2012/07/04

هل حققت (نور الشام) آمال جمهورها؟
هل حققت (نور الشام) آمال جمهورها؟


لؤي ماجد سلمان – تشرين


استبشر المشاهد السوري خيراً بعد إطلاق قناة "نور الشام" الفضائية، فقد كان بحاجة لقناة دينية متخصصة تطل من دمشق، مستخدمة الاعتدال منهجاً فيما تقدمه من برامج دينية من دون أن يدنسها النفط، وبريق المال. وتستلهم برامجها من النصوص القرآنية، مخاطبةً شريحة واسعة من الشعب السوري والعربي، وذلك بعد أن أصاب المشاهد الإعياء والضجر من قنوات ظاهرها ديني، لكن منهجها يقوم على دس السم في العسل، وذرّ الرماد في العيون، من دون حساب وزر ما تفعله من بث فتنة وفرقة، وتحريض للجمهور العربي المتابع لها، فهل حققت فضائية «نور الشام» طموح جمهورها؟.

السيدة منيرة شاهين «ربة منزل» أبدت إعجابها بالقناة الجديدة بما تقدمه من برامج دينية، لكنها عدّت أن القناة مازالت بحاجة إلى خريطة برامجية بعيدة عن اللقاءات الجافة التي تقدم للأسرة. بينما عدّت ريما-25عاماً- أن القناة تحتاج إلى برامج جديدة لملء ساعات البث الطويلة، فمن وجهة نظرها: (أن ساعات البث غير مستثمرة بما يكفي المشاهد ويروي فضوله).

الطالب الجامعي سمير البني22عاماً قال: «إن القناة لم تلب طموح شريحة المثقفين، أو الذين ينشدون البرامج الثقافية، فحسب رؤيته ان على القناة جذب شريحة الشباب من خلال برامج تهمهم، فعباداتهم لا تقتصر على مشاهدة البرامج الدينية، ويجب أن ترصع القناة ساعات بثها الطويلة بحوارات ثقافية وبرامج من شأنها تثقيف المشاهد من ناحية، وتغيير النظرة التي اكتسبها المجتمع عن البرنامج الديني بصيغته الخليجية، فالدين حض على القراءة، ونحن قوم اقرأ، لكننا لا نقرأ وتساءل: «لماذا لا تقدم القناة قراءة في رواية أو قصة، لأدباء سوريين، أو مختارات من الأدب العالمي، فهذا لا ينفي توجهها، إضافةً إلى برامج الشعر والنثر الغائبة على نحو كامل عن الفضائيات السورية».

منير الجوري-37عاماً- قال: «هناك مسلسلات تاريخية، ودينية مهمة، ولاسيما دراما السيرة الذاتية التي تخص الأنبياء والصحابة وأفلام يجب أن يشاهدها الجيل الجديد كفيلم (الرسالة) وغيره، فالمشاهد الذي يقضي معظم وقته خلف شاشات الكمبيوتر، أو في المقاهي الواقعية والافتراضية بحاجة إلى هذا النوع من الأعمال الدرامية» أما الطبيب نورس الخالدي-42عاماً فطالب ببرامج مسابقات للأطفال والناشئة، وحتى للسيدات، منها حفظ القرآن، أو مسابقات علمية وثقافية، تحث على البحث والمعرفة، فمن ناحية تساهم في تثقيف المشاهد في زمن عزوف الناس عن القراءة، ومن ناحية أخرى تجتذب عدداً أكبر من المشاهدين العرب.

المدرّسة لينا 33 عاماً أكدت أهمية القناة من خلال بث آيات من الذكر الحكيم، وقالت: " كنت دائماً أبحث عن تلاوات القرآن الكريم بين الفضائيات، لكن للأسف فإن كثيراً منها "مشبوهة". اليوم (نور الشام) أتت لتكون القناة الدينية بالمعنى الثقافي الروحي لا بالمعنى المسيس التحريضي، فما كنت أشاهده على بعض القنوات الدينية يناقض المنطق، فترويج كريمات التنحيف وخلطات الأعشاب، ووصفات السحر والشعوذة، والعلاج التي ترافق آيات من القرآن الكريم فيها الكثير من الكذب على الناس والاستخفاف بعقولهم، ولاسيما أن الاستماع لآيات من الذكر الحكيم بحاجة إلى خشوع، وهذا ما وفرته قناة نور الشام السورية".

القناة أعادت للطفل حقه الذي سلبته منه بقية الفضائيات ومنها الفضائية السورية، واستعادته من بعض القنوات المتخصصة ببرامج الأطفال، والتي تمارس دوراً سلبياً وغير مسؤول في زرع قيم غريبة عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا في عقول ونفوس أطفالنا. ولهذا تطالب عبير العشي 32عاماً بتخصيص وقت أطول لفقرات الأطفال على شاشة (نور الشام) تشمل الترفيه، والتعليم، والإرشاد، وعدم نسيان نصف المجتمع ولو ببرنامج ثقافي أو علمي، ولاسيما أن عدد المتابعات للقناة يفوق عدد المتابعين، فربات البيوت والنساء، هن النسبة الأكبر من متابعي الشاشة الصغيرة من بقية شرائح المجتمع. أما أستاذ التاريخ علي بهجت فعدّ أن الطريقة التي اتخذتها القناة في اختيار برامجها منطقية كونها تقدم صورة للعالم عن الإسلام الحقيقي، لا الإسلام السياسي الذي يقوم بتوظيف الدين خدمة لمصالحه، ويتلون حسبما يطلب منه. وهنا أكد بهجت على «ابتعاد القنوات الدينية التحريضية عن الحقيقة، ولاسيما أنها لا تستضيف الكثير من علماء وفقهاء العصر الحالي؛ ولاسيما من أبناء الشعب السوري الذين يقدمون للعالم صورة أنموذجية عن التآخي. وفي مقابل ذلك، تقدم كل من يحرض على سفك الدم والبغضاء بين أبناء الشعب العربي، وكل من يعطي صورة مشوهة عن الإسلام، وهذا واحد من أهم الضرورات التي تقتضي وجود قناة تنشر الوعي».