر؟

لنجد في النهاية إننا ننتظر الموت!

اليوم الشارع والوضع العام سبق العمل الأمر الذي يتطلب إعادة إنتاجه وكتابته من جديد...

شراكتك مع الفنان رامز الأسود من عام 2006 من خلال فرقة مسرح الخريف، وفي كل لقاء تؤكدان انكما متناقضان تماما في أسلوب وطريقة التفكير... ما سر الاستمرار كل هذه السنين على الرغم من هذا التناقض؟

همنا مشترك وهدفنا واحد وهو إنجاح واستمرار الفرقة المؤلفة من نوار ورامز... فنحن نعمل لهذه الفرقة التي تعمل للبلد.

ماذا عن المشاريع السينمائية القادمة؟

هناك فيلم سوري مع مخرجة شابة اسمها رولا كيال خريجة مصر وهي تجربتها الأولى بالإخراج، لن أتحدث كثيراً عن تفاصيله... ولكن الفيلم يعتمد على علاقتي المميزة مع رامز من خلال مسرحية المنفردة على خشبة المسرح التي لاحظتها ولامستها المخرجة فاستثمرت هذه الكيمياء التي تجمعني مع رامز في فيلم سأتحدث عن تفاصيله لاحقا.

كيف تجد واقع الدراما السورية في ظل الأزمة التي تعيشها سورية حاليا، وخاصة أننا سمعنا عن أعمال أجلت وأخرى ألغيت؟

الدراما مثلها مثل أي منتج وطني تأثر بالأزمة فهناك أعمال تأجلت وأخرى تم إلغاؤها...

اليوم الشارع السوري عبر أميال شاسعة بفترة قصيرة، أظن أن الأعمال التنفيسية مثل بقعة ضوء ومرايا ستكون وراء الشارع.

الأعمال التاريخية ستشكل عبئا على المشاهد، والأعمال الشامية ولو كانت جديدة تبقى نسخة مستنسخة عن بعضها.

برأيي أن الدراما السورية في الموسم القادم لن تؤثر في الشارع كما كانت سابقا، فالناس ليس لديها وقت للمتابعة من ناحية.. وهناك موت بالشارع من ناحية أخرى.

ماذا تحدثنا عن حياتك العائلية؟

متزوج من فرنسية حاصلة على دكتوراه بالتاريخ العثماني، موظفة في المدرسة الفرنسية.... أب لولدين فتاة عمرها ست سنوات اسمها لون وصبي عمره شهر ونصف اسمه ميار.

برأيك هل الزواج من امرأة أجنبية أكثر راحة للرجل الشرقي في التعامل وأسلوب الحياة؟

بالتأكيد، فسبق لي أن خضت تجربة مع فتاة عربية ولكنني لم استطع التأقلم فيها، ولكن زوجتي متفهمة لمتطلباتي ولطبيعة عملي، نتناقش بأريحية وبيننا ثقة متبادلة.

في يوم من الأيام أحد الأشخاص ردد أمامها المثل الشعبي عن الغيرة فاتخذته المثل الأعلى لها لتقوله لي في كل مناسبة.

على العموم مدى التفاهم له علاقة بالأشخاص أنفسهم.

ما هواياتك؟

أقرا كثيراً منذ تخرجي وحتى الآن، أختار الكتب التي لها علاقة باختصاصي وعملي (مسرح، دراما، فن....).

كيف تقضي وقتك مع العائلة؟

قبل الأزمة التي تمر بها سورية كنت أذهب مع عائلتي إلى المسبح بعد انتهائي من التصوير، ولكن حالياً أجد من الصعب والمخجل أن أذهب لأرفه عن نفسي والناس تُشيع بعضها... حالياً لا أذهب إلا إلى اللوكاشين ومنه إلى البيت وبالعكس.