2013/05/29

نوال السعداوي: ممنوع الغش أما القتل فمُباح؟!
نوال السعداوي: ممنوع الغش أما القتل فمُباح؟!


جوان جان – الثورة

نوال السعداوي، اسم أشهر من أن يُعرَّف، إذ بمجرد ذكر اسمها تتوارد إلى الذهن عشرات المواقف الشُجاعة التي اتخذتها، والأفكار العميقة التي قدمتها على مدى تاريخ نشاطها الفكري والإبداعي

كواحدة من أكثر الشخصيات العربية قدرة على إثبات الذات في زمن أصبح المطلوب فيه من الجميع أن يكونوا نسخاً متشابهة في الخضوع والخنوع للتيارات التي تريد فرض إرادتها على المجتمعات العربية .‏

والمتابع للّقاءات التلفزيونية التي أجرتها مختلف الفضائيات العربية مع السعداوي أنها لا يمكن في أيٍّ من هذه اللقاءات أن تحيد قيد أنملة عن مبادئها التي تدافع عنها بشراسة، وهي بذلك تتمايز عن الكثير من الشخصيات العربية التي تظهر في كل مرة بلَبوس جديد مختلف عما سبقه حسب الرياح واتجاهاتها .‏

مؤخراً شاركت نوال السعداوي في برنامج تبثّه فضائية القاهرة والناس المصرية وهو بعنوان «ممنوع الغش» حيث يستضيف البرنامج ضيوفه في إطار جديد يعتمد على الشكل التقليدي للصفوف المدرسية إذ يتم طرح مجموعة من الأسئلة على الضيف من قبل مقدمة البرنامج التي تبدو وكأنها مدرِّسة تتعامل مع تلاميذ دون الانجرار بالطبع إلى تفاصيل العملية التدريسية المتعارف عليها .‏

السعداوي كعادتها كانت جريئة وواقعية، فوضعت النقاط على الحروف (لمن يجيد القراءة طبعاً) ووصَّفت العديد من الحالات الاجتماعية والفكرية بما هي عليه، وهو الأمر الذي لا يعجب الكثيرين بالطبع ممن يريدون أن تبقى شعوبنا قابعة في ظلامها وجهلها كي يبقوا هم وحدهم متحكمين بها وبمصيرها .‏

وكما تجري الأمور دائماً مع تصريحات السعداوي فبمجرد انتهاء بث الحلقة بدأت الحملة الالكترونية والإعلامية المسعورة على السعداوي، بل وربما بدأت الحملة قبل بث الحلقة لأن الجميع يعرف ما ستقوله السعداوي لقناعتهم أنها ليست من النوع الذي يصرّح عن آرائه حسب الجهة الدافعة وقيمة المادة المدفوعة .‏

وكان من الملاحظ أن كلَّ من شنَّ الحملة الالكترونية على السعداوي عقب لقائها المذكور هم ممن لا يتورعون عن وصف الشبكة الالكترونية-العنكبوتية بأبشع الصفات وليس أقلها وصفهم لها بأنها عمل شيطاني بحت، لكنهم لا يترددون في استخدام هذا العمل الشيطاني في مهاجمة أعدائهم فكرياً تمهيداً لمهاجمتهم جسدياً وهو الأمر الذي دعا إليه كثيرون عقب بث الحلقة المذكورة .‏

لسنا هنا بوارد الدفاع عن السعداوي فهي أقدر على الدفاع عن نفسها، لكننا نتساءل مثلما يتساءل كثيرون لماذا تزداد العواصف الثلجية وتتضخم حبّات المطر وتجتاح الفيضاناتُ الشوارعَ والبيوتَ العربية في فصل يُفتَرَض أنه ربيع العالم العربي؟‏