2013/05/29

هذه هي معايير الممثل السوري لاختيار أعماله!
هذه هي معايير الممثل السوري لاختيار أعماله!

  السفير الفنان السوري عباس النوري هو «أفضل ممثل عن عمل مصري». لعلها مفارقة أن يستلم ممثل سوري جائزة أفضل ممثل في مسلسل مصري. وهو ما حدث منذ أيام، مع تسلم النوري الجائزة عن دوره في مسلسل «سقوط الخلافة». وذلك نتيجة استفتاء جماهيري أجراه موقع «خبر عاجل» اللبناني. وإلى جانب النوري نالت الفنانة منى واصف جائزة أفضل ممثلة عربية عن مجمل أعمالها وتاريخها الفني. كما نال جائزة أفضل ممثل عربي لعام 2010 الفنان مصطفى الخاني عن دوره في مسلسل «ما ملكت أيمانكم». وعن المسلسل ذاته نال المخرج نجدت أنزور جائزة أفضل مخرج عربي لعام 2010. وانـطلاقاً من تجـارب استـقطاب عـدد من النجوم السوريين في المسلسلات المصرية والخليجية، ثمة ما يوحي بأن المــمثل السـوري بات اليوم أكثر نفوذاً على الصعـيد الدرامي العربي. وهو الأمر الذي عزز حضوره الفني على الصعيد المحلي ايضاً، فباتت تنتج مسلسلات مخصـصة له، وتخـصص له أرقام مالـية كبيرة، إذا ما قيس بموازنات العمل ككل، وأجور بقية الممثلين المشاركين. ولكن بالرغم من ذلك، ثمة ممثلون يشاركون في أربعة وخمسة أعمال في الموسم الواحد، بمن فيهم نجوم الصف الأول. ولسان حالهم يقول بأن متطلبات الحياة المعيشية تدفعهم لتكثيف أعمالهم الدرامية، سيما وأن لا مهنة اخرى لديهم. وكان آخرهم الفنان إياد أبو الشامات عبر شاشة «سورية دراما». ولعل في ترجيح المردود المادي على الأولويات الفنية، يبدو أن صاحب النفوذ الحقيقي هو رأسمال. وانطلاقاً من ذلك يندرج عمل الفنانين المشاركين في أعمال مصرية. فالكثير من الفنانين السوريين الذين عملوا في مصر المحروسة، ما خرجوا منها إلا بأجر عال، يتغنى به وهو يتحدث عن «هزالة» الأجور في الدراما السورية. وبعيداً عما ورد، تبدو خارطة الممثلين السوريين، موزعة بين فئتين: الأولى كبيرة يحتلها فنانون عديمو النفوذ، والثانية صغيرة تضمّ أصحاب النفوذ الفني، ومعظمهم من نجوم الصف الأول. وكلاهما يساهمان بشكل أو بآخر بمستقبل لا نريده للدراما السورية. فعديمو النفوذ يساهمون في تكريس وجود المنتج – الممول، الذي يفهم الفن على أنه سلعة يجب أن تنتج بأقل التكاليف، وبأسرع وقت لتؤتي أكلها من الربح. الأمر الذي سمح في تمرير «أنصاف» مخرجين و«أشباه» كتاب وممثلين، ليصنعوا جميعاً مسلسلات دون المستوى الفني المطلوب. أما الفنانون أصحاب النفوذ، فمنهم من ساهم في تقديم أعمال فصّلت على مقاسه، فجاءت ايضاً دون المستوى الفني المطلوب. ومنهم من ساهم بشكل أو بآخر بإضفاء «شرعية» أو قوة دفع على أعمال درامية ضعيفة، وأسماء فنية تسلسلت إلى الوسط الدرامي بقوة المنتج - المموّل المذكور. أي أن مشاركة نجم كبير في عمل هزيل يعطي دفعاً لتسويق المسلسل، ووقوف النجم الكبير أمام مخرج ضعيف يقوم «بتغطية» هذا المخرج! لا شك في أننا نشعر بالفخر كلما رأينا نجماً سورياً يلمع «نجمه» في الدراما العربية. أو عندما يُطلب من هذه المحطة أو تلك. لكننا ربما نطرب أكثر لفكرة قيام الدراما السورية على البطولة الجماعية، وليس البطولة الفردية. هكذا كان جيل التأسيس في السبعينيات. وهكذا عمل جيل التحول في التسعينيات. وهذا ما نتمناه للجيل الحالي اليوم.